هل أعاني من مرض نفسي؟؟؟
السلام... أريد أن أعرف إذا كنت أعاني من مشكلة أو لا...
أولا في مرحلة الطفولة كنت منغلقة جداعلى نفسي بمعنى لم أكن أختلط بالآخرين أو ألعب مع الأطفال بشكل طبيعي والدتي تقول أن ذلك لأني كنت خجولة جدا ولكن أنا أذكر أن ذلك لم يكن خجل، لكني كنت أشعر بالانزعاج مجرد اختلاطي بالآخرين، حتى عندما كان والداي يرغماني على اللعب مع الأطفال (أو أنا أحاول أن أختلط مع الآخرين) كنت أتشاجر معهم على الفور ثم أرجع لعزلتي مرة أخرى كنت أحيانا كثيرة أشعر بالخوف الشديد ولكن لا أدري مما أنا خائفة.
عندما كنت تقريبا في سن 10 أو 11 كان لدي درج أضع فيه أشياء (خردة) مثل نظارة مكسورة، ورق، أقلام فارغة، أكياس حلوى فارغة، ألعاب مكسورة أو معطلة وأشياء أخرى وكنت أغضب بشدة إذا حاول أحد الاقتراب منه أو يحاول فتحه (لا أعلم لماذا؟؟).
في مرة عندما علمت أن أختي فتحت الدرج استمريت في البكاء والصراخ حوالي ساعة حتى أوشكت على الإغماء، أذكر أيضا عندما كنت في هذا السن أو أصغر قليلا كنت أقوم بشيء غريب هو أني كنت أحدق بشدة في شخص ما حتى أشعر أن (أنا أصبحت هو) كأني استحوذت على جسده ثم أشعر بعدها بأني انفصلت عن المكان الذي أنا فيه، كأني كنت في حلم أو شيء ما...
في مرحلة الإعدادي (14 ،15سنة) استمريت في عزلتي لكن بصورة أكبر بمعنى أنه إذا تحدث إلي أحد ما حديثا عاديا مثل (صباح الخير كيف حالك؟؟...) كنت لا أرد أو أرد بكلمات مقتضبة جدا فقد كنت أشعر بأني شيء ما يغلق فمي بقوة ولا أستطيع فتحه وكان لا زال لدي درج الخردة.
أيضا كانت حياتي الاجتماعية في المدرسة سيئة جدا فقد كان جميع الطالبات ينظرن إلي كأنني كائن غريب وكانوا يعلمون أني لا أريد أن يقترب مني أحد أو أتكلم مع أحد فكانوا يدعونني وشأني وكنت أكتفي بالجلوس في الركن وملاحظة الآخرين وتحليل تصرفاتهم وأفعالهم (فقد كنت وما زلت أشعر بأني أرى الناس عراة بمعنى أني أعرف مايدور في ذهنهم وما السبب وراء أقوالهم وأفعالهم).
وبدأت أتلقى ملاحظات من الناس مثل (أنت غريبة جدا، لماذا لا تتحدثين مع الآخرين) ملاحظات لأهلي (هل هي مريضة؟؟، هل هذه طبيعتها؟؟؟، ابنتكم غريبة) أيضا في بداية مرحلة المراهقة كنت لا أشعر بانجذاب جنسي تجاه الجنس الآخر كما باقي الفتيات ولكن بانجذاب بمعنى أني كنت أتمنى أن يكون لدي أخ أكبر يعتني بي ويكون لي صديقا أي كنت عندما أرى شابا لا أنظر إليه كنظرة باقي الفتيات إني أتمناه حبيب ولكن كنت أنظر إليه إني أتمنى هذا الشاب لو كان أخي، كما كانت علاقتي بعائلتي ضعيفة فقد كنت منعزلة حتى في البيت وكنت أشعر بأن والدي يضطهدوني ولا يهتمون لأمري وكانت تروادني أفكار إني لست ابنتهم بل كنت أتمنى أن يموتوا كلهم وأشعر بأني سأكون سعيدة إذا حدث ذلك فقد كنت لا أكن أي مشاعر لعائلتي بل كنت كثير من الأحيان أكرههم جدا.
كنت وحيدة بالكامل في هذه السن أيضا أقحمتني أمي في مجتمع مع ناس يقومون بإلقاء دروس دين وعمل نشاطات، ولكني دائما كنت أشعر بأني غريبة وسطهم وأنهم يضطهدوني وقد عانيت طول السنين التي كنت فيها مع هؤلاء الناس وكانت حالتي النفسية سيئة جدا بسببهم فقد كنت أحيانا أنخرط في البكاء بشكل هستيري بسببهم.
ولكني في سن 18 فصلت نفسي عنهم ولكن أصبحت أكرههم بشدة وأريد الانتقام منهم في بداية المرحلة الثانوية بدأت أقترب قليلا من الناس وأتكلم معهم قليلا، ومن جانب آخر أصبحت أنظر للجنس الآخر نظرة طبيعية كمراهقة بمعنى أني أعجب بشاب وأفكر في الحب وهكذا (مع العلم أني لم أتحدث لأي شاب في هذا الوقت) وكان لازال لدي درج الأشياء بالإضافة إني كنت أفعل أشياء أخرى كأني كنت أقوم برص أحذيتي جيدا بجانب سريري وكنت أغضب جدا إذا حاول أحد الاقتراب منها أو (يدوس عليها)،
وفي السن 18 تقريبا أصبح لي صديقة واحدة مقربة جدا وقد أخذتني إلى دورة للتنمية البشرية وكان في هذه الدورة يجب علي أن أتعامل مع الآخرين بشكل عميق ولكني لم أستطيع فعل ذلك أبدا، فقد كنت في هذا الوقت متعلقة جدا بصديقتي تلك وكنت أتبعها في أي مكان ولا أتحدث إلا إليها وكنت أخاف أن أجلس في أي مكان وحدي بدونها ولكن كان لي علاقة طفيفة بالآخرين أيضا ولكن في منتصف علاقتي بهذه الفتاة أصبحت فجأة لا أتحمل أي أحد يقترب مني وكنت أفكر دائما أني أريد أن أتخلص من كل من يعرفني حتى من صديقتي وأصبحت أشكك في نوايا الآخرين ولا أتحمل أن يقترب مني أحد جسديا (تصافح بالأيدي أو الملاصقة أثناء الجلوس) وكنت دائمة الغضب وأميل إلى العدوانية بعد تخرجي من المدرسة الثانوية قطعت علاقتي بجميع من أعرفهم من قبل وعلاقتي بعائلتي تحسنت قليلا وتخلصت من درج الأشياء (بدون أن أشعر بأي انزعاج) .
وعند دخولي الجامعة في العام الأول، فكرت في أني مقبلة على حياة جديدة وأني لدي فرصة لخلق حياة اجتماعية جديدة وجيدة (حيث أني في هذا الوقت كنت أريد فعلا أن يكون لي حياة اجتماعية جيدة) ولكن الذي حدث هو أني كما لو أني أصبت بانتكاسة، فقد أصبحت حياتي جحيما أصبت بصدمة من المجتمع والمكان الجديدين، كنت أخاف من زميلاتي، أقضي طوال يومي الدراسي في دورة المياه أبكي، لا أتكلم مع أي أحد ولا أتحمل أي أحد يقترب مني وأصبحت أفكر أن كل من حولي يضطهدني وأنهم يتعمدون أذيتي ومضايقتي أصبحت أكثر غضبا وأكثر عدوانية ولكن في المقابل أصبحت علاقتي أفضل قليلا مع عائلتي حيث أني مغتربة في محافظة ثانية ولا أقضي الكثير من الوقت معهم.
هذا العام (العام الثاني في الجامعة)، حالتي هي كالآتي:
أؤمن تماما أن كل الناس يريدون أذيتي وتدمير حياتي ويتآمرون علي ويتعمدون مضايقتي وإزعاجي، أخاف من الحسد لدرجة مرضية، لو مررت على ناس يضحكون أو يتغامزون أؤمن تماما أنهم يقصدونني ويسخرون مني، الشعور بالرغبة في الانتقام دائما، سريعة الغضب، عندما أسير في الشارع أرى أن جميع الناس يحدقوا لي حتى أني أشك في نفسي أنني لم أرتدي ملابسي، أتوهم أن من حولي يسبونني وأقلق دائما من أن يفسر الناس أفعالي ونظراتي بشكل منحرف، أحيانا كثيرة أرى أن جميع من حولي أغبياء ومتخلفين وتافهين وسطحيين ولا يمكنني التعامل معهم لأنهم أغبياء وأنا أذكى وأفضل منهم كما أني أؤمن أني كلما تحدثت مع الآخرين كلما نقصت قدراتي العقلية وقل معدل ذكائي، إذا حدث وأن تحدثت مع أحد، أقوم بلوم وتوبيخ نفسي وأشعر أني فعلت خطأ فادح لأن الآخرين قد يستغلوا ما قلته لاستخدامه ضدي .
لم أعد أميل للاحتفاظ بالأشياء مرة أخرى ولكن أقوم بالتأكد من أشياء (مثلا: أقوم بالتأكد ما إن كانت ملاقط الغسيل الخاصة بي كاملة أم لا، وإذا وجدت أن أحدها مفقودا لا أهدأ حتى أجده – في السكن الذي أعيش فيه، أقوم بالتأكد ما إذا كان طعامي موجودا في الثلاجة عدة مرات في اليوم – تفقد أحذيتي نظيفة أم لا أيضا) .
القلق الدائم أخشى أن يكون لي علاقات اجتماعية مع الآخرين حيث أن ذلك سوف ينال من سموي .
لا أستطيع الكلام أو التعبير جيدا، كأني نسيت كيفية الكلام .
الشعور بالبرود واللامبالاة من ناحية أشياء ضرورية كالدراسة مثلا .
عندما أضطر أن أجلس مع ناس مدة طويلة (يوم دراسي) أشعر في النهاية بأني سوف أجن.
لا أتحمل أي تقارب جسدي مدة طويلة وإذا حدث أشعر بأن جسدي يسخن جدا من الداخل وأشعر بعصبية .
أشم دائما رائحة كريهة من الذين أكرههم .
أعتذر عن طول الرسالة ولكن قد شغلني كثيرا جميع ما ذكرت ولم يسبق أن تكلمت بهذا الشأن مع أحد،
وأرجو الاهتمام بالرسالة وإخباري بالحل وماذا يجب علي أن أفعل تجاه المشكلة وشكرا...
11/04/2013
رد المستشار
الحمد لله أنك تحدثت أخيرًا يا ابنتي، فلقد تركت نفسك تعانين لسنوات دون أن ترفقي بها ولو لمرة واحدة، ولكن على أية حال، أتمنى بالفعل أن تكوني "مدركة" أن موقعنا متخصص فيه استشارات متخصصة علمية وسليمة، فما تتحدثين عنه هو كما ذكر الكتاب حين تحدث عن "البارانويا"؛ فهي تعني الشك؛ فهناك من يعاني من الشخصية الشكاكة، وهي كما جاءت في التشخيص الرابع للجمعية النفسية الأميركية كالآتي:
- يتميز بشعور بعدم الثقة والشك تجاه الآخرين، بحيث يسيء تأويل دوافعهم على أنها نابعة من حقد تجاهه.... (فأنت ترينهم عراة وتفهمين الدوافع وراء أقوالهم وأفعالهم، وكلهم يريد أن يؤذيك).
- شعور بالشك (دون وجود أسباب تبرر ذلك) بأنه محل استغلال أو خداع أو أذية الآخرين.... (فأنت لم تجيبي قط لماذا أنت بالذات يريدون إيذائك والإيقاع بك رغم أنك لا تتواصلين معهم أصلًا).
- مشغول باختبار ولاء وصدق زملائه دون وجود أسباب تدعو للشك.
- يحتفظ بأسراره لأنه خائف بلا مبرر واضح أن يساء استخدام هذه المعلومات بخبث ضده...
- يستشف معاني الإهانة والتهديد وراء كلمات ومواقف عادية.
- يحمل الأحقاد تجاه الآخرين ولا يتسامح مع من يؤذيه أو يجرحه.
- يستجيب بالغضب السريع والاندفاع تجاه ما يظن أنه شخصي عليه وعلى سمعته (وهو ما لا يفهمه الآخرون عند حضورهم نفس المواقف).
- لديه شكوك متكررة، دون مبررات كافية، تجاه إخلاص الزوج/ الزوجة.
- حساسية مفرطة تجاه الهزائم أو الرفض من الآخرين.
- عدم القدرة على غفران الإهانات والتجريح، وميلٌ نحو حمل الضغائن بشكل مستمر... (كل زملائك)
- تشككيه وميل عام لتشويه الخبرات من خلال سوء تفسير الأفعال المحايدة أو الودودة للآخرين على أنها عدوان أو ازدراء.
- إحساس قتالي ومتشبث بالحقوق الشخصية بما لا يتناسب مع الموقف الفعلي (بكائك وصراخك لأشيائك في الدرج والأحذية، ملاقيط الغسيل، طعامك بالثلاجة،.. إلخ).
- قابلية عالية للغيرة المرضية.
- ميل إلى الإحساس بأهمية ذاتية مفرطة تتضح في التفسير المستمر للأشياء من خلال الذات...... (سموك، وسيقل ذكائك إن تحدثت مع الآخرين، كلهم تافهين وسطحيين... إلخ)
- الانشغال بالتفسيرات التآمرية غير المدعومة للأحداث التي تقع من حول الفرد أو للأحداث التي تقع في العالم بشكل عام.... (قلت أن الكل يضطهدك ويريد إيذائك).
والحقيقة أن تلك السمات توجد عند بعض الشخصيات في شكل صفات يحملها دون أن تصل لاضطراب، ولكن تزداد تلك السمات بقوة في شخصيات أخرى للدرجة التي تجعل تصرفاته، وتفكيره، وقراراته تبنى على تلك السمات فيكون قد وصل لحد الاضطراب، وتتدرج الشخصية الشكاكة في ثلاث مراحل، أولها أن تكون مجرد شخصية تفكر فقط في تأويل سيء لكلام وتصرفات من حولها دون أن يحدث مشكلات معهم فتكون الشخصية في حالة إجهاد وتفكير وصراع مع نفسها وتتحمل عبء التفكير دون أن تصدره للآخرين؛
والمرحلة الأخرى تبدأ في "البوح" عن تلك الأفكار وتواجه الآخرين بشكوكها وبالطبع هناك تحدث مشكلات مع كل من حولها؛ لأنها لا تستثني أحدًا من الشك والتأويل السيء فنراها في صورة مشكلات مع الجيران، الأقارب، الأسرة، الزملاء، شريك الحياة... إلخ، أما المرحلة الثالثة فهي أشدها وفيها تكون الشخصية على "يقين تام" بأن ما تفكر فيه من ظنون هو حقيقة مؤكدة لا تقبل للنقاش وما تحتاجه فقط تقديم "الدليل" فنراها في حالة انشغال بالبحث عن الدليل وإظهاره، ثم تمتد لدرجة الوقوع فيما يعرف علميًا بالضلالات وأشهر تلك الضلالات هي "العظمة" و"الاضطهاد" فضلالة العظمة فيها يكون الشخص على يقين بأنه ذلك الشخص العظيم السامي المختلف الذي يرى ويفهم ما لن يدركه أي آخر، وضلالة الاضطهاد فيها يكون على يقين تام بأن من حوله يضطهدونه ويتآمرون عليه ويرسلون بأدوات تجسس ليتتبعوه.
والحقيقة الأخرى أن غالب من يعاني من اضطراب في الشخصية يكون لديهم أكثر من اضطراب فيجمعون بين ثلاثة، أو أكثر من اضطرابات الشخصية، وأجد أن لديك أمرا آخر عرفته أيضًا الجمعية النفسية الأميركية في تصنيفها الأخير عن اضطراب الشخصية الشبه فصامية والتي تتسم بالآتي:
- تتميز بانسحاب اجتماعي يلاحظ من خلال عدم القدرة على إقامة علاقات حميمية وعدم ارتياح تجاه العلاقات الاجتماعية، بالإضافة لوجود تشوه أو تحريف إدراكي ومعرفي مع غرابة التصرفات السلوكية (فأنت بالفعل كذلك على مدار مراحل نموك ودراستك) .
- تفكير خيالي أو معتقدات غريبة ولا تتناسب مع معايير البيئة (مثل الاعتقاد بالحاسة السادسة، قراءة الأفكار، السحر، الاستبصار عن بعد... فهم بالنسبة لك عراة كما ذكرت بشرحك لعراهم).
- خبرات إدراكية غير معتادة أو خداع إدراكي... (الكل يسبوني... إلخ)
- تفكير غير معتاد (غامض، مغرق في التفاصيل، استعاري، متقولب).
- أفكار اضطهادية .
- هلاوس.. سمعية، بصرية، حشوية، لمسية، شمية... إلخ (تشمين رائحة كريهة لمن تكرهينه)
- انفعالات غير مناسبة أو قاصرة... (صراخ وبكاء مستمر).
- سلوك أو مظهر غريب غير شائع... (الكثير قالوا أنك غريبة وسلوكك غريب، عدم احتمال أي تقارب جسدي ولو بسيط)
- افتقاد للأصدقاء الحميمين خلاف أفراد الأسرة.... (حتى الصديقة الوحيدة تخلصت منها ومن سبقوها).
- قلق اجتماعي شديد لا يقل مع الاعتياد ويصاحبه أفكار اضطهادية أكثر من مجرد تقييم سلبي للذات.
فالحمد لله رغم ما فسرته لك أنك تشعرين بأن هناك أمرا غير صحيح، وتتساءلين هل تعانين من شيء أم لا، فواجبك الآن وفورًا أن تتواصلي مع طبيب نفساني ليحدد مدى الاضطراب ومدى معاناتك من الأعراض، خصوصًا مع وجود إشارات لوساوس، وقلة الكلام، والحمد لله أن هناك علاجات ناجحة جدًا تساعد على التحسن والراحة بشكل كبير فلا تتردي ولا تتهاوني وفقك الله.
التعليق: السادة الاطباء المحترمون.. سامحوني في التدخل عن غير اختصاصي.. ولكن هل يمكن أن تكون هذه حالة أسبيرجر؟.
الأعراض ضعف أو انعدام التواصل الاجتماعي- الخوف من الناس والتجمعات- الترتيب المبالغ فيه- وغيرها .. ربما تنطبق على أعراض الأسبيرجر...
أدعو الله بالشفاء للأخت الفاضلة