فقدان الثقة بالنفس وضعف الشخصية
السلام عليكم؛ أنا أشكركم بشدة على فكرة هذا الموقع الرائع فأنا لدي الكثير من المشاكل التي أخجل أن أتكلم فيها مع الناس وتشعرني بالضيق الشديد .
مشكلتي هي أنني أعاني من ضعف شديد في الثقة بالنفس فأنا لدي أخ أكبر يستحوذ على كل الاهتمام من قبل ما حوله
أنا أعترف أنه أفضل مني شكلا وأذكى مني ولكن عندما يمدحه الناس أشعر بالغيرة والتهميش مما جعلني منطويا علي نفسي بشدة وأخجل من الاختلاط مع الناس لأنني أخاف أن يكتشفوا عيوبي أنا الآن قد بلغت العشرين من العمر ولا أعرف ما مميزاتي إن وجدت وما عيوبي، وفي أوقات كثيرة أشعر بالاكتئاب وفي بعض الأوقات أشعر بالرغبة في الموت لأنني لست راضيا عن حياتي وفي نفس الوقت لا أستطيع تغييرها.
الكثير من الناس يقولون عني أني طيب ولكن هذه الكلمة تشعرني بالضيق لأنني أشعر أنهم يقولون أني لا أفقه شيئا أو بمعني أصح غلبان.
الحمد لله أنا أصلي باستمرار ولكني في البعض أفعل أشياء قد تفسد صلاتي مما يشعرني بالضيق الشديد وأحتقر نفسي
أرجو من الدكتور أو المعالج الذي سوف يناقش الموضوع معي بأنه في حواره يقول خطوات الحل.
أشكركم مرة أخرى، والسلام عليكم.
9/12/2013
رد المستشار
عزيزي "إبراهيم"؛
أهلاً وسهلاً بك على موقعنا وشكرًا على تواصلك معنا.
تـُعتبر مشكلة ضعف الثقة بالنفس من المشكلات السائدة عند قطاع كبير من الناس، ومن الغريب أن هذه المشكلة لا يوجد ارتباط مباشر بينها وبين إمكانيات وقدرات صاحبها، ففي بعض الأحيان تجد أشخاصًا بقدرات عالية، وثقة منخفضة، وآخرين بقدرات منخفضة وثقة عالية، وهذا ما يرجـِّح أن المشكلة أساسها نظرة الإنسان إلى نفسه، وليس نظرة الآخرين إليه كما يظن. ولذلك لابد أن تتحول نظرتنا إلى أنفسنا إلى الجانب الإيجابي .. ومن النصائح المهمة لك في هذا الإطار...
من المهم عدم تتبـُّع آراء الآخرين في كل ما نقوم به، ما يقوله الآخرون عنا مجرد رأي، وقد لا يكون صحيحًا.. ونحن أقدر من الآخرين على معرفة حقيقة أنفسنا.
ويجب أن أوضح لك شيئاً... لا يوجد شخص كامل على وجه هذه الأرض... فإن الكامل لله عز وجل.
شعورك بالمقارنة بينك وبين أخيك، والغيرة منه هي بسبب نظرك الدائم إلى عيوبك الداخلية، هل جلست مع نفسك يومًا وحاولت البحث عن مميزاتك؟!
أخوك على الرغم من قولك أنه "أفضل شكلاً وأذكى"، إلا أنه يمتلك العيوب أيضًا. لكننا دائم ننبهر بما نعتقد أنه ليس لدينا.
لقد حان الوقت أن تخلع هذه النظاره السوداء، وأن تنظر للدنيا من أفق جديد، وأنك لست مضطرًا أن تستمر بهذا الحال، وبيدك أن تتغير.
مجرد كتابتك إلينا تعتبر الخطوة الأولى لهذا التغيير، ولكن لابد من المتابعة والاستمرار. المهم في الأمر أن تكون مقتنعا بأن كل ما أنت عليه هو سلوك مُتعلـَّم مُكتـَسَب، وهذا يعني أنك تستطيع نزعه وإعادة التعلم من جديد.
ابدأ باقتحام هذه المواقف والأماكن التي كنت تتجنبها، لتتعلم من جديد أن المشكلة ليس في المواقف والأماكن وإنما في طريقة رؤيتنا لها، فإذا غيررنا نظرتنا لها فستصبح غير مُرعِبة ومقلقة كما كنا نتصور. قم بتوسيع دائرتك الاجتماعية، وقم بتثقيف نفسك... فإن هذه الأشياء تضاعف ثقة الفرد في نفسه.
ولا تنسى أن أساس ثقة الفرد في نفسه هي الثقة في الله الذي يمده دائمًا بالعون والمساعدة. استمر في صلاتك وأكثر من الاستغفار. لأنه عندما يشعر الإنسان بأن سنده في هذه الحياة هو الله، فإن هذا من أكبر المحفزات على المضي بثقة وإقدام، تابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضاً:
شخصيتي ضعيفة أكدي ذاتك
الثقة بالنفس: أنا أستطيع.......
ريم والغيرة والثقة بالنفس