مدمر حتى النخاع ولا أعرف ماذا أفعل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أما بعد أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة منذ طفولتي وأنا أعاني من أمراض نفسية، الوسواس القهري والاكتئاب في بعض الأحيان لكن لم يرتفع مستوى وحدة هذه الأمراض النفسية حتى سن 20 حيث وصلت بي إلى الذروة وعذبتني في حياتي.
زرت عدة أطباء نفسيين تناولت الكثير من الأدوية لكن معظمها خدرني في حياتي وفكري بعد أن أحسست بأني تعافيت والحمد لله وقعت في مشكلة أكبر من أمراضي النفسية وهي ضياع أحلامي وطردي من الجامعة علما أنني كنت أدرس حقوق حيث أن الجامعة تم طردي منها بسبب تغيباتي عن الامتحانات الكثير ولسنوات متتالية.
علما أني لم أكن أقدر حتى على التفكير فكيف بي أن أدرس كنت غائبا عن العالم ومعذبا بوسواس قهري قتل في روح الحياة يا إخواني أنا رجائي في الله وأءتمنمكم أن ترشدوني لأن اكتئابي زاد لم أعد أقدر على الخروج من المنزل ولا التكلم مع الآخرين مع أني كنت متفوقا في حياتي الاجتماعية والدراسية سابقا.
أنا الآن بقايا إنسان بالإضافة لأني أعيش في أسرة فقيرة وأنا الآن عاجز عن العمل بسبب نفسيتي وحسرتي على ضياع دراستي وأحلامي يا الله أفرجها.
أرشدوني من فضلك إني أتعذب كل ثانية رجائي في الله يا الله يا الله يا الله
09/05/2013
رد المستشار
أشكرك يا عبد الحافض على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية ولجوئك للاستشارة من الموقع، جيد جدا أن يكون لديك وعي وإدراك وتشخيص لمشكلتك وأن تسعى لعلاجها من خلال زيارتك لعدة أطباء نفسيين، فهو يشير إلى أنك شخص إيجابي يسعى لمواجهة وعلاج مشاكله ولا يهرب منها أو ينكرها، وهذه بداية طيبة.
أولا: أحب أن أطمئنك أن الوساوس القهرية والاكتئاب يمكن علاجها.
ثانيا: مشاعر الضيق والضجر التي تصاحب هذا الاضطراب هو جزء من القلق الذي يصاحب الوساوس القهرية، وكذلك الاكتئاب، فالوسواس عبارة عن أفكار غير منطقية تحدث بشكل متكرر وتسبب الكثير من القلق، ولكن لا يمكن التحكم بها عبر التفكير بأفكار منطقية، وعلى الرغم من أن الأشخاص المصابين بهذه الوساوس يدركون أن أفكارهم غير معقولة ولا تتعلق بمشكلات الحياة الحقيقية مع التأكد أنها لم تحدث أي شيء يمكن أن يبرر هذا الإحساس، إلا أن هذه المعرفة ليست كافية لجعل الأفكار غير المرغوب فيها تنتهي وعلى العكس من ذلك، فأثناء محاولة التخلص من الأفكار الوسواسية، فإن الأشخاص المصابين بعرض الوسواس القهري يقومون بأعمال قهرية متكررة لتقليل قلقهم والذي يجعل الأفكار تهدأ لفترة قصيرة وبعدها يعود الإحساس مرة أخرى.
ثالثا: عادة ما تبدأ الوساوس القهرية في مرحلة المراهقة أو بداية النضج، ولكن يمكن أن تحدث لأول مرة في مرحلة الطفولة، ومن الممكن أن يصاحب الوسواس القهري أعراض القلق المرضي الأخرى مثل الاكتئاب ومشكلات تناول الطعام، ولا يوجد سبب واحد محدد لمرض الوسواس القهري، وإن كانت هناك أسباب لهذا القلق والاكتئاب، يجب أن تسعى لإزالتها، وننصحك دائماً بأن تكون إنسان إيجابي في تفكيرك، فعالاً في حياتك، والتفكير الإيجابي الصحيح ينشلك من الكدر والضيق، ولا شك أن الرقية الشرعية مفيدة، ولاشك أن التمسك بكتاب الله والصلاة في وقتها، والدعاء والذكر، هي معينات أساسية للإنسان.
رابعا: تشير الأبحاث إلى أن مرض الوسواس القهري يتضمن مشكلات في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ (المسئول عن الإحساس بالخوف والخطر)، والتركيبات الأكثر عمقًا للدماغ (العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء على البدء والتوقف عن الأفكار)، وتستخدم هذه التركيبات الدماغية الناقل العصبي الكيميائي "سيروتونين". ويُعتقد أن مرض الوسواس القهري يرتبط بنقص في مستوى السيروتونين بشكل أساسي.
خامسا: هناك العلاج النفسي بأشكاله المختلفة، منها:
- العلاج المعرفي السلوكي: من أهم العلاجات المستخدمة والمفيدة، حيث يعيد تنظيم البنية المعرفية، ويؤدي فيها المريض بعض التدريبات مثل التعرض التخيلي، ويكلف المريض ببعض الواجبات المنزلية، تدريبات التعرض في المواقف الحية، سواء بمعاونة المعالج أو على انفراد في البيئة الطبيعية وفي العلاج يتم:
0 إعادة تشكيل البنية المعرفية: يركز العلاج المعرفي على تصحيح التقييمات الخاطئة المتعلقة بالإحساسات الجسدية باعتبارها مصدر تهديد، وتطبيق الاستراتيجيات المعرفية والسلوكية.
0 الاسترخاء العضلي: تتمثل أهمية الاسترخاء العضلي في أن المريض يقارن فيه بين العضو في حالة التوتر والعضو في حالة ارتخاء وراحة، ويخبر هذا الفرق بصورة واضحة عبر أعضاء الجسم المختلفة، ويتعلم المريض أنه قادر على جلب الاسترخاء لنفسه من خلال سلوكه.
0 مراقبة الذات: هي محاولة للتعبير الموضوعي الدقيق عن الحالة (مثل: مستوى قلقي في الدرجة 5، ولديَّ أعراض رعشة، وداور)، بدلاً من استخدام كلمات عامة فضفاضة مثل: أشعر بالرعب الشديد، هذه أسوأ لحظات عمري، ويتم ذلك من خلال سجل لنوبات القلق، يتابع من خلاله المريض ما يجري له في يومه.
0 التعرض التدريجي: "يكون التعرض التدريجي للموقف المخيف وسيلة ملائمة للتخفيف من المخاوف". ويقاس النجاح في ذلك بالاستمرار في موقف التعرض حتى ينخفض القلق.
سادسا: تساعد الأدوية (وهي ضرورية جدا تحت إشراف طبيب) التي ترفع من مستوى السيروتونين في الدماغ عادة على تحسين أعراض الوسواس القهري، وقد تستغرق الأدوية من 6 إلى 12 أسبوعا لإظهار التأثير العلاجي الفعال ويعتبر التأثير الأساسي لهذه الأدوية هو زيادة توافر مادة السيروتونين في خلايا المخ، ويؤدي هذا إلى تحسن حالة مرضى الوسواس القهري، والأنواع الأساسية للعلاج السلوكي المستخدم في علاج مرض الوسواس القهري هي التعرض ومنع الاستجابة هي الوسائل الأكثر فعالية في العلاج السلوكي لمرض الوسواس القهري.
وأخيرا: أنت ترى (وقعت في مشكلة أكبر من أمراضي النفسية وهي ضياع أحلامي وطردي من الجامعة علما أنني كنت أدرس حقوق حيث أن الجامعة تم طردي منها بسبب تغيباتي عن الامتحانات الكثير ولسنوات متتالية) هذه ليست المشكلة الأكبر من أمراضك النفسية بل المشكلة الأكبر أن تستسلم للحالة التي أنت عليها الآن، هذه ليست نهاية المطاف ولا نهاية الدنيا لطردك من الجامعة ولكن قد تكون دافع لك حتى تقرر عدم الفشل مرة أخرى؛
هناك المئات بل الآلاف الخريجين من الجامعة ولا يعملوا، أو يعملوا بمهن وأشغال ليست نطاق تخصصهم الأكاديمي، وهناك مثلهم من ترك كلية مرموقة لأنه لا يستطيع تحمل نفقاتها المادية لسوء أحواله المادية، وآخرين يعملوا مع الدراسة ليوفروا نفقات الدراسة، وهناك..... وهناك..... وهناك.... النماذج عديدة، وعليك بتذكر قول الله تعالى:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) "سورة الرعد:11"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ) (رواه البخاري).
فعليك أن تبدأ بالعمل فليس من المهم أن تعمل ما تحب ولكن عليك أن تحب ما تعمل، فبالعمل يقل انشغالك بأعراضك النفسية وتتحسن حالتك المادية ومن الممكن أن تنتسب مرة أخرى بالدراسة لاستكمال تعليمك لتحسين مستواك العلمي والعملي والاقتصادي، ولكن عليك أن تبدأ... تبدأ....، والله الموفق.
ويمكنك أن تقرأ على مجانين:
نطاق الوسواس OCDSD اضطراب وسواس قهري
علاج الوسواس OCDSD فقهي معرفي إسلامي Religious CT
العلاج الذاتي قد لا يكفي
علاج الوسواس بالعقار فقط لا يكفي
وساوس واكتئاب : تحققٌ واجترار وتكرار