لا أعرف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عمري 22 تقريباً، لا أعمل حالياً ولكني متفرغ للدارسات العليا إنشاء الله، قبل أن أعرض مشكلتي أريد أن أوصف بعض الأعراض والمواقف التي كانت تنتابني وأنا صغير (خلال المرحلة الابتدائية حتى الثانوية). حيث كانت المشكلة الأساسية أنني عندما أتعرض لموقف مخيف جداً أو مشكلة مع والدي حيث أنني كنت أخاف منه جداً أو مشكلة مع أحد الطلاب في المدرسة مثل العراك كانت تنتابني نوبة من سرعة ضربات القلب بدرجة كبيرة جداً وملحوظة وأحس برهبة وقشعريرة قوية وأظل مرتبك وأتفادى المشاكل حتى تنتهي المشكلة بطريقة مريحة وحتى إن انتهت أظل أفكر فيها إلى أن أنساها، كنت أعتقد أن هذا شيء طبيعي حيث أنني سقط على ظهري وأنا في الابتدائية وعندما اعتدلت في الوقوف توقف قلبي عن النبض لمدة دقيقة ولم أستطع أن أتكلم أو أتنفس إلى بعد هذه الدقيقة حيث استطعت التنفس طبيعياً وبدون اللجوء إلى طبيب وانتهى الموقف.
كانت هناك مشاكل بين والدي ووالدتي باستمرار إلى أن انتهت بالطلاق وعندما غادرت والدتي المنزل لم أحس بأن شيئاً تغير كثيراً بل لم أحزن حيث أنني كنت موقن أنني سأتمكن من زيارتها لاحقاً، ولكن بعد أن قام والدي بالزواج من أخرى وإبعادي عن المنزل لأعيش مع والدتي.
بدأت في الحزن تدريجياً حيث كان يفضل زوجته الجديدة علي وقام بالفصل بيني وبين إخوتي مادياً واجتماعياً حتى أنني لم أراهم منذ 6 سنوات حتى و كنت اكتئب لفترات ولكنني لم أكن أذهب لطبيب وكنت في الثانوية حينئذ، بعدما بدأت دراستي في الكلية كنت متفوقاً دراسياً ولكنني في السنة الثالثة بدأت في شرب الحشيش مع أصدقائي بكثافة حيث كان كل همنا لأيام أن نشربه فقط، وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة بعد ما شربت مع أحد أصدقائي المقربين نزلنا إلى الشارع وبعدما سرت معه لمدة 3 دقائق في البرد، أحسست بالقشعريرة في جسمي كله وإنني لا أستطيع أن ألتقط أنفاسي وكنت أحس بأنني سوف أموت لأنني لم أستطع التنفس أو التكلم لدرجة أنني لم أستطع المشي حيث كنت أمشي خطوات وأتوقف فكنت خائفاً جداً ولا أخاف أن أسقط وأستند على السيارات في المشي ببطء،
وبعد ما وصلت إلى البيت ذهبت للنوم فوراً خائفاً ولا أعلم كيف استطعت تحمل هذا الشعور، عندما استيقظت في اليوم التالي ذهبت لصديقي وكأن شيئا لم يحدث فكنت أعتبرها حادثة عابرة ولكنني عندما شربت معه القليل من الحشيش بدأت في الشعور بضيق النفس ثم توقفت عن الشرب وانتابني شعور بالاختناق وعدم قدرتي على التنفس وسرعة دقات القلب بشكل سريع وقشعريرة وخوف من الموت، فغادرت فوراً وفي المحاولة الثالثة للشرب انتابني نفس الشعور وصراحةً أحسست بأن الله يعاقبني على ما فعلته فحلفت أنني لن ألمس المخدرات بعد الآن مع العلم أنني لم أعد أشرب شيئاً غيره هو السجائر بكميات كبيرة.
توقفت عن شرب السجائر فوراً لأني كنت أخاف من فقدان التنفس وسرعة دقات القلب إذا ما شربتها وفي هذه الفترة انتابتني أسوأ فترات حياتي حيث لازمت البيت لمدة 6 أشهر كاملة لا أخرج كنت أستيقظ خائفاً لا أستطيع التنفس أقوم بمواظبة الصلاة ونظمت أوقات لقراءة القرآن حتى أنني كنت أتفادى مشاهدة أي مشاهد في التليفزيون، حتى الأغاني وكنت أحس بألم في بطني شديد وإحساس بالقيء مع إني لم أتقيء وكنت أخاف أن أتقيء حتى لا يتوقف تنفسي كنت أذهب للطبيب كل يوم 3 مرات حتى في الفجر والصباح الباكر قمت بالكشف على صدري وعمل أشعة لأني كنت أشك في أي أمراض منها السرطان وجاءت النتيجة مطمئنة
ولكن استمرت الحالة لعدة شهور ثم لم ألبث وأن بدأت أتحسس كل مكان في جسمي لأستشعر إذا كان به شيء غير طبيعي وقد قمت بعمل أشعة على الرأس إثر ظهور بعد النتوءات الطبيعية وجاءت النتيجة مطمئنة ثم قمت بعمل رنين مغنطيسي على المعدة وجاءت النتيجة مطمئنة وهكذا صرت أتوهم الأمراض في كل جزء من جسمي وأقوم بالكشف عليه فوراً وكانت النتيجة دائماً مطمئنة على الرغم من استمراري في أخذ أدوية الأطباء للمعدة،
واظبت على الاقتراب من الله وكنت قد توقفت تماماً عن التدخين ولكنني بطبعي حساس تجاه المواقف كنت أحس باللوم الشديد والحزن على ما كنت أفعله وعلى أي شيء خاطئ أواظب على فعله فعلى سبيل المثال عندما كنت أقوم بممارسة العادة السرية كانت تناوبني رعشة قوية جداً في جميع جسمي وقشعريرة وسرعة في ضربات القلب حتى أتوقف عنها وكنت مؤمن بأن هذا فضل من ربي حيث يريد منعي عن فعل مثل هذه الأشياء،
تغير مزاجي وأصبحت لا أكلم أحدا ثم ذهبت إلى دكتور نفسي معروف وعندما قابلته لم أشرح له الموقف كله فقال لي بسيطة ده شوية اكتئاب والحالة عادية وأعطاني دواء اسمه Motival وبصراحة جاءني خوف شديد جداً من الأدوية حيث كنت أخاف أن آخذها ويحدث لي شيء فكنت أقرأ آثارها الجانبية جيداً وعموما لم آخذ هذا الدواء وتركته وكنت في هذه الشهور أحتمل هذه الأحاسيس حتى جاءت فترة الامتحانات وتحاملت على نفسي وكانت تأتيني كل هذه الأحاسيس أثناء الامتحان فعندما دخلت قاعة الامتحان لأول مرة أحسست بأنني الوحيد فيها ولا أستطيع سماع أي شخص في الغرفة وكنت أحل الامتحان بسرعة شديدة إلى أن رسبت في هذه المادة ولكنني أحسست بالراحة تدريجياً في الامتحانات التي تلتها حيث اعتدت على الغرفة،
بدأت بالقراءة على الإنترنت عن أعراض وكانت تتشابه مع مرض الوسواس القهري فشخصت حالتي على أنها وسواس من الأمراض حيث كانت تنتابني نفس الأعراض المرضية لمختلف الأمراض في جسمي ولكن كانت لا تظهر بالكشف وتتبين على أنها مرض نفسي.
استمريت على هذه الحالة أتحامل على نفسي وتخف الأعراض تدريجياً حتى مرت سنتين كانت تأتيني هذه الأعراض بشكل متقطع يومين ثم تتركني أسبوع وتعود أسبوع وهكذا، وفي كل مرة تأتي كنت أحاول التفكير إيجابيا بأني استطعت استحمالها في الماضي واستطيع تناسيها الآن وكانت هذا الطريقة تنجح في بعض الأحيان ومعظم الأحيان الحرة تنال مني الوساوس، إلى أن بدأت في الاختفاء تدريجيا حيث كانت تظهر في الشهر مرة أو مرتين ثم بدأت أعراض صداع تظهر ودوخة وعندها ذهبت لطبيب جيوب أنفية مشهور وقال لي بعد الاطلاع على الأشعة المقطعية أنه يوجد بعض الالتهابات ولكنها لا تسبب هذا الكم من الصداع والدوخة التي أشكو منها وقال لي إنه صداع نفسي ولم يكتب لي دواء وطلب مني التوجه لجراح مخ وأعصاب بعد عمل أشعة مقطعية على المخ للتأكد من سلامته وظهرت نتيجة الأشعة مطمئنة وبعد أن شرحت لدكتور المخ والأعصاب مرضي النفسي كتب لي هذه الأدوية Buspar وZolam و Concor واتفق معي على أن دواء ال Zolam سآخذه لمدة أسابيع قليلة قبل النوم فقط وفعلاً جاءت النتيجة جيدة واسترحت جداً لأول مرة منذ سنين استمريت على العلاج لمدة شهر ثم توقفت عنه ميقناً بأنني قد شفيت،
ولكن لم تلبث وبدأت أعراض الصداع وسرعة دقات القلب والضيق في التنفس بالرجوع عندها ذهبت لدكتور يعد من أفضل أطباء مصر في الطب النفسي والأمراض العصبية وقام بتحليل حالتي في دقائق قليلة بعد الكشف علي حيث قال إنني أخاف من السفر حيث كنت لا أسافر لوحدي حيث تنتابني نوبات من ضيق التنفس وأحس بأنني سوف أموت ولكنه قال إنني غير مصاب بالوسواس القهري إنما هو رهاب من الأمراض ويظهر في شكل أعراض مرضية عضوية ولكنه نفسي وساعد الحشيش على إظهارها وكتب لي دواء اسمه Cipralex و Buspar لمدة شهرين وقال لي إن عندك خلل في كيمياء المخ في مواد الادرينالين والسيرتوتين ونوبات هلع panic attacks ثم أعاود الكشف بعد الشهرين ولكنني مرة أخرى توقفت عن العلاج وخفت أعراض المرض بطريقة كبيرة عن ظهورها حيث كانت الأعراض تظهر في الشهر مرة أو لا تأتي لمدة شهور.
وبعد تخرجي وعملي كنت دائماً مشغول في عمل شيء وهكذا بدأت في الاستعاضة عن الفراغ بالعمل والاجتهاد فيه وأفيد بالذكر أني توقفت عن الصلاة والصوم وكنت لا أشعر بتأنيب الضمير والحزن مثل ما كان يحدث في السابق وقد قمت بالرجوع لتدخين السجائر حديثاً ولكني لم أرجع لتدخين الحشيش ولا أريد الرجوع إليه بإذن الله وأحاول الصلاة في المسجد ولكن بشكل متقطع، ولكن حديثاً بدأت بعض الأعراض الجديدة بالظهور وهي أنه تأتي علي بعض الأوقات وأقوم بالهزار السخيف مش أشخاص لا أعرفهم مما ينتج عنه بعض المشاكل وكنت أستغرب في فعلي هذه الأشياء والكلام بهذا الشكل حيث كنت أقول لنفسي إزاي أنا بقول كده كده غلط ثم بدأت في التحدث بكلام غريب وقول بعض الكلمات التي اخترعتها أنا وأتغنى بها أمام الناس ولكنني أستطيع التحكم أمام بعض الناس الغريبة؛
ثم تأتي علي أيام أكون فيها مكتئب وعندنا أذهب مع أصدقائي للتنزه يكون مزاجي سيء ولا أشعر بأي متعة فيما أفعل أو اهتمام بما يقولونه ولكني أريد الذهاب للبيت وبدأت بالتعرق مؤخراً بشكل كبير وملحوظ بالرغم من إني أجلس في أماكن مكيفة ثم تأتي علي بعض الأوقات وأستطيع التحكم فيما أقول وأفعل والجدير بالذكر إنني أجلس أوقات كبيرة في المذاكرة ودخول امتحانات كثيرة لحصولي على العديد من الشهادات ويأتيني صداع شديد عند التركيز ومؤخراً دوخة عند الاستحمام وعندما أستيقظ أو أذهب إلى النوم وتتحسن عندما أجلس في البيت أفكر في أشياء أخرى،
وأنا الآن أخاف من أن تعاودني سرعة دقات القلب والاختناق مرة أخرى وأخاف كثيراً من الموت ولا أسافر خارج المدينة التي أعيش فيها إلا نادراً جداً وعند اللزوم وأنا الآن أرغب في العودة مرة أخرى للطبيب النفسي ومواظبة الدواء Cipralex ولكنني أحبذ فكرة التحدث مع طبيب نفسي لفترات أطول لأنني أريد علاج سلوكي لما أفعل حيث أنني أشعر بأنني قاربت على الجنون وهذا ما يقوله لي أصدقائي عندما أتصرف وأقول أشياء غير عادية. أيضا تأتيني منذ صغري بعض الأفكار الوسواسية مثل الشك في نقض الوضوء أو النظافة واهتمامي بقراءة تواريخ انتهاء الأطعمة التي أأكلها.
أفيد بالذكر أنني أعيش مع والدتي وحتى الآن لم أخبرها بحقيقة المرض ولكني قلت لها أنه مرض نفسي وخلل في كيمياء المخ ولم اشرح لها المرض تفصيلياً حيث أنني عموماً حساس وأخجل من ذكر هذه المواقف مع والدتي حيث لم أتعود على الكلام الناعم والمشاعر ولكني لا أظهر هذا أبدا أظهر بين أصدقائي وعائلتي بأنني إنسان قوي قادر على تحمل المصاعب على الرغم من ما أعاني منه وأخفيه،
أيضا أنا شخص لا أتكلم كثيراً مع الجنس الآخر حيث كنت أحس بسرعة دقات القلب في حديثي معهم وبالخجل منذ صغري وهذا مستمر مع حتى الآن، وأنا الآن مشكلتي الأساسية هي التنفسي أحاول التفكير في أي شيء آخر ولا أركز حتى لا تأتيني الحالة بمجرد التفكير فيها ويبدأ الاختناق وهذا ما يحدث، ما يحدث معي حالياً هو الخوف الشديد وسرعة دقات القلب الاعتيادية والاختناق بمجرد سماع أي صوت قوي أو جلبة مثل سيارة مارة بسرعة أو وقوع شيء بصوت عالي كما أنني أكون بمزاج مختلف كل بضعة أيام وأستطيع تقمص بعض الشخصيات التي أراها في التلفاز في الحياة العملية ولا ألبث وأن أغيرها بعد بضعة أيام وتأتيني العديد من الأفكار في الدقيقة الواحدة والوساويس. هذه هي حالتي فبرجاء الاهتمام بالرد عليها والاستفسار عن أي شيء أغفلت في ذكره حتى أستطيع علاجها بطريقة سليمة.
10/08/2007
رد المستشار
كوكتيل مشاكل ولكن من نفس المحل هذه هي حالتك والتي تفجرت عندما أصابتك بعض الاضطرابات البدنية التي تنتاب المدمنين أحيانا ربما قد تكون زودت العيار حبتين في هذه اليوم فحدث ما حدث ومن هنا انطلقت الفكرة الأولى للوسواس ليكبر ويترعرع حيث كانت البيئة خصبه كما تقول لنا ظروف تنشئتك وبعض اللمحات التي أعطيتها لنا لتدل على شخصيتك القسرية مثل تفادي المشاكل خوفا من النقد وسوء التصرف وأيضا سيطرة الأنا الأعلى أو الضمير على تصرفاتك وعندما ظهر الوسواس القهري وأول ما وجد له متنفسا كان من خلال أضعف ما فيك وهو الخوف الذي بدأ من كل من هم في مركز السلطة متمثلا في الأب والمعلم وبدأ السيناريو مع الوقت يتشكل وفقا للأحداث وعمت فوضى الأعراض وتشكلت وتنوعت وأتت بتوابعها من قلق واكتئاب ونوبات هلع كل هذا وإن كان يبدو لك منفردا إلا إنه مثل أفرع النهر التي تأتي من مصب واحد.
دلائل الوسواس واضحة من أفكار وسواسية كالخوف من الموت والمرض مصحوبا بنوبات هلع (الخوف الوسواسي) زد على ذلك الأفعال التسلطية كالشك في النظافة والطهارة وكترديد الأفكار والكلمات بوضوح شديد أقول لك علاجك في عيادة طبيب مختص اذهب له رفقا بنفسك وبحالك.. يلزمك علاج كيميائي وسلوكي ومعرفي لا واحدا دون الآخر حتى لا يعود إليك المرض بالطبع هذا ليس بالخبر الجديد عليك وإنك ذهبت للعلاج من قبل ولكنك لم تستمر فالشفاء لا يأتي بين يوم وليلة بل في حالتك يستلزم أشهر فكن صبورا وستجد على الموقع شتى المقالات والاستشارات عن الوسواس القهري علها تفيدك واقرأ أيضا:
وسواس المرض: أشكال وأصناف
وسواس المرض: الاضطراب المراقي
وسواس المرض: التطير وخوف الموت متابعة
مشاركة في وسواس المرض
وسواس الموت
وهم المرض
مع أطيب تمنياتنا لك بالشفاء