تكبرنى بسنة وأريد خِطبتها ولكن أهلي يرفضون، فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أفكر بها طيلة حياتي وأكنُّ لها الحُب بداخلي منذ سنين... نتمتع بالتوافق الفكري وتقبل الرأي وحُسن التحاوُر دائماً، وهذا لأنه بيني وبينها صلة قرابة مُباشِرة. فدائماً ما كُنا نلعب ونلهو ونحنُ صِغار وكانت كثيراً ما تُخبرني المشكلات التي تمرُّ بها وأنا أقدم لها ما أراه من حلول سليمة فنشأت بيننا حالة من الثقة الكبيرة فأصبحت تستمع لي وتحرص على الأخذ برأيي، ونحن الاثنين على قدر كبير من الإلتزام الديني والحمد لله. واستمر هذا على مدار سنتين تقريباً وفي آخر ستة أشهُر صارحتها بمشاعري وبحبي الشديد لها وتعلقي بها، وعلى الرغم من أنه كان شيئاً غير مُتوقع بالنسبة لها إلا أنها تقبلته بصدر رحب وأخبرتني بحبها لي أيضاً... ولكنها قللت من حديثها معي في النهاية، وأنا اتفقت معها أننا لن نتحدث مرة أخرى إلا عندما نرتبط رسمياً بخطبتي لها (على الرغم من شدة صعوبة اتخاذ هذا القرار)، وكان ذلك فلم نتحدث منذ مُدة، وهذا لأتقرب أكثر من ربي وأتوقف عن عِصيانه وأتوب إليه. ما ذكرته أعلاه فقط لإيضاح سِمات العلاقة بيننا حتى أعرف من حضراتكم ما إذا كان اختلاف السن بيني وبينها (تكبرني بسنة) عقبة أمام زواجي منها حقاً أم لا وآسف أني أُطيل عليكم... هذا صُلب استشارتي: أبي يرفض فكرة الارتباط بها ويتخذ فارق السن حُجةً له وكثيراً ما قال لي أني لو تزوجت من فتاة تكبرني سناً حتى ولو سنة واحدة فإن هذا سيكون خطأً فادحاً وسيؤدي إلى فشل الحياة بيننا تماماً، ومن الممكن أيضاً أن أقابل رفضاً من عدة أشخاص آخرين من طرفي ولكني قادر على إقناعهم. وأما من طرفها هي فغالباً... لا مُشكلة.
وهناك شيء آخر قد أعتبره عقبة أمامي وأريد أن أعرف رأيكم... وهو أنها ولظروف أسرتها المادية التحقت بالثانوي الفني وليس العام، وبالتالي ومع فارق السن فهي ستنهي دراستها وأنا بأول سنة من الكلية إن شاء الله، وهُناك احتمال أن يتقدم شخصاً أو أكثر لخطبتها (يكبرونها سِناً) وهذا الأمر طالماً ما خشيته على الرغم من تأكيدها لي بأنها لن تقبل أحداً غيري، وهذا سيصعب علي الأمر مادياً كثيراً... ولكني أعمل على إيجاد حل له. كانت هذه استشارتي وأنا أعلم أني أطلت فيها كثيراً ولكن هذا أهم أمر في حياتي وأتمنى أن تتقبلوني بمودة واهتمام...
وختاماً أشكر كل الشكر القائمين على هذه الشبكة الرائعة وجزاكم الله خير الجزاء.
محمد
20/08/2012
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله يا محمد ونشكر لك أيضا حسن التقدير. أقدر انشغالك الشديد بالناحية العاطفية من حياتك فمشاعر الصبا تتميز بقوتها دائما لأنها تتحرك غالبا بدون لجام العقل ولذا تكون منفلتة ونادرا ما تحقق هدفها.
ليست السنة بالفارق العمري الذي يعتد به في حالة الارتباط كما أن موضوع العمر ليس المحدد الأقوى لنجاح أو فشل العلاقة فالأهم هو مدى التقدير والاحترام والانسجام بين الطرفين.
وبصفة عامة لكل شخص الحرية في أن يضع المعايير التي يريدها في شريك حياته فإن كنت ترى أن فارق السن لا يزعجك فلا بأس وإن كان لوالدك رأي مختلف.
مصدر متاعبك في ميلك العاطفي من وجهة نظري ليس الفارق العمري ولكن ما تدركه أنت بصورة مبهمة عن إمكانية تحويل هذا الميل القلبي إلى ارتباط فعلي في ضوء قواعد الارتباط التي يلتزم بها مجتمعك من ضرورة إنهاء دراستك وإيجاد عمل وادخار بعض المال اللازم لتأسيس منزل للأسرة الجديدة، جميعها أمور تحتاج إلى وقت ليس بالقصير ومشوار في الحياة ليس سهلا دائما ويحتاج من المرء قدرة عالية على التحمل والتفرغ وهنا قد يكون الانشغال القلبي أو الارتباط العاطفي عبئا إضافيا عليك، وطول فترة الانتظار لتحقيق الارتباط تزيد الإحباط وتوجد الكثير من المتاعب للطرفي العلاقة.
أنصحك ولدي أن تبقي إعجابك بها لنفسك وتعود لتنقل تصريحك بمشاعرك لها من ضمن الخطط أو الوعود التي قد يصعب الوصول إليها لتجعلها في باب الأمنيات التي أرجو الله أن يحققها لك.