أحتاج للحل مما أعاني
السلام عليكم ورحمة الله بركاته؛ أولا أتقدم بالشكر لسيادتكم على ما تقدموه من خدمات طبية على موقعكم وجزاكم الله كل الخير.
أنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما، أحكي أولا بعض التفاصيل عن نفسي قبل سرد ما جرى معي من فترة قريبة لعلها تكون مفيدة في تشخيص حالتي.
منذ فترة طويلة وأنا في أي أمر حتى لو كان تافه أتوقع الأسوأ, فمثلا يكلمني شخص في التليفون ويقول أريدك في أمر ضروري حتى ألقاه أتوقع عدة أشياء كلها كارثية أو سيئة، أيضا تنتابني الريبة في تصرفات البعض فدائما أجد في نفسي ريبة تجاه أفعال أو أقوال الآخرين وأشعر أن من ورائها أمر آخر ولكن هذا لم يسبب لي مشاكل أكثر من الضيق ما حدث معي منذ أكثر من شهرين بقليل هو أنني أعمل مهندس بشركة حدثت بها حادثة في إحدى معدات العمل توفي على أثرها عدد كبير من الأشخاص, ورغم عدم وجودي في هذا الموقف إلا أنه نتيجة لمنصبي الفني في الشركة فقد تعرضت للتحقيقات الإدارية من لجنة التحقيق عدة مرات ولم أذهب للنيابة بعد لعدم تواجدي في يوم الحادث لحين صدور التقرير الفني.
طبعا عشت أياما وشهورا صعبة وأنا أتوقع أنني سيتم مسائلتي جنائيا وأن التقرير ربما يدينني وأتعرض لمحاكمة وخلافه فوجئت يوما قبيل الفجر وأنا أدردش مع والدتي بضيق في التنفس وسرعة في ضربات القلب مع تعرق وبرودة في جسدي فشعرت أنني أحتضر هرعت للمستشفى خشية أنني أموت ولم تفعل المستشفى أي مساعدة سوى حقنة موسع للشعب في اليوم التالي ذهبت لطبيب الباطنة والذي أخبرني أنه لا شيء وفقط الضغط ضعيف وأعطاني مهدئ زاناكس عند اللزوم.
سافرت بعدها بأسبوع خارج مصر لقضاء بعض الأعمال ولم يصدر التقرير بعد وكنت قلق تكررت الحالة التي حدثت معي مرتين في يومين متتاليين وبشدة مع بعض الأعراض الأخرى كرعشة في الجسد واليدين ومر اليومان وحاولت تهدئة نفسي بعد البحث على الإنترنت وعرفت أنها حالات فزع أو هلع، ولكن لازمني بعد الحالة ألم في الصدر والقلب لمدة أسبوع وخوف رهيب من الموت وأشعر أن لك يوم هو آخر يوم وكل شيء أراه عبارة عن علامات على الموت.
كنت قد وصلت وقتها لمصر وذهبت لدكتور القلب لعمل رسم قلب للطمأنينة على القلب فكانت النتيجة أن القلب سليم وأعضاء الجسم سليمة بالأشعة التلفزيونية وأعطاني الدكتور سيبرالكس 5 مليجرام لمدة 10 أيام، واندرال 10 مرتين صباحا ومساء لمدة 10 أيام، طبعا الدكتور كان سيعطيني مودابس بدل السيبرالكس وأخبرته أنني اشتريت السيبرالكس معي من الخارج ولكن لم آخذه بدون كلام الطبيب فقال لي هو أفضل من المودابس وكتبه مع الإندرال الغريب أنني بعد أن بدأت في العلاج لي 4 أيام قمت بالأمس فجرا من النوم على رعب وفزع بدون سبب وظللت كذلك مدة ساعة أو ساعتين حتى صليت الفجر وحاولت تهدئة نفسي بشتى الطرق وانتظرت السماء تضيء حتى خلدت للنوم وقمت على الظهيرة منهك جدا.
حتى الآن أنا في انتظار التقرير ولا أدري هل هذا سبب معاناتي أم أن الأمر تطور لوسواس قهري فالعرض الذي يلازمني حاليا هو الخوف من الموت والشعور يوميا أن موتي قد اقترب وأن هذه الأعراض هي التي تحدث للشخص قبل موته بفترة
أرجو الحل فقد تعبت - الحمد لله -مما أعاني
وجزاكم الله خير.
7/5/2013
رد المستشار
هذه الاستشارة توضح مدى تفاعلات الإنسان عند تعرضه للتحقيق الإداري أو الجنائي هناك ردود فعل نفسية متعددة عند تعرض الإنسان لشكوى مهنية ضده وفي جميع مجالات العمل هذا التفاعل يؤدي إلى شعور الفرد بالتهديد والوعيد وبالتالي إلى ظهور أعراض قلق، وهذا ما حدث لمستشير الموقع.
هذه الأعراض شائعة وخاصة عند إجراء تحقيق في قضية في غاية الخطورة كما هو الحال في هذه الاستشارة، ومن المستحسن الابتعاد عن تطبيب أعراض القلق قدر الإمكان يطلق الطب النفسي تعبير رد الفعل التكيفي Adjustment Reaction على مثل هذه الحالة، وينتهي الأمر بوصف حبوب مهدئة لمستخدم الخدمات لا يجوز استعمال هذه العقاقير مثل الدايازيبام Diazepam إلا عند الضرورة مع التأكيد على الفرد بأنها تساعد على تخفيف حدة الأعراض فقط وعدم الاستعمال إلا عند الحاجة ولفترة زمنية محدودة أما استعمال عقاقير أخرى مثل المضادات للاكتئاب فهو إن لم يكن لا ضرورة وإنما أحياناً يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للفرد.
ليس هناك أفضل من الكلام عند التعرض للتحقيق الإداري لا بد من مناقشة طبيعة التحقيق والحديث عن جميع الاحتمالات مع أحد الزملاء أو المدير المشرف على الفرد كذلك يستحسن الإطلاع على جميع المستندات التي سيتم على ضوئها التحقيق والتي في حوزة اللجنة التحقيقية، فهذا من حق الفرد بالطبع التعاون مع التحقيق أمر لا بد منه.
هناك قاعدة عامة عند التعرض للتحقيق وهي:
1- لا تعطي الحدث الفرصة للتأثير عليك نفسياً.
2- بعدها وضع خطة عمل لحل القضية.
يشعر الإنسان بالوحدة عند تعرضه لمثل هذه التحقيقات أحياناً، وقد يزداد هذا الشعور عند حصول الفرد على أجازة من العمل بصورة طوعية أو إجبارية.
التوصيات Recommendations
٠ شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالخروج من هذه المحنة بأسرع وقت.
٠ الأعراض أعلاه هي نتيجة القلق من التحقيق ونتائجه وتميل إلى التلاشي بعد انتهاء الأزمة العقاقير المهدئة دورها محدود لتخفيف حدة الأعراض ولا يحبذ استعمالها باستمرار.
٠ الأهم من ذلك هو الكلام مع أحد الزملاء أو المدير المشرف للإطلاع على طبيعة التحقيق ودراسة جميع الاحتمالات الأهم من ذلك هو التعاون مع التحقيق قدر المكان.
٠ أكثر من الحديث الصريح في هذا الأمر مع الأهل والأصدقاء وابتعد عن مراجعة الأطباء وانتظار نهاية الأزمة.