السلام عليكم
لأنه دائم السفر، ولا يتعدى مكوثه معنا الأسبوع كل شهر ونصف، ولأنه يأتي ليقضي أغلب وقته مع أهله، ويرجع ليمكث الليل عندنا لم أكن أمانع من نومه مع أبنائنا أو لعبه معهم.
إلا أني اكتشفت بالصدفة أن زوجي يتحرش جنسيا بأبنائي ليلا في أثناء نومي في الغرفة المجاورة! نعم... اكتشفت ذلك صدفة عندما قال لي الصغير 3 سنوات: إن أباه يضع يده في الخلف (الدبر)، لم أصدق في البداية لكن عندما تأكدت جن جنوني وكنت سأتصل بالشرطة لكن أمي خافت الفضيحة.
طفلتي ذات الست سنوات كانت الأكثر إيذاء، إلا أنها ترفض تماما الحديث عن الموضوع، وتظل تبكي بشدة، وعندما أوضحت لها أن هذا حرام وأن عليها أن تنتبه لنفسها زاد بكاؤها، وهي الآن تكرهه بشدة، حتى الكلام ترفضه!.
ماذا أفعل؟ أنام الآن مع أبنائي وأجلس معهم وأضعهم تحت إشراف شديد. ماذا أفعل معه ومع أبنائي؟ هل آخذ ابنتي لطبيبة نساء لأتأكد أنها سليمة؟ دلوني يرحمكم الله قبل أن أجن، وخاصة أن من غير المصدق أن أباً يتحرش بأبنائه.
14/7/2017
رد المستشار
الأم العزيزة أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، أعانك الله على هكذا مأساة، وهداك إلى الطريق السليم، عرفنا من خلال إفادتك أن زوجك هداه الله دائم السفر ولا يمكث معكم زيادة عن أسبوع في الشهر، وهذا يعني أن معاناتك في المراقبة مقصورة على أيام تواجده، ليس هذا بالطبع حلا للمشكلة لكنني أحسب أن لديك وقتا للتفكير والتدبر وكذلك لإصلاح ما فسد في نفسية الأولاد.
السؤال الذي يلح على ذهني هو هل واجهت زوجك بما يفعل أم لا؟؟ وماذا كان موقفه عندئذٍ؟؟ وهل مثلا أقرَّ واعترف بما فعل ووعد بألا يكرره؟ أم أنه فعل ذلك وأظهر ندمه ثم عاود الفعل؟ من المهم جدا أن يكونَ موقفه واضحا لنا يا سيدتي!
ثم لماذا تنامين في غرفة أخرى غير التي ينام فيها زوجك؟ وماذا عن علاقتك الحميمة به؟ هل يطلبك فترفضين أم لا يطلبك أصلا؟ كل هذه أسئلة لابد من الإجابة عليها.
ثم هل يتعاطى زوجك أي نوعٍ من أنواع الخمور أو غيرها من المخدرات؟ وإن كانت الخمر أم الخبائث هي أكثر أنواع المواد نفسانية التأثير ارتباطا بالتحرش بالمحارم أو حتى زنا المحارم، هل يفعل هو ما يفعل بينما هو مغيب العقل تحت تأثير المخدر؟ وفي هذه الحالة يبدأ العلاج بعلاجه من التعاطي الضار أو الإدمان حسب الحالة إضافة إلى حماية الأطفال وتعليمهم كيف يدفعون الخطر عن أنفسهم وهو ما تجدينه منشورا على موقعنا تحت عنوان: كيف تقي نفسك من التحرش الجنسي(1-2)
زوجك إذن يحتاج إلى تشخيص وربما علاج نفساني إذا هو أقرَّ بما يفعل وبعجزه عن منع نفسه من تكراره لأي سببٍ من الأسباب، فإذا لم يكن مستعدا لذلك فإن عليك جديا التفكير في الانفصال عنه وبلا أي خوف من الفضيحة لأن هكذا نوع من أنواع التحرش الجنسي قد يفضي إلى زنا المحارم عندما تكبر البنت أو يكبر الولد.
أما بالنسبة لابنتك أو لابنك فليست أو ليس كل من يتعرض في طفولته لتحرش جنسي أو حتى محاولة اغتصاب يمرضُ نفسيا بالضرورة، وكثيرات من نسائنا الآن كن قد تعرضن لشيء من ذاك في طفولتهن، طبعا تختلف المآلات ما شاء الله لها أن تختلف، فهناك من تصبح عندها خبرةٌ سيئة واعية في ذاكرتها أو غير واعية في مستوى آخر ربما من مستويات الذاكرة البشرية لسنا نفهمه، لكنها تظهر نفورا من الجنس أو قلقا حياله ربما إلى الحد الذي يجعلها رافضة للزواج أو ماثلة أمام الطبيب النفساني ليعالجها من اضطراب الكرب التالي للرض أو كرب ما بعد الصدمة PTSD أو غير ذلك من المآلات، لكنني أكرر ليست كل من تتعرض للتحرش الجنسي أو حتى للاغتصاب تصبح مريضة نفسية.
بالطبع عندما يكون المتحرش هو الأب وعندما يتكرر ذلك فإننا لا نستطيع أن نكونَ متفائلين، إلا أن ما تنوين أنت فعله مع ابنتك ذات السنوات الست يجعلني أقول كلاما مختلفا يا عزيزتي الأم، فعليك ألا تكوني موسوسة بذلك الأمر الذي تعرضت له وأنه يمكن أن يؤثر على عذريتها، فأنا لا أنسى مريضة الوسواس التي كانت تكشف على عذرية ابنتها الصغيرة كلما سدَّ على البنت باب، وفي حالتك خاصة إذا لم تفلح جهود استعادة الثقة بينك وبين زوجك فإن الأمر سيكون مزعجا ومتكررا بالنسبة للبنت، ولا أحسب أنك كتبت لنا إلا لأنك فكرت "أنك أسرفت في الخوف عليها" أو ربما لفتت نظرك إحداهن الله أعلم، لكن حذارِ من أن تستمري كالأمّ الموسوسة.
هناك طريقة نفسية للتعامل مع هذا النوع من الصدمات أو الرضوض النفسية في الطفولة، وما تعرضت له ابنتك قد يسبب رضوضا نفسية لها (وبكل تأكيد يسبب ذلك في حالة تكراره واستمراره)، وأحسب أن استشارة طبيب نفساني حقيقي -لا إليكتروني مثلي- ذي خبرة بالموضوع ـفي حال عجزك عن وقف تلك الجريمةـ ستفيدك إن شاء الله فتابعينا بالتطورات الطيبة.
واقرئي أيضًا:
غشيان المحارم: أبي يتحرش بي وبأختي
صرخة ألم.. أبي يتحرش بي!!
ما ودك تركبي!؟ يتحرش بي أبي!!
بابا يده في مناطقي الحساسة
آثار تحرش: رسالة إلى الآباء والأمهات
مجانين على الشيزلونج: ماما.. أنا حامل من بابا!