أنا مكتئبة دائما
أنا تركت الدراسة منذ 5 سنوات وذلك بعد وفاة أخي الأصغر الذي عانى من مرض خطير وكنت الأكثر معاناة من بين إخوته كما سافرت معه إلى دولة أخرى للعلاج وبعدها توفي وقد أثر ذلك في كثيرا.
ثم أنجبت أمي طفلا آخر ووقتها أصبحت أهتم بكل أعمال المنزل وقد قمت على رعاية أخي الصغير ومنذ ذلك الوقت أصبحت أهتم بكل صغيرة وكبيرة في المنزل فكل شيء مطلوب مني (أعمال المنزل ورعاية إخوتي) ولأن ذلك أصبح روتين الحياة مللت من ذلك وأكبت كثيرا من المشاعر في نفسي وأصبحت دائما مرهقة ومتعبة نفسيا وفي لحظات الغضب أقول لإخوتي كلاما لا أريد أن أقوله وبعد ذلك أعود وأتأسف لهن مع العلم أنهن أصغر مني.
مع أن عمري 22 سنة لا أهتم بنفسي كثيرا ولا أهتم بمستقبلي الشخصي فاهتمامي بإخوتي هو كل حياتي مع أنني أعلم أنهم عندما يكبرون سيهتم كلا منهم بحياته إلا أنني لا أستطيع أن أفكر بأن أرتبط بأحد وأتركهم فأنا متعلقة بهم بشدة ومجرد ذكر الخطوبة أعاني من قلق واضطرابات وتصيبني قشعريرة وأصبحت حساسة جدا فأي كلمات تؤثر في وتزعجني.
ويوميا أنهض في الصباح وعندما أرى أعمال المنزل وكل أمور المنزل علي أشعر بالإحباط فأعمل ببطء وأحس دائما بآلام في جسمي وأشعر برغبة دائمة في البكاء، وكما أنني لا أخرج كثيرا من المنزل كما أنني عندما أضطر للخروج أشعر بتعب نفسي وقلق ودائما أفكر في المنزل مع أنني أعلم أن أمي في المنزل، وعندما نذهب إلى السوق نشتري ملابس لإخوتي وأخواتي ولا أفكر أن أشتري ملابس أو حاجيات لي مع العلم أن والدتي تطلب مني أن أهتم بنفسي وأشتري لي إلا أنني أرفض، كما أنني لا أثق بنفسي كثيرا فأعمل أعمالا حسنة والكل يشهد بذلك إلا أنني لا أثق بأعمالي حتى أستشير الآخرين، كما أنني لا أهتم بمظهري ولا أعتني به وأحس أنني أقل من الآخرين في كل شيء، أعاني من مشكلة أنني أحيانا تأتيني نوبة خوف وبكاء وصراخ شديد ولا أرتاح حتى آخذ مهدئا وأشعر بالرغبة في الخروج من المنزل ويحاول والدي ووالدتي مساعدتي على الخروج من حالتي النفسية السيئة ولكنهم لا يستطيعون.
علاقتي ممتازة بإخوتي فأنا بالنسبة لهن كالوالدة كل شيء يسألنني عنه ويستشرنني فيه ويردن مني أن ألبس وأهتم بنفسي مثلما يفعلن إلا أنني لا أستطيع، أرجو مساعدتي؟؟
12/1/2018
رد المستشار
الابنة العزيزة المرابطة (فأهلنا في فلسطين في رباط دائم)،ماذا أقول لك، أنت أولا كبرت قبل الأوان وأحسب هذا حال كثيرات وكثيرين في الحبيبة فلسطين، أنت يا ابنتي مكتئبة وليس هذا بخبرٍ جديد فعلامات الاكتئاب وربما عسر المزاج وربما الاكتئاب المختلط ببعض مظاهر القلق واضحة عليك، ومنذ زمن، وأهلك يحاولون إخراجك من تلك الحالة النفسية السيئة، فما هي محاولاتهم تلك؟
أعرف أن كثيرين من الأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين موجودون وناشطون في فلسطين فأين هم من محاولات أهلك؟ أحيانا يا ابنتي لا تكفي النوايا الحسنة وأحيانا لا تكفي الجهود الطيبة حتى ما لم تكن موجهة في الاتجاه الصحيح، أقصد مرةً أخرى محاولات أهلك إخراجك من الحالة النفسية التي يعرفون أنها سيئة!
أنت تشعرين بكثير من عدم الجدارة رغم أنك رائعة الأداء أسريا وتشعرين بعدم الثقة بالنفس رغم أنك كنت من النضوج بما يكفي لتصحبي أخاك المريض رحمه الله وذلك منذ سنوات خمس حيث سافرت معه إلى دولةٍ أخرى، وكل هذه علامات على تعاظم الأفكار السلبية داخلك عن نفسك، وهو ما يعني ضرورة العلاج معرفيا وربما عقَّاريا حسبما يترائى لطبيبك المعالج واقرئي عن العلاج المعرفي للاكتئاب:
العلاج المعرفي للاكتئاب (1-17)
ومن الواضح جدا أنك لا ترين شيئا إيجابيا لا في ماضيك ولا حاضرك ولا بالطبع مستقبل أيامك وهذا نسميه المثلث المعرفي للاكتئاب، نصيحتي أن تسارعي بالحركة فليس صحيحا ولا آمنا أن تستمري في تناول المهدئات من تلقاء نفسك أو بنصيحة صيدلاني أو غيره عليك أن تفاتحي أهلك في أمر حاجتك للعرض على طبيب نفسي وتابعينا بالتطورات الطيبة.