تغيير لحالتي الطبيعية
أنا طول عمري زي أي بنت عادية مش بصعب الأمور على نفسي ولا بشيل هم لبكرة وبسيبها على الله وملتزمة فالصلاة واستغفار 1000مرة فاليوم والصلاة والصوم وبعمل في الأعمال الخيرية حبيت شاب حب جنوني لدرجة لا يتخيلها عقل وهو من شدة حبي له ملني وزهق مني وسابني ولكن سبحان الله مزعلتش ولا تأثرت لأني كنت متوقعة كده لأنه عملها قبل كده
وعشت حياة طبيعية جدا واتخطبت ومحصلش نصيب واتخطبت تاني حاليا لشاب ما شاء الله بيحبني جدا ولكن طيب جدا فأنا اللي ساعات بحس بملل من كتر ماهو بيقول حاضر على أي حاجة علشان يراضيني مفيش مشاكل بينا خالص بحاول أخلق أي مشكلة لتجديد الحياة بينا لكن هو مش بيديني الفرصة لكده وبيصالحني بطريقة الزن.
ومن فترة جبت قطين يعيشوا معانا في البيت لأني طول عمري بحب القطط عاشوا معانا سنة ونص كنت بموت فيهم ومعتبراهم أولادي بجد وماليين علي حياتي واضطريت أمشيهم والموضوع ده كان صعب علي أكتر من أي حد يتخيل قررت أني همشيهم لأني اتعلقت بيهم بطريقة غريبة وكأنهم مش حيوانات فخوفت العلاقة بيني وبينهم تتطور أكتر من كده ويجرى لي حاجة لو ماتوا ومن ساعة ما قررت كده مبقتش قادرة أشوفهم قدامي ونايمة علي السرير جسمي كله يرعش ويهز السرير كله ومنعت الأكل خسيت أوي.
ومن ساعتها وجالي حالة نفسية تيجي وتروح وتزيد قبل ما الدورة الشهرية تيجي وأنا بقيت أخاف من أي صدمة ممكن تقابلني في حياتي من موت أعز الناس أو بعدهم عني وأستغفر الله العظيم بحس إن ده قلة إيمان لدرجة أني خايفة أتجوز علشان مفارقش أمي وبشيل هم وفاتها من دلوقتي وأقعد أتخيل وأعيط ونفسيتي تتعب والأصعب بقى من ده بقيت أخاف أتجوز علشان كمان مجبش أطفال تصور واحدة تقول كده!!!
خايفة أجيب أطفال أتعلق بيهم ولا قدر الله لوحصل لهم حاجة مستحملش الصدمة من ساعة ما فارقت القطط بتوعي وأنا بقيت كده.
ملحوظة: (أيام ما جاءت لي الحالة النفسية الصعبة دي بسبب قراري إني أمشي القطط كانت أيام الدورة الشهرية وأنا عموما مكنش بحس بأي توتر أو أي حاجة في الأيام دي من الشهر ولكن بعدها بقيت فعلا حالتي النفسية تسوء في الأيام دي من الشهر).
الأحداث دي كانت في شهر 12/2012 وحاليا موضوع القطط مبقاش بيجي في بالي لكن الخوف من موت أعز الناس وأمي بالذات لسة شغال معايا وكمان الخوف من الجواز علشان مفارقش أمي وإحساسي إن الدنيا هتبقى مملة جدا بعد الجواز وخوفي من الإنجاب علشان متعلقش بطفل ولا أعلقه بي ملحوظة تانية (أنا عندي تكيس على المبايض وكنت بآخد برشام ياسمينة وستيرونات لتنظيمها) طولت عليكم جزاكم الله كل خير.
09/05/2013
رد المستشار
هكذا نحن في التعامل مع احتياجاتنا النفسية ومتانة جهازنا النفسي!، فأنت كنت "تتخيلين" أنك ذلك الشخص "الهيرو" الذي يتخطى الأزمات، ويقابل الآلام بابتسامة رائقة، فحبك وتعلقك بجنون برجل لا يستحق الوقوف عنده كثيرًا، وتركه لك أكثر من مرة رغم حبك الجنوني له أمر بسيط ويمكن تجاوزه "بالتطنيش"، أو "بالإيمان"!، وفسخك لخطبة سابقة وما يسببه لبعض الفتيات من فقدان للثقة بالنفس، أو حزن بشكل عام أمر ليس عميقًا، وهكذا، في كل مرة يتعرض فيها جهازك النفسي لضغط نفسي من العيار الثقيل تهربين من مواجهة ثقله وتتحايلين على وجعك وألمك بالتبرير، والإيمان، والبطولة المزيفة، ويظل جهازك النفسي في حالة "طوارئ" وحالة "استعداد قصوى" حتى يلبي رغبتك في التعامي عن الآلام الموجعة حتى تعب وبدأ في الاستسلام للتعب فظهرت عليك أعراض القلق والوساوس، وبدأ يطرق جهازك النفسي باب الجسد ليعينه على التحمل فيحمل عنه بعض العبء فظهرت الرعشة، والبرودة، والتوتر، ودقات قلب متسارعة!، فماذا أنت فاعلة؟
هل ستتركين نفسيتك نهبًا لتعاميك وعدم التعامل بنضج مع آلامك، فيتطور الأمر لقلق مرضي ووسواس قهري، واكتئاب؟، أم ستنظرين في المرآة بصدق وتعترفين بأنك تتألمين وتحترمين مشاعر حزنك وتعبرين عنها وتضمدينها وتُقيِمين بعدها التجارب لتضعي النقاط على الحروف؛ فترين عن قرب وصدق مشكلاتك في التفكير والتصرفات فتعدلينها وتتجنبين الوقوع فيها ثانية عن بينه واقتناع؟،...
فحين نمر بالضغط النفسي نمر معه بثلاث مراحل: أولها الإنذار وغالبًا يكون في صورة هرمونات جسدية تظهر في التعب السريع، والسهولة في الاستثارة، والانتباه والترقب، ثم يتطور الأمر في حالة عدم التنفيس الصحي والعلاج الصحي فنصل للمرحلة الثانية: وهي مرحلة المقاومة والتي تظهر فيها الأعراض الجسدية بشكل أوضح وتزداد حدة التوتر وضربات القلب الغير منتظمة ويظل الشخص يجول ويصول بين الأطباء ولا يجد شيء عضوي رغم الألم العضوي!، وعدم الاهتمام بشيء، وعدم الشعور بطعم الحياة -أعراض اكتئاب وليس مرض الاكتئاب المرضي- وإن لم يتم الانتباه للتنفيس والعلاج الصحي ندخل المرحلة الثالثة والأخيرة وهي:
"الإعياء" فيدخل الشخص رسميًا وبجدارة من أوسع أبواب الأمراض النفسية والاضطرابات النفسية برشاقة متناهية!، فلتقفي واقفة ناضجة مع نفسك، وتراجعي أفكارك الخطأ عن النفس والحياة والعلاقات والإيمان بالله، وتتخلي عن فكرة ربط الأمور ببعضها دون أن يكون بينها رابط، مثل أن نقص إيمانك هو سبب مشكلاتك، وعالجي وساوسك بأن تعالجي قلقك الذي يعبر عن نفسه في شكل وساوس تخص زواجك، وعلاقتك بأولادك، وقططك.
واسألي نفسك لماذا تقلقين؟، وما هو الأمان الحقيقي؟، وهل وجودك بجانب والدتك سيمنع موتها؟، وهل العلاقة الصحية بين الأم وأطفالها علاقة اعتمادية سلبية حين تتعطل لأي سبب ينهار الأبناء؟، هل الملل الذي تشعرين به تجاه الشخص الذي يحبك هو في الحقيقة مقارنة بينه وبين آخر في الواقع تركك؟، أم هو الرغبة في التحدي والتعايش مع الألم دون أن تنتبهي لذلك؟، ركزي مع نفسك، واحترمي مشاعرها، وقفي عندها وهدهديها، واتركيها تعبر بكل الطرق عن إحساسها، وقيمي أفكارك وكيفية تعديلها بموضوعية، ثم يأتي مصير علاقتك بخطيبك في ذيل القائمة لأن البنود السابقة هي الأهم، وهي التي سيترتب عليها كل شيء في حياتك وعلاقاتك سواء بالنجاح، أو البقاء في مساحة تحوم حول المرض النفسي.
التعليق: إجابة المستشارة على الرسالة رائعة وفي موضعها العلمي.
العقدة العصابية التي يجب التخلص منها هو "على الآخرين العناية بي" . يحلل البعض تخلصك من القطط بأنهم فشلوا في توفير العناية بك لأنهم غير قادرين على ذلك وأنت غير قادرة على العناية بهم.
يلجأ الإنسان لا شعورياً إلى عمليات دفاعية نفية لتبرير التخلص منهم ويختلق الخوف من فقدانهم. لا يختلف الأمر في الخوف على فقدان الوالدة فالقلق من العناية بها على المدى البعيد وعدم قابليتها على العناية بك.
هكذا الأمر مع الرجال في حياتك.
الخروج من هذه الدوامة لابد منه والعمل, وضع خطة للتحقيق طموحات المستقبل وفراق البيت لابد منه.