السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أود أن أشكركم على هذا المجهود الرائع وجعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري أعمل حاليا في وظيفة مرموقة وأنا لله الحمد على قدر جيد من الجمال والثقافة ومن أسرة ميسورة الحال ومعروف عنا فعل الخير. مشكلتي ظهرت منذ عامين تقريبا عندما تقدم لي عدد من الخطاب ولكن للأسف لم أجد فيهم الشخص المناسب لي فأنا كنت دائما أحلم بأن أتزوج شخصا يحبني ويحترمني ويدفعني إلى كل ما هو خير سواء دينيا أو دنيويا وأن أبادله أيضا نفس الاحترام.
ولكم ما رأيته هو أن معظم من تقدموا لي كل همهم هو فتاة جميلة تكون تابعة للرجل وذات مستوى عال وتصغرهم في السن بعدة سنوات، وهذا الأمر قد سبب لي الكثير من المتاعب فمن وجهة نظري أن الزواج أمانة سنحاسب عليها ابتداء من اختيارنا فهل اتقينا الله ونحن نختار؟ وهل حقق الزواج خيرا لمجتمعنا؟
وذات مرة سألني أحد الخطاب عن المواصفات التي أحبها في زوجي مستقبلا فقلت له أن يكون حنونا متفهما لزوجته وأن يشعر بما تشعر به من حزن أو فرح حتى لو لم تبوح به فاتهمني بأنني متسلطة وأننا الفتيات كلنا نشبه بعضنا مع العلم بأنني محبوبة بشهادة الجميع وأحسن التصرف والكلام.
لهذه الأسباب أصبحت أكره كثيرا فكرة الزواج وأنظر له نظرة سلبية جدا وإن كنت لا أبدي ذلك حتى أصبحت أشعر، الآن أنني مزدوجة الشخصية حقيقة منذ صغري وأنا عندي القدرة على إخفاء مشاعري وأفكاري.
أصبحت أميل إلى الارتباط بمن يصغرني سنا ويكون وسيما وبمن هو أضعف مني شخصية أشعر أن هذه الأمور قد تؤمن لي سعادة فأنا الآن لا أريد من يجادلني بل أريد من يشعرني بقيمتي أنا حزينة على تفكيري هذا ولكن لا أستطيع التخلص منه كأنني أريد أن أمتلك هذا الرجل الذي سيكون زوجي وأجعله دائما في صفي يدافع عني ويعطيني ما أريد.
لا أعلم هل شخصيتي هذه نرجسية أم هو حب امتلاك أم أنني حقيقة فقدت الثقة في الرجال.
أرجو منكم مساعدتكم والتعليق على هذه الجزئيات التي ذكرتها وأعتذر عن الإطالة
08/02/2014
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بكِ على موقعنا، أتمنى أن تجدي لدينا الاستفادة، وأن يتحقق لكِ الخير حيث كان ويرضيكِ به.
إن أزمة اختيار شريك الحياة تعبتر مشكلة يعاني منها بعض الشباب والبنات؛ فكل منهما لديه بعض الصفات التي يرسمها في مخيلته ويتمنى أن يجدها في الحياة الواقعية، وفي بعض الأحيان تكون هذه الصفات خيالية لا توجد على أرض الواقع.
من وجهه نظري إن التردد في اختيار شريك الحياة أمر يستدعي القلق، والتردد لأنه مسألة مصيرية ويتوقف عليها القبول والراحة النفسية تجاه الطرف الآخر.
ولكن في بعض الأحيان يكون التردد زائد عن حده، وقد يصل إلى التعالي والرفض لمجرد عدم وجود صفات معينة. فلا تترددي في الخاطب صاحب الدين والخلق إذا جاء، ومن حقك أن تطالبي بحقك في الرضا به، لا بد أن يحصل توافق تام بين الطرفين. فإن الزواج أمر لابد من النظر فيه من جميع النواجي الإيجابيات والسلبيات حتى تستطيعي أن تقيمي العلاقة بشكل صحيح إذا قمتي بتقييم العلاقة بشكل جيد تستطيعين من خلاله أن تحددي إن كنتِ ستتمكني من الاستمرار في العلاقة أم لا.
هذه هي إجابتي على النصف الأول من سؤالك.
أما النصف الثاني وهو التساؤل حول الازدواجية والتسلُّط محير إلى حدِ ما... ما سبب فقدان الثقة في الرجال بصفة عامة؟ هل مرورك بتجارب شكلت لديك هذه المشاعر؟
ولكني على كل حال سأشرح لكِ ما استوحيته من كلماتك:
من الواضح أنك عانيت كثيراً من رجال شديدي التلسط سواء من أحد أفراد أسرتك أو من أحد الخاطبين الذين تقدموا لخطبتك وتحاولي الآن تقمُّص دور الشخصية المتلسطة التقمص هو أحد أنواع الحيل الدافعية اللا شعورية التي يستخدمها الإنسان لحماية نفسه حينما يتعرض لأي نوع من أنواع التهديد النفسي حتى تقومي بحماية نفسك من تصرفات الرجال المتسلطين وتكوني أنتِ صاحبة القرار, المحرك في العلاقة أنت من تقودي العلاقة و لستِ التابعة ومن خلال ذلك تصنعي لنفسك حصن نفسي لحمايتك من أي نوع من أنواع الخطر الخارجي الذي يأتيك من الرجال المتسلطين وليس الحماية فقط، بل تفرضين سيطرتك على الطرف الآخر من العلاقة كما حدث معكِ من قبل.
أرجو منك أن تتابعيني بأخبارك والخاصة بالجزء التالي من رسالتك. قومي بالتوضيح، حتى أستطيع أن أرد عليكِ باستفاضة أكثر من ذلك... وبدون أي تكهن مني.
واقرئي أيضاً:
فرار العرسان
فوبيا الزواج... يعني أعنس؟
الهبوط إلى الواقع: تزوجي يا ابنتي