أخاف من كلمة حب ..!؟
السلام عليكم..
لقد اكتشفت أن عندي مشكلة من وقت قريب على الرغم من أنها ناتجة من ظرف مررت به من سنوات عديدة، فمنذ 6سنوات كنت في بداية دراستي الجامعية وفي هذا الوقت كنت صغيرة جدا ولا أعرف أن هناك ما يسمى بالكذب والخداع والتمثيل فلقد تعرفت بشاب وتعلقت به حيث كانت أول تجربة لي وبمشاعري المراهقة كنت أصدق ما يدعيه من حب لي إلا أنني بعد وقت قصير اكتشفت خداعه وابتعدت عنه..
ومنذ هذا الوقت وأنا أخاف من كلمة حب أو إن هذا ما اكتشفته مؤخرا فلقد كان هناك شخص يحبني جدا إلا أنني ابتعدت عنه وقابلت ذلك بالرفض الشديد وها أنا بعد مرور العديد من السنوات أشعر أنني أحبه إلا أنني لا أستطيع أن أعبر عن هذا الحب فكلمة حب كلمة من الصعب أن أنطق بها هذا ما جعلني أشعر أني معقدة وأن التجربة التي مررت بها قديما قد أثرت علي كثيرا وعلى الرغم من إدراكي لكل ما كتبته إلا أنني لا أستطيع أن أتحكم في نفسي وأشعر أني عاجزة عن التعبير عن الحب كليا وأخشى أني إذا تزوجت أستمر في خوفي هذا..
09/03/2007
رد المستشار
عندما تلدغنا حية في مكان لابد من تواجدنا به سنتألم وسنخاف أن يتكرر لدغنا من جديد لكن لن يكون الحل أبدا في الهروب وترك ساحة المعركة لها لتحيا فيه متخليّن عن قوتنا التي هي رأس مالنا في تلك الحياة الشرسة..... فقط سنحتاج لثلاثة أشياء...
أولها: الحرص وليس الهلع والتخوين.
ثانيا: التعرف على خصائص المكان الذي يغري الحية بالتواجد فيه.
ثالثا: ما الذي شجعها لتختار أن تلدغنا نحن دون غيرنا؟
فغدر محبوبك لدغة موجعة... لكنها لا تجعلك تكفرين بالحب وتكفرين بأن هناك مشاعر صادقة وسط زخم الزيف من حولنا، ولتقتنصي من غدره بك درسا تخطينه في طريق نضجك لتتذكريه، ليس ليصبح عقبة كئود ترعبك وتعكر صفو حياتك كلما تذكرتيها فتتقوقعين علي نفسك خائفة حزينة وإنما لتجعليه عبرة لك بألا يتكرر فتكونين أكثر حرصا لا تخوينا أو خوفا وتتعرفين على ما هيأ له خداعك سواء بسبب ظروف كانت تحيط بك أو صفات تحملينها تسهّل خداعك، ومن السفه أن تتصوري عودتك لسابق عهدك فهذا لن يحدث... فالبراءة الأولى والمشاعر الأولى كانت بكرا تتحسس طريقها لأول مرة إلى آخر.
أما اليوم فلديك الخبرة التي تمكنك من الاختيار والاختبار بشكل أفضل قبل أن تعطي قلبك -وأنت مطمئنة- لمن يستحقه هذا هو أهم ما أردت أن أشير له ولم أتحدث عن محبوبك الجديد عمدا لأنني لم أفهم ما تعنينه بجملك حين قلت رفضته رفضا تاما وها أنا بعد مرور العديد من السنوات أشعر بحبه!!- حيث يعني ذلك أنك مررت بتجربتك الثانية وأنت في مراهقتك أيضا-
ترى أين كان طوال تلك السنوات؟ وكيف جاء ذلك الشعور؟ وكيف كان موقفه من الرفض؟
كلمة أخيرة.... لا يوجد بشر عاجز عن الحب ما دام سويا قد يتوقف قليلا أو كثيرا عن التعبير عنه لسبب أو لآخر لكنه قادر أن يشعر... قادر أن يحبٌ، ولا تختزلي الحب في مساحة "البوح" فالحب أفعال واهتمام وتقدير واحترام ومشاعر وقرب وتضحية ليس فقط بوح بكلمة "أحبك" فإذا انتظرنا أو فكرنا قبل البوح لفظا فهناك مساحات حب ما زالت محلا للاختبار لنا أولا ولمن يزعمون أنهم يحبوننا ثانيا.