السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء على مجهودكم الرائع دوما وجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم عندي استفسار لكم إخوتي الكرام عندي ابنة تبلغ من العمر 10 سنوات تعرضت إلى تحرش جنسي من قبل السائق الخاص للعائلة وعلمنا عندما قالت أن رائحة فم السائق دخان فسألنها كيف عرفت ذلك؟ أجابت أنه حاول تقبيلي على فمي...
والمشكلة إني خائفة أنه فعل أكثر من ذلك وبعد فترة وجدت لها أسئلة غريبة مثلا كنا في عرس في الصيف وكان في دولة عربية فسألتني ماذا يتحدث العرسان الآن؟؟ وتقول متى سيرقص العريس والعروس معا؟؟؟ وغير ذلك... فماذا أفعل؟؟
كيف لي أن أمحي من ذاكرتها الذي حصل لها؟؟
وكيف يمكن معالجته من جذوره؟؟
وأن لا يتفاقم الوضع سوءا
أرجو منكم يا كرام أن تساعدوني ولكم مني دعاء خالص شكرا جزيلا....
جزيتم خيرا
20/07/2007
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على حسن الدعاء وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال.
أرى ألا تبالغي في القلق مما تعرضت له ابنتك من محاولة تحرش بها فيبدو أن الله سلم وحفظها وهو خير الحافظين كان يمكنك عند كشفها لهذا الجزء من السلوك أن تسألي عن المزيد مثل وماذا أيضا ولكن بما أن الفرصة قد ولت أرى ألا تبالغي في تقدير قيمة ما حدث فما تشيرين إليه من أسئلة حول العرسان فضول اجتماعي عادي مناسب لسنها دون تعرضها للتحرش ولاحظي أن المسلسلات تحفل بمثل هذه المشاهد.
مما يزيد من صعوبة التحقق مما تعرض له الصغار بالفعل تدخل الخيال في رواية القصة وميل الأطفال للإيجاب عند سؤالهم بطريقة الإقرار هل حدث أم لم يحدث الأسرع لهم حدث، ومع ما لديهم من طريقة كلية للتفكير تتراوح ما بين الأبيض والأسود التام يجعل الاعتماد على رواياتهم ضعيف وتكون الأدلة المادية مثل الخدوش أو أثار العض أو الإصابة ببعض الإلتهابات الجنسية دليلا أقوى حول ما حدث.
في عمر طفلتك لن أعتبر أن تعرضها للتحرش هو المصدر الوحيد لمعرفتها فسنها يمكنها من الاهتمام بما يدور حولها من أحاديث للكبار حول هذه المواضيع بالإضافة لعطاء الفن غير المتناهي. باختصار عزيزتي لا تقلقي فتعبير ابنتك التلقائي عن الموقف يشير إلى أنه لم يتم تحت التهديد وهو ما يحدث في حالات التحرش المتكررة مما يجعل الصغار يحجمون عن التعبير عما يتعرضون له خوفا من الشخص المسيء.
حالات التحرش البسيطة غير المتكررة نادرا ما تترك أثرا عميقا في نفوس الأطفال حيث يدركون ما يحدث لهم في معظم الأحيان على أنه جزء من لعبة أو تعزيز لمكانتهم لدى هذا الشخص فلا تجعلي قلقك المبالغ سببا في تثبيت الخبرة وإعطائها الكثير من الأهمية، أقول لك هذا رغم معرفتي بأن القلق هو في كثيرة من الأحيان ضريبة المعرفة فخففي عنك واجعلي ما حدث درسا لك بألا تبالغي في الثقة بالعاملين فغالبا ما يكون المتحرش بالطفل أحد الأقارب أو غيرهم من المألوفين للطفل. وتكفيرا عن إيجاز ردي عليك سأبعث إن شاء الله في أقرب فرصة بعض محاضراتي عن الإساءة الجنسية لباب تربية مجانين مما قد يوفر لك المزيد من الأجوبة لما يدور في ذهنك فقط دعواتك بأن يبارك الله في وقتي وعقلي.
واقرئي على مجانين:
عندما كنت طفلة : ربما أذكرُ أنه
الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا !
وهم التحرش الجنسي... هل نحن السبب؟
بعد التحرش : هل حب الجنس مرض؟