محتاجة علاج نفسي ولا لا؟؟؟
السلام عليكم يا دكتور أنا عندي مشكلة كنت محتاجة مساعدة حضرتك تفسر لي هل دي محتاجة علاج نفسي أو لا أنا عندي 20 سنة طالبة جامعية ومن وأنا في أولى ابتدائي وأنا عندي آلام شديدة في جسمي في يديّ ورجليَّ كانت بتخلينى أفضل أعيط حتى ما كنتش ببقى عارفة أوصفها أنا كنت بقعد أخبط في جسمي من الوجع وده مكنش ليه أي تفسير عضوي عند الدكاترة الكتير أوي اللي رحت لهم سواء في مصر أو السعودية
عملت كل التحاليل أكتر من مرة وما كنش بيطلع في أي منها أي حاجة لغاية ما بقت الدكاترة تقولي ممكن تكون آلام نمو وبعدين قالوا لبابا وديها لدكتور نفسي لكن اللي رحت له كان دكتور مخ وأعصاب وإداني تيجراتول على خلفية إن وأنا لسه مولودة كان عندي صرع وتعالجت منه لكن التيجراتول مجبش نتيجة معايا وكان بيخليني أنام طول الوقت.
وبدأنا في الاتجاه الآخر اللي قال عليه دكاترة بردو بعد ما لقوا إن ما فيش فايدة من علاجي وهو المشي وراء المشايخ وفعلا روحنا لناس كتير وبردو ما فيش فائدة لكن ساعات كنت أقعد أعيط لما شيخ يقرالى قرآن ومرة شوفت حاجة بتتحرك على الحيطة محدش كان شايفها غيري ولما بابا قرأ قرآن اختفت لكن ده أنا فسرته لما كبرت إنه كان إيحاء من الجو المرعب بالنسبة ليه في السن ده اللي كنت بحسه لما بروح للمشايخ.
الألم مستمر لغاية النهاردة معايا لكن عمري ما تعبت وأنا بره البيت إلا إذا كنت في مكان عايزة أمشي منه ومش مبسوطة فيه وده أنا عندي مشكلة إني مش بخرج من البيت غير قليل أوي يعني مثلا في الأجازة ممكن أقعد شهر كامل ما اطلعش من باب البيت لأن بابا مش بيحب الخروج وأخواتي اتجوزوا حتى وأنا طفلة ما فتكرش إني عشت زي باقي الأطفال واتفسحت غير في الأجازة ممكن نطلع مصيف أسبوع بعد خناق.
دائما عندي إحساس بالزهق وأني مخنوقة ولما بكون مع أصحابي كل التعب بيختفي وأنا مش بخرج مع أصحابي غير في المناسبات يعني كل عيد مرة الألم اللي كان عندي في إيديه ورجليه وكنت بطرقع كل مفاصل جسمي بلا استثناء لدرجة أني بقيت أحس إنها التهبت. بعد فترة الألم ده قل جدا ويكاد يكون اختفى مع دخولي تانية إعدادي وبداية خروجي للدروس والاختلاط بالناس وبعدين رجع تاني.
في الكام سنة الأخيرة كان زاد عليه إني بقيت عايزة أخبط في جسمي طول الوقت عايزه أضغط على مناخيري وعلى سناني أفضل أخبط في رجلي بحس إني مش طايقة جسمي وساعات بحس إن أعصابى سابيبة وعايزه انكمش في نفسي ده غير الإرهاق دائما بدون أي مجهود وكسل ودوخة وصداع على طول رغم أن التحاليل بتظهر أن مفيش عندي أنيميا أو ضعف.
ودائما وزني قليل هو 48 كيلو ومش بيزيد ومليش أي نفس للأكل وكمان عندي ضيق تنفس أول ما أبدأ آكل وأول ما آجي أنام لدرجة إني ساعات بقعد أعيط علشان مش عارفة أتنفس لكن أول ما أقوم خمس دقائق وأنسى النوم الموضوع ينتهي وبنام عدد ساعات طويلة جدا يعني أكتر من 12 ساعة وساعات بتوصل ل 15 كمان فيه حاجة أنا لما بسمع حد بيتكلم إنه هيعمل عملية أو يجيب صورة دم بحس إن أعصابي سابت جدا بشكل مش طبيعي ودوخت وحاسة أني هقع وعايزة أنكمش في نفسي حتى يوم ولادة أختي بعد ما ولدت أول ما شفتها وهي خارجة في البنج دوخت أوي وكان هيغمى عليه لدرجة أني روحت البيت وسبتها بجد أنا مش عارفة
أعمل إيه حاسة أني تعبانة جدا والدكاترة بيقولوا إن معنديش حاجة؟؟
ولكم جزيل الشكر
27/07/2012
رد المستشار
1. الشكوى المقدمة Presenting Complaints:
آنسة عمرها 20 عاماً تشكو من آلام مزمنة في الأطراف والمفاصل منذ الطفولة تتفاوت في شدتها بين الحين والآخر يصاحبها الشعور بالخمول والاستثارة، فقدان الشهية، وكثرة النوم.
2. المعلومات الخلفية Background Information :
تم الكشف طبياً أكثر من مرة ولا يوجد تفسير عضوي لهذه الآلام.
3. التاريخ الشخصي Personal History :
هناك إشارة لعزلة اجتماعية سواء في البيت أو المحيط الخارجي مع رحيل الأخوات. تماثلت الأعراض للتحسن مع زيادة التواصل الاجتماعي التعليمي.
4. التاريخ العائلي Family History :
لا يوجد ذكر لتاريخ مرضي في العائلة.
5. الحالة العقلية Mental Status :
تشعر الآنسة بالحزن، عدم انتظام المزاج من جراء الآلام ومن العزلة الاجتماعية. هناك إشارة لبعض أعراض القلق التي لا تشكل في حد ذاتها أعراضا مزمنة. لا وجود لأعراض وسواس قهري أو إشارة الى عملية ذهانية. الآنسة تستفسر عن إمكانية العلاج النفسي ولها تقبل بأن أعراضها مصدرها نفسي.
6. صياغة الحالة Formulation :
آنسة تشكو من أعراض جسمية مزمنة لم تستجب لعلاج طبي ولم يتم اكتشاف أي مرض عضوي لتفسير الألم. أصبح الألم وسيلة للتعبير عن عواطف سلبية وعدم السعادة في التواصل مع الأب والعائلة. تماثلت هذه الآلام للتحسن في مرحلة دراسية قبل دخول الجامعة ولكنها لا تزال مستمرة ويصاحبها أعراض نفسية يمكن وصفها بالاستثارة والاكتئاب.
7. الاستنتاجات Conclusions :
أختي العزيزة:
• شكراً على تراسلك مع الموقع وأتمنى لك الشفاء العاجل.
• أنت آنسة على درجة من الوعي والإجابة على استفسارك لا يصعب العثور عليها بين سطور رسالتك.
• هناك عدة مصطلحات يمكن استعمالها لتشخيص حالتك، ولكنها مجرد تسميات قد لا تنفع في علاج الحالة. من هذه التسميات:
1- الاضطراب الجسماني (أو اضطراب الجسدنة Somatization Disorder).
2- الهستيريا Hysteria.
3- اضطراب الألم المزمن Chronic Pain Disorder .
• من جراء الظروف البيئية والعائلية التي تحد من حرية الطفل والمراهق إلى تطور شخصي واجتماعي، تتحول العواطف التي يصعب التعبير عنها والتي لا ينتبه إليها الوالدان، إلى آلام جسدية للاتصال معهم. من جراء المراجعات الطبية التي لا تحسم الأمر وعدم حدوث فرص للتعبير الذاتي، تتحول شخصية الإنسان إلى ما نطلق عليه تعبير الشخصية المعرضة للألم Pain- Prone Personality .
• عليك الانتباه إلى هذا التحول الشخصي الذي بدأ يسيطر على شخصيتك. إن الآلام التي تتحدثين عنها تتماثل إلى الشفاء مع البلوغ العضوي والتغيرات الاجتماعية. ورغم أن هذا التحول ظهرت ملامحه في أعوام الدراسة الإعدادية ولكنها سرعان ما اختفت رغم دخولك الجامعة، ولم أجد تعقيبا شافيا في رسالتك حول ظروفك الاجتماعية والتعليمية لكي يتسنى لي تفسير هذه الظاهرة. قد يصبح الألم يوماً ما طريقة اتصالك المفضلة مع الناس ومن جراء ذلك يدفعك إلى عزلة اجتماعية تدريجياً وإلى اكتئاب مزمن.
• توقفي عن مراجعة أطباء لتفسير الألم وكذلك عليك الابتعاد عن الدجل المتمثل في استشارة المشايخ وما شاكل ذلك.
• حاولي تقييم احتياجاتك الشخصية في هذه المرحلة وكيفية تطوير وضعك العاطفي، الاجتماعي، التعليمي والثقافي العام. لابد من البحث والعثور على وسائل لزيادة الاتصال الاجتماعي خارج محيط البيت.
• عليك بوضع جدول تتمسكين به بجدية من ناحية الفعاليات اليومية والأسبوعية.
• لا بأس من الحديث مع معالج نفسي للكلام في شتى الأمور ولكن مع ضرورة عدم الإسراف في التفسيرات النفسية لهذه الظاهرة. يجب أن يكون العلاج عملياً يتمركز حول البحث عن وسائل للتطور الذاتي دون الحديث عن الألم.
• لا أنصح بعقاقير طبية في هذه المرحلة.
وفقك الله.
اقرئي أيضاً :
أنواع اضطرابات الشخصية
العقاقير المضادة للصرع والصحة النفسية
قصاقيص مجانين39