بعد التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أحب أن أوجه لكم الشكر الجزيل لاستيعابكم هموم ومشاكل الآخرين بكل عناية ورعاية. لم أتردد أبدا في أن أسرد لكم ما أعانيه بعد أن كدت أشعر باليأس والإحباط.... عسى أن أجد لديكم الحل ونبراس يضيء لي ما أعانيه من ظلام وقلة حيلة........
أولا أنا صاحبة المشكلة التي باسم تولين وبعنوان: كم أشتاق لها التي تحدثت فيها عن مشكلتي مع زوجي، وهذه المشكلة تتعلق بابنتي البالغة 13 عاما، أنا سيدة وأم لأربعة أبناء 3 ذكور وأنثى واحدة.. كنا نعيش حياة مستقرة إلى حد كبير إلا أن أحوال زوجي تبدلت حيث كنا في إحدى دول الخليج وعندما بلغ زوجي بانتهاء مدة عمله اضطررنا أن نعود إلى بلدنا وكان أولادي من المتفوقين دراسيا وما أن عدنا حتى واجهت مشكلة كبيرة جدا لأن تحصيلهم العلمي قد تراجع وخاصة البنت فلم تجتزْ هذه النقلة براحة بل انعكست عليها بكل سلبياتها وحاولت جاهدة معها وقمت بإحاطتها بالاهتمام والرعاية الزائدة واستعنت ببعض المدرسين لكن لا تتجاوب وعندما أحاول محادثتها لا أستطيع الوصول معها لنتيجة ترضيني ولا أخفي عنكم أحيانا أنني أشعر بالضجر وأقابلها بالعصبية وأحيانا أخرى وهي الأكثر أتمالك نفسي حتى لا تنفر مني.
وكثيرا أحاول أن أصحبها لبعض زيارات الأهل والأقارب ومع هذا لا أجدها تنسجم بسهولة مع الآخرين من بنات جيلها..... أتألم عليها كثيرا وأتعمد أن تشاركني وتذهب معي حتى للمناسبات أي الأفراح لتنطلق مع بنات جيلها لكن لا فائدة.... كم أتمنى أن تكون مثل طبيعتي ...أقول لنفسي أكيد ليس بالضرورة أن تكون مثل طبيعتي لكن أحب أن أشعرها بأني أستوعبها كما هي لكن من الضروري أن أعرف كيف أتعامل معها حتى تعود لتحصل على درجات عالية ويرتفع مستواها الدراسي.
هذا أكثر ما يؤلمني مع العلم أنها ذكية ولديها الاستعداد لتحمل المسؤولية ..صحيح أنها تميل إلى بقائها صامتة إلا أنها عندما تتكلم لتعبر عن أرائها تكون هذه الآراء صحيحة ولا عيب فيها.. تتكلم وتكون واثقة ووجهة نظرها صائبة. ومما يزيد الطين بلة أنني أجدها تتذمر من بعض ما يحدث في بيتنا من مشاكل كما شرحت في الرسالة السابقة... بسبب النقلة التي فرضها علينا والدها.... وكم أخاف عليها أن تتأثر فهي وحيدتي.
وحده الله يعلم أنني أعمل ما بوسعي لمساعدتها.... لكنها تضع حول نفسها أسياج لا تحب أن تخرج منها ولا تريد مساعدتي لأقدم لها المساعدة التي تحبها. هي أحيانا أشعر باليأس والإحباط والفشل معها.......
وهذا آخر باب أطرقه بعد الله سبحانه وتعالى عسى أن أجد لديكم الحل بإذن الله،
ولكم خالص شكري وامتناني.
23/02/2007
رد المستشار
حضرة الأخت "تولين" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
نشكر لك اتصالك المباشر، وثقتك بطرق بابنا، علنا نستطيع أن نساعد ابنتك.
إنها بعمر الثالثة عشر، وهذا العمر دقيق جداً، ولا ذنب لكونها أتت من الغربة وتغيّر عليها الجوّ، حيث أن الكثيرات من الفتيات اللواتي لم يعشن في الغربة، يعانين من المشكلة نفسها. إنه عمر المراهقة، حيث أن الجسد ينمو بسرعة وتكون الشخصية ما زالت صغيرة، والمعلومات أيضاً لا تلبي المطلوب من صبية بجسد الكبار، وفتاة بأحلام الأطفال.
لا يجب أن نستعجل الأمور، فسوف تصير ابنتك شابة، ومتعلمة، وذات شخصية في المستقبل، وما علينا إلا أن نرعاها ونؤمّن لها المناخ المناسب لكي تستطيع أن تسجّل ما تتعلم بشكل جيد، وأن تؤديه بالشكل المطلوب أيضاً.
بالطبع كل فتاة في هذا العمر، تحتاج إلى رفاق، تلعب وتلهو معهن ويسرّ بعضهن لبعض المواضيع التي تتعبهن. والأم اللبقة، تكون هي التي تحسن الاستماع لابنتها، وتتخذها صديقة بدون تأنيب، وعصا التعنيف، بل إسداء النصائح، خاصة في ما يتعلق بالصلاة وتقوى الله.
لا شك بأنه علينا أيضاً المساعدة بما يتعلق بموضوع الدراسة، وتأمين الأستاذ المناسب للمواد التي تستلزم المزيد من التوضيح.
الأخت "تولين"، نتمنى لك النجاح في رعاية الأولاد، ونحن أيضاً ندعو لكِ ولجميع الفتيات في عمر ابنتك، بالتوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.