مجتمعات الدنيا منهمكة في العمل وبالجد والاجتهاد المتنوع الخلاق، وهمومها اقتصادية استثمارية، ذات تطلعات وطنية وربحية، ولا تجد وقتا تبدده بالخيالات.
العمل الجاد المنتج دينها ومذهبها ووطنها، فلا شيء يتفوق على عقيدة العمل.
مجتمعات تزرع وتصنع وتطعم نفسها، وتصدر ما تنتجه للآخرين، وتبني بلدانها وتتفاخر بقدراتها العمرانية وجمال مدنها، وبمصانعها وعزتها ومناعتها، وكلها أسسها العمل المتواصل والاجتهاد المواظب.
مجتمعات تُعلم أبناءها، وترعاهم وتستثمر في طاقاتهم، وتوظفها لبناء القوة الوطنية الواعدة. مجتمعات الوطن للجميع ولكل ما يراه ويعتقده، فلا تقاطع بين ما تعتقده وبين وطنك، فالمواطنة عقيدتها الكبرى، وكل عقيدة دونها بكثير.
المجتمعات الفارغة يتلهى أبناؤها ببعضهم، فينتهكون حرمات كلهم، ويبددون طاقاتهم فيما يضرهم، وكل منهم يدّعي بأنه على حق مطلق، ويتناسى كل مشترك وجامع، ويتردى في مستنقعات الذل والهوان، ويحسب النيل من ابن وطنه انتصارا مبينا.
بها يلهو الزمانُ بلا عيونِ
فيلقيها بظلماء السجونِ
فتخبطها المنايا كيفَ شاءتْ
وتلقيها على جرفِ الظنونِ
فنأكلُ بعضها دون اكتراثٍ
فتاهتْ في دهاليز الجنونِ
واقرأ أيضا:
أرقام وآلام!! / كتابات الذكاء الاصطناعي!!