وساوس منذ الطفولة معنى الحياة
خوف من الموت والاكتئاب
السلام عليكم؛ أنا جمال, صاحب المشكلة المنشورة في تاريخ 2007-3- 23 بعنوان (وساوس منذ الطفولة). بداية, أشكر الدكتور عبد الكريم عطا كريم على رده على مشكلتي, وإن جاء هذا الشكر متأخرا بعد هذه السنين.
كما أشكر الدكتور وائل أبو هندي على هذه البوابة النادرة على شبكت الإنترنت, أو بالأحرى هذا المتنفس الشبيه بعيادة الطبيب النفسي كما أشكر جميع الاختصاصيين المساهمين في هذا الموقع أولاً, وقبل أن أفصل عن جديد حالتي, سأقول شيء ستستغربون وستتعجبون منه,
وهو أنني أشك في بعض ما كتبته لكم في الرسالة الأولى أي أشك أني كنت أفكر في تلك الآونة في الانتحار وأظن أن الوساوس اللتي كنت أعاني منها ومازلت حتى الآن بسيطة, وأستطيع أن أتعايش معها, وليست شديدة كما كتبت في الرسالة الأولى أظن أني كتبت ذلك لأوهم نفسي بأني مريض نفسي.
وأتمنى أن تتوضح هذه الملحوظة في بقيت الرسالة: أنا أعاني حاليا من الاكتئاب وأفترض ثلاث احتمالات: إما أني أعاني من مرض الاكتئاب إما أني أوهِم نفسي بأني مريض بالاكتئاب لكي أستفيد من جلسات العلاج النفسي - وكأن العلاج النفسي سيمنحني السعادة ههههه هذا شيء مضحك أليس كذلك؟ - بسبب تأثري بالطب النفسي, والعلاج النفسي بصفة خاصة إما أن هذا الاكتئاب الذي أعاني منه شيء طبيعي في الحياة وهذا ما يؤلمني.
في تاريخ 2011-5 ذهبت إلى طبيب نفسي, وقلت له بأني أعاني من الاكتئاب وبعض الوساوس البسيطة وشخص حالتي بالوسواس القهري والاكتئاب -ولا أدري هل هذا التشخيص صحيح أم لا- وقال لي: إن لم يعالج فإنه قد يؤدي إلى انهيار عصبي ثم وصف لي دواء (flouxetine) وطلب مني أن أستعمله لمدة 60 يوم, وفعلت ذلك لكن دون نتيجة أو لربما كان هناك تحسن لم أنتبه له, لأن الاكتئاب كان قبل استعمالي للدواء بسيط,
أتذكر أني في تلك الأيام -وكان الجو ربيعي جميل- كنت أشعر بالسعادة بعض الأحيان فكنت أقول: ربما هذه راحة مؤقتة كما اعتدت في السابق قبل أن أستعمل الدواء وأضيف أيضاً, أني لم أشعر بأي عرض من الأعراض الجانبية للدواء في تاريخ 2012- 4 نقلنا أمي إلى المستشفى بسبب إصابتها بالالتهاب في البنكرياس, وتحسنت حالتها بعد أيام معدودة وكنت حين ذاك لا أستطيع زيارتها في المستشفى, وكان أشقائي يستغربون مني هذا التصرف, فأنا لم أكن أستطيع رؤيتها بتلك الحالة في المستشفى, أنا أصلا أكره المستشفى وزدت كرها لها هذه الأيام.
وقبل أكثر من شهر تقريبا عاودها ألم بسيط في البنكرياس وخفت ذلك اليوم على حياتها المهم في كل هذا أنه في تلك الأيام بدأت تأتيني أفكار مفادها (ما قيمت الحياة إن فقد الإنسان أحباءه) ثم تطور الأمر إلى أسوأ أزمة مرت علي في حياتي, وهو أني بدأت أقول لنفسي (ما قيمت الحياة وما قيمت الكفاح, والتخطيط للمستقبل ما دمنا سنموت) ثم تطور الأمر إلى شيء مرعب,
وهو أنني بدأت أخاف من سكرات الموت فقد قرأت وسمعت في السنين الماضية عن بعض المشايخ والعلماء -رغم أني أشك في وجود الله وصحت الإسلام- يتحدثون عن سكرات الموت, فكان يصيبني بعض الرعب لكن سرعان ما يزول وقد قرأت في هذا الموقع أن هذا مرض يسمى (رهاب الموت) ويمكن العلاج منه.
المهم أني ذهبت إلى معالجة نفسية -وهي تمارس الطب النفسي في نفس الوقت- مع العلم أني ارتحت مع الطبيب الأول, لكنه لا يمارس العلاج النفسي وقلت لها التفاصيل, ثم قالت لي: هل لك مشاك داخل الأسرة؟, هل لك مشاكل عاطفية؟, وكانت إجابتي على هذين السؤالين بالنفي ثم صدمتني بالآتي: إنك لا تعاني من اكتئاب خطير -وكأني أريد أن تقول لي إنك تعاني من اكتئاب خطير- وإنك تعطي الأمور أكثر من حجمها كنت أتمنى أن تقول لي أن هذه أعرض الوسواس القهري ويمكن أن تعالج, ولا أدري لما, عن ماذا أبحث في علم النفس؟,
أنا شخص غريب, أليس كذلك؟ ثم وصفت لي دواء عبارة عن عقار خفيف للاكتئاب -ليس فلوكستين- وقطرات طلبت مني أن أستعمله حين أشعر بالخوف من الموت .لكن لم أستعمل هذا الدواء لأني لم أقتنع به.
ربما لم تصادفوا شخصا مثلي, يريد أن يكون مريضا نفسيا, لكي يستفيد من جلسات العلاج النفسي المهم أني بعد أن بدأت تأتيني أفكار الموت, لم تعد لي أهداف وأحلام في الحياة علاوة على ذلك, ازددت كرها وبغضا لله وحِكَمِه....
مساكين نحن البشر, كتب علينا الشقاء في الدنيا والآخرة -هذا إن كانت هناك آخرة- مسكين أبو طالب, مسكين أبو الحكم, مساكين نحن البشر, مصيرنا مأساوي أما الانتحار, فلا أملك الشجاعة لفعل ذلك, أنا جبان.
ختاما, لقد قلت كلاما كثيرا, لم أقله للأطباء اللذين ذهبت إليهم. فهل لديكم حل لمشكلتي؟
وشكرا جزيلا،
ومعذرة على الإطالة
13/02/2013
رد المستشار
معنى الحياة Meaningfulness of Life
مناقشة عامة General Discussion:
الحياة تبدو غامضة للكثير من الناس. من هذا المنطلق يتحدث الطب النفسي عن الأزمات الوجودية عن معنى الحياة Meaningfulness ونهاية الحياة. الكل يسعى إلى حل هذه الأزمة في مراحل متعددة من الحياة. يمكن تقسيم الأفراد إلى مجموعتين:
1- هناك من يتعمق في دراسة فلسفة الحياة باحثاً عن تفسير أو أكثر لها. قد يصيبه الحظ ويجد تفسير للوجود يقبل به ويريحه أو قد لا يجده.
2- هناك من لا يبالي بالبحث عن تفسير أو معنى لوجوده بل وحتى وجود الكون ولكنه يمضي في حياته يتفاعل مع غيره من البشر متمتعاً بهذه الدنيا ملتزماً بالقواعد والإرشادات الاجتماعية.
التوصيات Recommendations:
٠ شكراً على استعمالك الموقع وعلى صراحتك.
٠ لا تزال تبحث عن معنى للوجود ولم تنجح في ذلك. أزمتك الوجودية تصاعدت مع مرض الوالدة الكريمة وكشفت هذه المعاناة. تحاول أن تتجاوز هذه الأزمة باقتباس هوية مرضية نفسية لكي تسنح لك الفرصة للحديث مع أحد.
٠ نصيحتي لك بأن تمضي مؤقتاً أو دوماً ملتزماً بقواعد اللعبة الاجتماعية والتفاعل مع البشر كما هو الحال مع المجموعة الثانية.
٠ عليك بطلاق الطب النفسي والعلاج النفسي.
التعليق: أشكركم على الرد على مشكلتي الذي جاء كنار على جسدي .