للجنس وغيره: مداخل للفهم والتعامل..!?
السلام أنا شاب مسلم وأصلي وأخاف الله ومن أسرة محافظة، الحاصل أني قبل 3 سنوات تعرفت على فتاة عن طريق الانترنت وأقنعتني بممارسة الجنس معها عن طريق الانترنت فتحت الكاميرا وبدأت أعرض جسدي وأثيرها مع مرور الزمن أدمنت على هذا، تعرفت على بنات عن طريق الانترنت أيضا وفعلت نفس الشيء المشكلة أني كرهت نفسي خصوصا بعد ما أفعل هذا الفعل المشين مباشرة أحس بتأنيب ضمير شديد وأكره نفسي وما زاد الأمر أن بنتا طلبت مني أن أريها مؤخرتي وظهري وكثرت طلبات البنات من هذه الناحية.
بعد فترة اكتشفت أني أعرض لأولاد شاذين والعياذ بالله يتقمصون شخصية البنات، ابتعدت عن هذا الطريق فترة طويلة نتيجة لصدمتي ولكن ما لبثت أن راودتني هذه الحالة وخصوصا إذا عرضت جزئي الخلفي مع البنات.
استمريت في هذا الطريق وصرت أحب البنت السادية وصرت أحب أن أذل نوعا ما وتعرفت على فتاة تذلني وأنا أعرض بالكاميرا مع العلم أني شاب وسيم وذكي لكن الجنس سوف يدمر حياتي يوما ما حيث أنه أثر تأثيرا سلبيا على دراستي أرجو مساعدتي.
06/07/2007
رد المستشار
ما زلت أتعلم من الرسائل التي تصلني عن أحوال الناس في بلادنا العربية، وخاصة مع غياب أية مصادر موثوقة أو أبحاث معتبرة عن حياة العرب المعاصرين في شأن الجنس وغيره!!
ولا أريد أن أستطرد في تحليل كيف أن موقع "مجانين" يمكن أن يكون مرجعا لا بأس به في تأسيس دراسة وفهم وتحليل المفاهيم والممارسات الجنسية الحالية، فيمن يتحدثون العربية، وتأتي الرسالة التي بين أيدينا هنا لتكشف جانبا من هذا، راجيا أن يكتب لنا المزيد من القراء عن حياتهم الجنسية، لنعرف جميعا ما هو الوضع الذي نتحرك فيه ونعيشه، ولعل هذا يكون قاعدة علمية للدراسة التي يستغني عنها باحث، أو طالب علم، أو فقيه!!
ملاحظتي الأولى هنا تتعلق بكون صاحب الرسالة لا تتوافر لديه سبل إقامة علاقة بالجنس الآخر، إلا عبر الانترنت، في غياب المجال العام، أو إغلاقه تماما في بلده، ولكن بالطبع ليس هو السبب الوحيد وراء ما يمارسه، ولكنه سبب جدير بالذكر.
في أقطار أخرى قد توجد فرصة للتعارف العام، ولكن لا توجد آية فرصة لعلاقة جنسية مشروعة، إلا لشريحة محدودة، وربما تتأخر فرصة إقامة هذه العلاقة لأسباب متنوعة!!
هنا لا أريد الاستطراد في وصف تفاصيل الحرمان الجنسي الذي منا بعدم توافر شريك بعلاقة مشروعة، وأحيانا يتوافر الشريك ولا تكون العلاقة ناجحة أو مرضية لطرفيها!!
ولنتصور معا: شباب في عمر فورة الرغبة الجنسية يعيش في مناخ التحريض الجنسي المحيط بنا، ولا يجد سبيلا للنكاح المشروع الناجح، ما هي الاختيارات الموجودة أمامه؟!
ويستيقظ الناس في بلاد الأخ المرسل وينامون، ولا حديث لهم، ولا اهتمام إلا بالبطون والجنس، وحيث أن أبسط احتياجات الحياة من مطعم وملبس وأمن في متناول غالبية الناس هناك، وعزل النساء عن الرجال يزيد الرغبة اشتعالا عند الطرفين، والزواج متعثر!!
فما هي النتائج المتوقعة لهذا الحال؟!
ويقصد الناس في بلادنا الانترنت بحثا عن المعرفة والمتعة في الترفية، وإقامة علاقات جديدة، والفرجة علي بعض ما يحصل في العالم، وحيث أن حياتنا الواقعية تبدو فقيرة أو مُفْقَرة ومفتقرة لكثير من عوامل الجذب، وأنشطة التواصل مع البشر والحياة، وفرص الإمتاع والعلاقات العاطفية والجنسية الحقيقية، هذه الحياة الجدباء تجعل الفارين إلى النت يزدادون عددا، ويتورطون في ممارسة أنواع من الإثارة التي تصل إلى أشكال من الشذوذ، كما في سؤال السائل!!
راجع جدولك اليومي أخي السائل وستجده خاليا من التواصل مع الحياة الحقيقية، أو المجتمع الحقيقي!!
وفي بلدك فإن فرص اللقاء الاجتماعي الحي وفرص الحياة الإنسانية الاجتماعية بأنشطتها تكاد تكون منعدمة، ولذلك فإن الأغلبية عندك تحاول تعويض هذا بالدخول والحياة على الانترنت!!
راجع أوقات فراغك، وأساليب ترفيهك، وستجدك مندرجا في برامج الترفية السخيفة المدمرة السائدة بين أغلب الناس من مشاهدة قنوات التفاهة، وبرامج الرغي الفارغ، أو أغاني الغرام
"عمال على بطال"، وفي المجموع فإن أغلب ترفيهنا أبله ومتخلف، ويشجع على التوغل أكثر على الانترنت بحثا عن الجديد والمثير!!
راجع علاقتك بالمعرفة وستجد أنك مثل أغلبنا تجهل الكثير عن جسدك، وعن بلدك، وعن ماضي حضارتك وحاضر أمتك!!
وتستطيع تثقيف نفسك، وتغيير وتطوير معارفك وترفيهك.
وراجع رصيد خبراتك في الحياة وتجاربك واحتكاك مهاراتك بالآخرين، وستجد أنك مثل أغلبنا ـبلا خبرات ولا تجارب ولا احتكاك أن تكون جاهزا ومؤهلا وقابلا لممارسة ما تمارسه دفعا للملل، واستجلابا للمتعة والإثارة، وبعض التجريب والتعلم، ولو في مجال مثل تغرق فيه!!
وقديما حفظت: من لم يشغل نفسه بالحق، شغلته هي بالباطل. ولا أعتقد أنك ستدع ما أنت عليه، وأنت كما أنت في علاقتك بالمعرفة، والترفية، والناس، والمجتمع، والأمة!!
ربما لو أرسلت رسالتك هذه إلى مستشارين آخرين فإنهم سيكتفون بترديد ما أحسبك تعرفه من أضرار متوقعة يمكن أن تحدث لك من استمرار هذه الممارسة، وربما لو أرسلتها لموقع غربي فيمكن أن يقولوا لك: لا بأس طالما الأمر يسعدك، ولا يضر أحدا غيرك!!
وأنا لا أستطيع وصف حالتك على أنها شذوذ بالمعنى الكلاسيكي العلمي التقليدي للكلمة، فأنت تمارس هذا على الانترنت فقط، وأيضا لا تفضله على الممارسة الطبيعية، أو تكتفي به دونها، لأنها ليست متوافرة لك حتى الآن!!
وأريدك أن تفهمني حين أقول لك أن مثلك كثيرين، وحالتك هذه متوقعة، وأنها تنطوي على انحراف متأثر بواقعنا المريض، وأنا هنا لا أهون عليك الأمر، أو أحاول كبح جماع اندفاعك في استنكار أفعالك، والندم عليها، ولكنني أريدك أن تفهم نفسك وحالتك أولا، لأن هذا أهم خطوات العلاج والتعامل معها وليس مجرد الاكتفاء بمشاعر الذنب ثم تكرار الفعل لأن كل المقدمات باقية!!
لديك رغبة جنسية طبيعية تمشي أنت وراء إشارتها بطرق غير سوية، هي ما تدربت عليه وأعجبك، ويفيدك التدريب على استثمار رغبتك هذه بأشكال أخرى غير مضرة!!
فهل فكرت في وسائل أخرى؟! وهل لدى القراء إبداعات مقترحة؟!
الأفضل طبعا أن تسير في طريق التجهز للزواج، فإن لم يسعك هذا فلابد من أن تبحث عن وسائل أخرى لتشغيل رغبتك الجنسية!!
وقد أفاد البعض بأن كتابة القصص الجنسية الخالية قد أفادتهم كثيرا، وهي مجرد تفريغ الأفكار والخيالات الجنسية في قالب درامي، وبعضهم يحتفظ بهذه القصص لنفسه، وبعضهم يتخلص منها أولا بأول!!
وأفاد آخرون بأن ممارسة رياضة منتظمة، ولو المشي على الأقل، أو ممارسة بعض التمرينات البدنية قد أفادهم كثيرا أيضا على المستوى الجسماني والنفسي الجنسي.
الابتعاد عن أنواع الإثارة والتحريض بدءا من الأغنيات ومرورا بأحاديث الرفاق حول الجنس، والبحث عن جدول بديل، وربما رفاق جدد، من ذوي الاهتمامات النافعة أو الممتعة، وإذا ضاق عليك الواقع في الوصول إلى مثل هذه الرفقة فأمامك الانترنت لتصل عبره إلى من يهتمون بأشكال أخرى من المعرفة، ويلتمسون الترفية، ويقيمون العلاقات بعيدا عن الإثارة الجنسية!!
أي أحد يمكنه ملاحظة جوعك الروحي واحتياجك، وأي طفل صغير يمكنه طبعا أن يدلك على تغيير طريقك في الدخول إلى الشبكة العنكبوتية مثل أن تضع الكمبيوتر في مكان عام وسط البيت، أو تذهب لاستخدامه في مقهى عام، وربما أفضل أن توقف استخدام الكاميرا تماما ببيعها، أو إهداءها إلى صديق!!
حالتك ليست متأخرة، ولكنك تحتاج إلى جهد لتغيير أجواء وطرق قضاءك لوقتك، وخريطة علاقتك، الأمر الذي أحسب أن أغلبنا يحتاجه، ولكن: "قاتل الله الكسل"!!