مشاكل نفسية من الأهل.. حزن وعدم راحة ..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا رب ألاقي حل للحالة اللي أنا فيها هنا مش عارفة اللي هقوله دا نوع من أنواع الاكتئاب وله إيه بس أنا مبقتش حاسة الدنيا حوليا مفيدة أو ليها لازمة.. مبقتش بحس بأي حاجة ودايما عندي رفض لكل حاجة... ردود أفعالي بقت عنيفة جدا.. دايما ببكي وبحرقة.. ونتيجة لكدة شعري كله في سنة بقا لونه أبيض من الضغط النفسي.. مفتكرش مثلا آخر مرة أنا ضحكت فيها من قلبي إمتى.. أو عملت حاجة تفرحني دايما على لساني كلمة مفيش فايدة... ومفيش أمل.. والدنيا فيها إيه يفرح عشان نفرح فيه..
تقربت من ربنا الفترة اللي فاتت كتير بس مش حاسة إني اتحسنت أو اتغيرت.. بالعكس بقا عندي عزلة فظيعة... مبستريحش غير وأنا لوحدي.. مش عاوزة أقول إني معنديش رضا الحمد لله باللي مكتوب بس أنا شايفة أني مش قادرة أتأقلم أو أعيش في الظروف اللي أنا فيها... كل مبفكر في حاجة أو أحب أني أعمل حاجة دايما بلاقي أهلي واقفين فيها... رافضين إني أخرج برة الدايرة اللي هما عاملينهالي... ولو عملت حاجة بلاقي معاملة صعبة وممكن توصل للضرب.. عشان كدة مبقتش حاسة إني عاوزة أعمل حاجة أو أوصل لهدف لأني دايما بقيت حاسة أنهم هيقفوا فيها ويعترضوا عليها لمجرد أني فكرت فيها.. ودا يمكن سبب للمشكلة اللي أنا فيها دلوقتي...
أنا تعرفت على شاب في مكان عملي ولما حسيت بالإعجاب من ناحيته عرفت والدتي ووالدي ورفضوا نهائي لأني أولا خرجت برة الدايرة اللي هما عملوها وثانيا مفيهوش الشروط الأسطورية اللي هي بتطلبها في أي حد يتقدملي وأهله لما عرفوا إن والدتي رفضاه بالتالي هما كمان رفضوا دا غير أنهم شايفين أن شكلي كبير عليه يا ليتها أسباب مقنعة للرفض من الطرفين إنما فكرة تنشيف دماغ وأسباب كلها تحت شكلنا أدام العيلة إيه مبقتش عارفة والله الصح من الغلط فين
ولما بصلي استخارة دايما بوصل لأني لا هكمل وببقى مرتاحة جدا لاختياري دا... ممكن عشان مفهوش تعب أو أسهل من إني أسيبه وأتعب نفسي أكتر مش عارفة مش عارفة أنا بقا في المشكلة دي أعمل إيه... وخصوصا أني عملت محاولات إقناع كتير أوي وكلها بائت بالفشل لدرجة أننا فكرنا إننا نتجوز ونحطهم أدام الأمر الواقع وخلاص مش عارفة بقا في حالة زي كدة هيبقى حرام أصلا ولا حلال ربنا يحلها من عنده بقا
واعذرني لو طولت ويا ريت بجد لو تردو علي حتى لو مشكلة متكررة بس يمكن ألاقي الحل عندكم
شكرا
21ّ-8-2012
رد المستشار
أنت تحتاجين لثورة كبيرة ولكن بشرط أن تكون ثورة بيضاء، دون تهور، دون عقوق، دون ضياع، فمشكلتك الأصلية هي بداخلك أنت وليس في أهلك، وليس في زواجك الذي لا يجد طريقًا سالكًا؛ فقد يكون والديك بالفعل كما ترينهما مسيطرين، متعنتين، ولكن كيف نتعامل مع المسيطر المتعنت؟، أتستكين له تمامًا؛ لأن الأسهل الاستكانة والشكوى وإلقاء المشكلة على شماعة الظروف؟، أم ندفع ثمن الاستكانة من سلامة جهازنا النفسي فنغرقه في الاكتئاب والحزن وفقدان الأمل، فتذكري أنك في الرابعة والعشرين من عمرك، فأنت كبيرة وناضجة كفاية؛
وليس معنى حديثي أن تتشاجري معهما، أو أن تعقيهم، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي أمرنا "بالبر"، ولأنه سبحانه وتعالى يعلمنا ويعلم أننا سنكون مقصريين لم يكتب علينا الطاعة، وإنما البر؛ والبر هو الأدب الجم، حتى أنه لا يجوز أن نقول كلمة مثل أوف؛ والأدب الجم يشمل الكلام، والنظرات، واللغة الخاصة بالجسد، ولكن دون أن نترك حقوقنا في التعبير، والمناقشة، إعلان تحمل مسؤولية قراراتنا، فأنت كما اعتدت تهوين الطريق الأسهل فتفكرين في الزواج في الخفاء لتضعي فوق مصائبك مصائب جديدة؛ فتقدين احترام وثقة المجتمع كله، وتجعلين أهل من يريد الزواج منك وهو شخصيًا ينظرون لك نظرة لا تقبلها الفتاة المحترمة على نفسها؛ فما وجدت فتاة تمكن منها تهورها وتزوجت رغم أنف أهلها إلا وكانت هي التي تدفع أغلب الثمن، فحين يقاطع الزوج أهله يحمِل الزوج زوجته تلك القطيعة، وحين لا تجد من يستقبلها في بيته ويحنو عليها في حملها تكره رعونتها التي أوصلتها لذلك، فليس أمامك إلا أن تختاري لمرة واحدة، ولأول مرة أن تخوضي الطريق الأصح وسيكون طريقًا شاقًا، ليس من أجل الزواج والهروب من البيت الذي يجثم على صدرك، ولكن من أجلك أنت، لتكوني أنت كما تحبين وتريدين، لتكوني أنت وأنت ناضجة تتحملين مسئولية تصرفاتك وقرارتك وتتعلمين منها؛ لتتمكني من التعرف على حقيقة نفسك فتهذبي ما ضعف فيها، وتفعُلي الجميل فيها،
وحتى يحدث ذلك عليك أن تتخلي قليلا عن نظرتك لوالديك كأبوين فقط، وشاهديهما كرجل وامرأة وحاولي أن تتعرفي على وجهة نظرهما في الخلاف معك، وتعرفي على مفتاح شخصية كل منهما ليكون لك مدخلا مختلفًا عن السابق، وأعلم والله أن ما أقوله ليس سهلًا ولكنه ليس مستحيلا، وأنك تحتاجين ذلك ليس فقط لشراء سعادتك التي تهرب من بين يديك، ولكن لتتعلمي أنت مهارات في الحياة تجعلك تتعاملين مع الشخصيات الغير سلسة، تستطيعين أن تتفهمي حبهما لك رغم تصرفاتهما الغير مقبولة، فتتمكني من التعامل بطرق مختلفة، فابحثي عن طرق للتقرب منهما بشكل واقعي؛ فلعل والدك يحتاج لشعور تقديرك له، ولعل والدتك تحتاج لشعور حبك لها بصدق، أو أي مفاتيح أخرى، فكفاك حزنًا وفكي يديك المكتوفتين منذ سنوات بهدوء وروِية ونضج وستجدي الحياة أفضل؛ لأنها كما أكد العلماء أحداثها محايدة ونحن بطريقة إدراكنا وتفكيرنا وتصرفاتنا نجعلها سلبية، أو إيجابية، احترمي العلم، وقرري التغيير في نظرتك لهما واستقبالك لتصرفاتهما لتضعي يديك على خطوات الطريق السليم معهما لتكوني أنت دون أن تخسريهما، أو أن تخسري علاقتك بالله تعالى الذي فرض علينا برهما، وفقك الله يا ابنتي.