أكتب إليك رسالتي وقلبي كله حزن وألم فأنا فتاة في الثامنة عشر من عمري كنت جميلة مرحة اجتماعية أحب الناس ولا أكره أحدا، وكنت ناجحة في دراستي كانت حياتي كلها سعيدة والمستقبل يبدو مشرقا أمامي حتى جاء ذلك اليوم الأسود حين تعرضت لحادث أدى إلى تشويه وجهي، وهكذا تحولت حياتي رأسا على عقب وأصبح الحزن رفيقي الدائم والكآبة والوحدة تسيطران على نفسي فطوال الوقت أنا حبيسة في غرفتي لا أغادرها أبدا أبكي وأتحسر على ما فقدته فأنا لا أستطيع الخروج حتى لا تلاقيني نظرات الإشفاق في عيون الآخرين ولكن عندما أجلس في غرفتي تطبق الوحدة على أنفاسي وتعاودني أطياف الماضي فتنهمر الدموع من عيني.
وعندما أنظر في المرآة أكاد أحطمها لولا إيماني بأن هذا قضاء الله وقدره فأنا متدينة وأكثر من قراءة القرآن لكنني لا أقوى على الاحتمال لقد تركت دراستي بعد أن تبخرت مع هذا الحادث كل آمالي في التفوق والنجاح إنني أحاول دائما بمساعدة أمي التي لا تفارقني أبدا أن أقنع نفسي بضرورة التسليم بقضاء الله ولكن دون جدوى
أعرف أن مشكلتي لا حل لها
ولكنها محاولة مني لعلني أجد من يخفف عني الكارثة.
16/12/2007
رد المستشار
أدرك جيدا ما تشعرين به من حزن وألم لكنني أختلف معك في أن إرادة الإنسان أقوى من كل شيء، صحيح أن ما حدث لك كان قاسيا للغاية ولكن تعالي نفكر سويا فأنت شابة وما زالت الحياة أمامك بإذن الله فكيف ستعيشينها هل ستقضينها في البكاء والحزن والألم المستمر؟؟؟
لا أعتقد أن ذلك يمكن لأي إنسان فهناك بالتأكيد أشياء كثيرة يمكنك القيام بها وما حدث لك كان أمرا خارجا عن إرادتك أو هو من ضربات القدر التي لا سبب لها إلا الله فلماذا تغلقين الأبواب على نفسك؟؟ ليس هناك ما تخجلين منه حتى نظرات الشفقة التي تتحدثين عنها لن تلازمك طوال حياتك فسوف يعتاد الناس وجودك بينهم في مظهرك الجديد والإنسان بعمله وليس بمظهره
لماذا تركت الدراسة أعتقد بسبب خوفك من نظرات صديقاتك واهتمامهن بك ولكني أقول لك أنه مع الأيام إذا تصرفت بطريقة طبيعية ستجدين اهتمامهن سيعود إلى الحدود العادية وتجدين الصديقة أو الصديقات اللائي يمكنك التفاهم معهن ولهذا أنصحك بالعودة لدراستك لتفتح لك أفاقا جديدة وتمنحك الفرصة لبداية جديدة أنت في حاجة إليها.