إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية: الغضب للحق ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 12/02/2009


السائد كغيره من الثوابت التي تحتاج لمراجعة أن الغضب للحق هو صفة من صفات الرجولة كما يقولون، بينما الصفات علميا إنسانية لا هي نسائية ولا رجالية وهناك سيدات بالفعل عرفن كيف يغضبن للحق، ويحضرني الآن موقف المستشارة تهاني الجبالي الواضح الساطع إلى جانب القضاة المطالبين بالاستقلال. ونماذج نسائية كثيرة ضربت المثل في محاربة الفساد والتعذيب والتزوير وحدها دون حماية من مال أو جاه أو سلطان، بل غالبا في وجه كل هذه الأشياء أيضا. لماذا أقول ذلك؟

أقوله لأني ومع بقية العالم شاهدت نموذجا إنسانيا للقوة في الحق متجاوزا حساب المصالح، هو رئيس الوزراء التركي أمام العدسات وعلى الملأ وفي وجه بيريز مباشرة، استوقفني الجانب الإنساني للغضب النبيل، العيون القوية اللامعة الممتلئة ثقة وإيمانا، واحمرار الوجه من الغضب للحق.

وتساءلت، لماذا نحتفل كل هذا الاحتفال برجل لمجرد أنه قال وبكل بساطة كلمة حق؟
الإجابة، لأن كلمة الحق أصبحت نادرة، والشجاعة الإنسانية تمر بأزمة عالمية أسوأ من الأزمة المالية بكثير، وأصبحت كلمة "وأنا مالي" جزءا من تراثنا الاجتماعي. منذ سنوات قليلة كان من المستحيل أن يجرؤ أحد في مصر على التحرش بأنثى في الشارع لأنه يعلم أنه سيجد مائة رجل يأكلونه حيا؛

أما اليوم فما أسهل انتهاك الأعراض أمام السادة الرجال الذي يمتلئ بهم الشارع، وكأن الشارع المزدحم ساعة الظهر هو كالشارع المهجور ساعة الفجر سواء بسواء! وكان آخر موقف تحرش أتعرض له في الشارع الذي أتحاشى السير فيه إلا فيما ندر، اليوم قبل كتابة مقالي كالتالي.. شباب على سنجة عشرة بدل وجينزات مضروبة وجل وموبايلات فوقفت لأول مرة في حياتي متذكرة المخرجة الشابة نهى رشدي التي ربحت قضية ضد متحرش لأهددهم بأن ذلك تحرشا فتلسنوا باستهتار ثم قام بعضهم الآخر بأخذ صور لي بالموبايل.

إن كل ما نلمسه اليوم في بلدنا من معاناة وفساد وتكاسل وتخاذل وأكل للحقوق وضياع للحريات وحتى ضياع مصر هو أننا مشغولون, وعلى رأي الحكومة، بأننا نشبع كلنا، ولا شيء غير ذلك. بطوننا ومزاجنا أصبح هو الأولوية ولو على حساب أرواحنا، وإنسانيتنا. اسألوا ضمائركم يا ناس. هل تم ترويض الرجولة في بلدنا؟ هل لم يعد أمامنا إذا ما افتقدنا الغضب للحق سوى أن نتفرج عليه في التلفزيون؟!

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية: العودة إلى الوطن / اعترافاتي الشخصية يومي في الشوري / اعترافاتي الشخصية: ما يحكمش / اعترافاتي الشخصية: ناس عايزة تفهم / اعترافاتي الشخصية ديمقراطية بال3 / المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي / اعترافاتي الشخصية: وكرهت أني امرأة / اعترافاتي الشخصية في بلاد الرجال / عندما تتحد الملامح وتختلف الثقافة / لماذا لا تبيعون الصحف القومية؟ / دولة الأمن والمحتسبين الجدد / اعترافاتي الشخصية الإسلام دين المساجين / اعترافاتي الشخصية شجاعة مودرن / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مش مهمروح أكتوبر رحلت أم طفشت؟ / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مشاركة / اعترافاتي الشخصية: المسامح كريم.. ولكن / لخبطة العيد في السرير/ وكسبنا القضية يا جدعان / هل لو لبست دبوس.... يعتقلوك؟ / .... طيب تيجي إزاي؟ / الحضري استقال ولم يهرب  / وخرجت حيرتي أشد مما دخلت / اعترافاتي الشخصية: دخل الربيع / كيف تكون شريفا في مجتمع فاسد؟ / اعترافاتي الشخصية: ليس اليوم كالبارحة / اعترافاتي الشخصية: حول بحيرة لومو / راجل جدع وست بتحب الجدعنة / اعترافاتي الشخصية: تراجع دون استسلام / أسوأ من الإحتلال / اعترافاتي الشخصية: لماذا هو اقتصاد شقاء؟ / اعترافاتي الشخصية: عيش ولا دقيق / يا دي النيلة يا دي النيلة.. حكومتنا شعاراتها عليلة / اعترافاتي الشخصية: خفة دمه / ماذا لو أصبحت رئيسة للجمهورية؟ / اعترافاتي الشخصية: وبقميص النوم كمان!! / اعترافاتي الشخصية نعيب زماننا / في انتظار عدالة السماء / في رحاب السلطان حسن / مهرجان مسرح تجريبي وبالمصري تخريبي/ اعترافاتي الشخصية: الورقة الصفراء والتلصص / اعترافاتي الشخصية: نظرية الكفاح المبقوق / اعترافاتي الشخصية: الرجال، والنساء والعزوبية / اعترافاتي الشخصية... أبي / اعترافاتي الشخصية: بيروت تاني / اعترافاتي الشخصية: حكايات الدبوس.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 12/02/2009