تيه
السلام عليكم،
أود الإجابة على سؤالي ولكم جزيل الشكر كنت قد سمعت لإبراهيم الفقي يقول: ما تقومش حاجة حتقومك وأعطى مثال قال: لو قلت لكم لا تفكروا في أرنب مثلا فستجدون أنفسكم قد فكرتم فيه مسبقا. وهذا صائب حقا. هل هذا قانون عقلي؟
ولماذا تذهب الشرائع الدينية إلى ضرورة مقاومة الاندفاعات السلبية للمرء؟ وهل هناك علاقة بين هذا القانون والوسواس القهري؟
...... وشكرا
25/05/2007
رد المستشار
صديقي؛
إن ملاحظتك في محلها وهو قانون عقلي أو ملاحظة لطبيعة العقل البشرى والتي من خصائصه أنه من المستحيل التركيز على عكس فكرة مثل "لا تفكر في الأرنب".. الأرنب هنا هو موضوع الجملة أو الأمر ولكي تمنع نفسك من التفكير فيه فسوف يتحتم عليك التفكير فيه أولا.. وكلما حاولت عدم التفكير فيه فإنك تركز عليه أكثر وتعطي المزيد من الطاقة الذهنية للفكرة...
ولكن: إذا ما فكرت في القرد أو الدب وتأملت فيه فإن فكرة الأرنب سوف يقل تركيزك عليها ويقل اهتمامك بها كلما ركزت على شيء آخر.
من ناحية الشرائع فهي تحث على توظيف وتوجيه هوى النفس واندفاعاتها نحو اتجاه إيجابي وليس إلغاءها عن طريق المقاومة والتي هي مستحيلة كما تبين لك... لاحظ أن المشكلة تكمن في الخطاب الديني وليس في الشريعة... الخطاب الديني –البدائي المباشر- يحذرك من الرغبات والشهوات وبالتالي يدفعك إلى مقاومتها وبالتالي تزداد قوتها.. أما إذا ما وجهت ذهنك نحو شيء أرقى وأعلى وأنضج فسوف يكون من السهل تجنب الضعف أمام الشهوات...
هذا يوضح لك المأساة التي نعيشها وخصوصا في العالم الإسلامي من جهل أغلب الشيوخ والدعاة بكيفية التعامل مع طبيعة العقل البشري... جانب آخر من المأساة هي أن هؤلاء الذين يركزون ويخصصون وقتا كثيرا ومجهودا كبيرا لكبح جماح الشهوات هم أكثر الناس شهوة وإلا لماذا يتحدثون عنها مرارا وتكرارا؟؟ لابد وأنها تشغلهم كثيرا.
من ناحية الوسواس القهري، فمما لا شك فيه أن محاولة المقاومة تزيد من حدة الوسواس ومن الأسهل التركيز على أشياء أخرى مع معرفة أن الوسواس القهري غالبا ما يكون ستارة دخان لإخفاء شيء يخاف المريض أن يكتشفه عن نفسه... يجب أن نتقبل أنفسنا ونوازعنا وشهواتنا مهما كانت بشاعتها ثم نوظفها في اتجاه إيجابي.. فمثلا لولا الجشع ما كان هناك طموح ولولا عدم الرضا ما كان هناك تطور ورغبة في الأفضل.
واقرأ على مجانين:
على باب الله: طريق الشيطان
تعالوا نفهم الشيطان
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.