السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا من قرائكم وسبق أن أرسلت لكم رسالة منذ سنوات بعنوان أثرية القدم مرات ومرات، وقد قمتم بتوجيهي والرد عليّ وكانت أول مرة أذكر فيها حالتي بالتفصيل. عموماً للتذكير، أنا مصاب بفيتشية من أقدام الشباب منذ نعومة أظافري ولا أستطيع الفكاك منها، وقد ذكرت أنني كنت أفكر كثيراً ما سبب ذلك حتى هداني التفكير بعد دعائي لله وطلب توفيقه أني قد اعتدي عليّ منذ صغري من ابن خالتي الذي يكبرني.
عموماً مرت السنوات بحلوها ومرها بانتصاراتها على نفسي وانتكاسي مرة أخرى حتى سافرت إلى إحدى الدول الخليجية وبدأت حالتي المادية تتحسن فوقعت تحت ضغط شديد للارتباط، فقد كنت من قبل أتحجج أن ظروفي المادية تحول بيني وبين الزواج ولكن تحت الضغط الشديد من أمي وإخوتي وافقت. بدأت أتقدم لفتيات وكنت أرفضهن لأتفه الأسباب لكن في إجازتي الماضية -من ثلاثة أشهر- أتممت خطوبتي على فتاة، ولأول مرة بدأت أحتك بالجنس الناعم الذي طالما كنت لا أراه مطلقاً من منظور رغباتي الجنسية –عموماً ذهبت لأطباء نفسيين، ومنهم من رشحتموه لي- وفي آخر مرة قال لي الطبيب المعالج أن الأمل في الله وحده ونصحني بعدم الارتباط قبل شفائي، مع العلم أن آخرين قالوا لي أن تلك لأوهام ستنتهي بمجرد أن أرتبط–؛
المشكلة أني أخشى أن أظلمها. أحاول كثيراً التفكير فيها إلا أني أنتكس، فقد كنت أحتلم بأحلامي الشاذة وهذا يسبب لي ألماً نفسياً شديداً، لكن حدث ذات مرة أني قد خاصمتها وتوقف الحديث معها، وأصدقكم القول في البداية انتكست انتكاسة خطيرة ورجعت إلى ما كنت عليه، لكن في نفس الوقت كنت أتمنى أن تكلمني أو تتصل بي كما في السابق، لدرجة أن أخي قال لي أن أمي ستذهب لزيارتهم فخرج مني عفوياً أن قلت له: "حقاً!" فاستغرب أخي وقال لي: "ألا تعرف بذلك؟" فتذكرت سريعاً أنني على علم بذلك، وفي كل رنة للهاتف كنت أتوقع أن تكون هي. صراحة أنا لا أعرف حقيقة مشاعري حتى الآن علماً بأننا تصالحنا وكنت سعيداً بذلك، هل تلك التجربة حب حقيقي وبدأت فعلاً أتماثل للشفاء؟ أم أنني سأبقى هكذا ليس لي أن أتزوج؟.
المشكلة الأخرى، أني أحاول جاهداً التفكير فيها وأحاول عند مكالمتها في برامج المحادثة أن أثير نفسي، أو حينما أراها في صورة أيضاً أحاول إثارة نفسي، صراحة حتى الآن لا أثار إثارة طبيعية وأثار أكثر من أقدام الشباب. أنا أصلي وأدعو الله بالشفاء، وكذلك قمت بعمل طريقة هي أيضاً من توجيهاتكم، أني أقوم بدفع مبلغ لله في حالة مشاهدة مواقع شاذة، هذه فقط في انتكاستي التي خاصمتها فيها، أما والآن لا أدخل تلك المواقع إطلاقاً.
السؤال فقط: هل أمضي في ذلك وخصوصاً أني استخرت الله قبل الخطوبة وحتى الآن؟ حاولت في خصامي الأخير معها أن أفض الخطوبة ولكني لم أستطع وخاصة أني أجريت تحليلاً فوجدت نفسي أستطيع الإنجاب وقدرتي الجنسية جيدة. المشكلة تكمن الآن أن ذكري لا ينتصب عند رؤيتها أو كلامها، وأحاول قدر الاستطاعة عدم تسلل رغباتي الشاذة إلى نفسي، وفي الوقت ذاته خائف ألا أستطيع القيام بمهامي كزوج.
أرجوكم أفيدوني/ فقد خططت خلال السنة القادمة أن أكون قد تغلبت على شذوذي وارتبطت بها طالما أني استخرت الله ووجدت أن الله قد يسر لي الأمر حتى الآن. معذرة على الإطالة، وأرجو ألا تهملوا رسالتي،
أرجوكم، أنا واثق من ذلك لسابق معرفتي بموقعكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
20/12/2009
رد المستشار
أيها الأخ الكريم،
أهنئك على مثابرتك وإصرارك على المضي قُُدُماً نحو الطريق الصحيح، وأرى أنك قد أبليت من البلاء الحسن الكثير، وألمس إصرارك عليه، وأشعر بالغبطة لما وصلت إليه بالرغم من بعض التعثر (الشيطاني)، فأنا أرى أن هدفك واضح المعالم وأنك حريص على تقوى الله، وأنا على يقين أن (من يتق الله فهو حسبه)، وأن (من يتق الله يجعل له مَخرجا...).
أرى أن مرور الوقت عليك كان يحمل في طياته الكثير من المحصلات الإيجابية، وهذا شيء رائع، ولكن كان هناك هدف من ذلك الاتجاه لا يجوز أن ننساه، فله وقته وله فائدته... فالزواج لمن استطاع إليه سبيلاً هو من دواعي حفظ النفس بل هو من أهم هذه الدواعي، بشرط الالتزام بما يمليه علينا ذلك العقد الإلهي من واجبات والتزامات ليست كلها جنسية، وبشرط الإصرار على ترك المحرمات والسعي دائماً إلى الأفضل، وإنما نضمن هذا بالمداومة على الطاعات، واجتناب الشبهات، والاستغراق في ممارسة العبادات... وبالدعاء وبالصبر على البلاء.
أخي الحبيب؛
كن على يقين أولاً من ترسيخ تلك المفاهيم لديك، واعقد العزم والنية عليها، ثم أقبل على ذلك الزواج المبارك بإذن الله ولا تخف فإن الله معك، ولا تحكم على قدراتك من خلال ما تمارسه من تجارب يشوبها القلق والتوتر... بل والشيطان أيضاً.
وكن على يقين أن ذلك النوع من المشاكل إنما هو خروج عن الفطرة السليمة وإفسادها بعوامل خارجية، ومن هنا تكون النتيجة واضحة وجلية طالما أن الحل قد تضَمَن استرجاع تلك الفطرة وعزَّزها بالرجوع واللجوء إلى الله -بعزم وإخلاص- كما أثبت أنت ذلك...
ولتكن لديك النية المخلصة على عدم العودة لتلك الأفعال الشاذة مهما كان السبب، وحتى لو قابلت أي من المشاكل الطبيعية المتوقعة من الزواج، وحتى لو لم تتزوج أصلاً.... أعقلها وتوكل.