السلام عليكم ورحمة الله.
أوجه سؤالي إلى الأستاذ الدكتور الفاضل وائل أبو هندي، فأنا صاحب مشكلة يريد قناعا جلديا للهرب من الرهاب الاجتماعي..
طبيبي العزيز أرجو أن تقدر مشاعري وظروفي فأنا لا أستطيع مراجعة طبيب نفسي مختص لأن ظروفي المادية صعبة، لذلك أريد أن أسألك أين يمكنني الحصول على مثل هذا القناع الذي يكون لونه مطابقا للون الجلد، فأنا أحس بتحسن نوع ما نفسيا، وأحس أنني أستطيع أن أفعل أشياء كثيرة، لكن رعشة وجهي وملامحه هي التي تمنعني دائما من فعل أي شيء، أو أن أستخدم الكريمات التي تشد عضلات الوجه، إن كان هناك مثل هذا الكريم فما هو اسمه..
أرجو الإفادة يا طبيبي الفاضل فأنا لم أعد احتمل،
وجزاكم الله ألف خير.
10/3/2007
رد المستشار
الابن العزيز "حسين"؛ أهلا وسهلا بك وشكرا على متابعتك المبكرة والتي وصلتنا بعد عرض ردنا على المشكلة مباشرة، وهو شيء جميل أن نعرف رد فعلك على إجابتنا على الاستشارة، صحيح أن ردك جاء محبطا ومتهما في نفس الوقت لنا بأننا لا نقدر مشاعرك ولا ظروفك وهذا ما ننفيه بشدة، بل نحن لا نرضى لك بأن تكون ضحية للاستغلال ولو حتى من أفكارك الغريبة أو المتسرعة.
علاج حالة كحالتك يا حسين يستلزم المعاناة من أجل الخلاص من المشكلة كلية وليس التخلص من المعاناة بأي طريقة حتى لو أدى ذلك إلى استفحال المشكلة الأصلية وهو ما تود أنت بلوغه من خلال ذلك القناع المتخيل! يقول الإمام علي رضي الله عنه إذا هبت أمرا فقع فيه وفي مقولة الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ما يضع اللبنات الأولى للعلاج السلوكي الذاتي الذي يستطيعه كل إنسان فقط إذا أحسن الفهم والتعاون والمثابرة، وهو يبين لنا كيف أن استجابة التجنب أو الهرب من الأمر المخشي منه أو المهاب إنما تعزز الخوف ولا تساعد في إزالته وهذا أحد مبادئ العلاج السلوكي أيضا لأن تجنبك للتوتر والحرج بأن تغطي وجهك بقناع يشبه جلدك لن يمثل إلا حلا مؤقتا يعزز رهابك الاجتماعي ويزيده تدهورا وهو ما يشير إليه قوله رضي الله عنه: (فإن شدة توقيه أعظم من الوقوع فيه).
لا أستطيع في إذن أن أقول لك جديدا وإنما أكرر ما قلته سابقا من أن عليك بأن تبحث عن طبيب نفسي يستطيع مناجزة Management الحالة بشكل إنساني سلوكي ومعرفي وليس فقط كيميائيا يصف عقَّاقير، ثم إن عليك أن تتابعه وتواظب على جلسات العلاج وتفعل ما تتفقان عليه بين الجلسة والجلسة،
وإن شاء الله تزول معاناتك، وتابعنا بأخبارك.