ما الحل ؟
أولا: أريد أن أعرف عن حالي.. أنا شاب عمري ٢١ تربيت تربية صالحة ولكن حصل معي موقف فيه القليل من الشذوذ حيث كنت أمارس له العادة السرية فقط لا غير وكان مع ابن خالي حيث بدأ مع أخي ثم معي كان يغرينا بأشياء كثيرة وكنا أطفال بعمر الـ 14... كبرت تقريبا ليس لدي أي شهوة شاذة ولكن تعلمت منه ممارسة العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية جدا..
كلما أكبر تطورت هذا الأمر حتى دخلت في مواقع سيئة تعرض الأفلام الإباحية عن المحارم وحتى قرأت قصص كثيرة ولكن أعلم أن هذا خطأ كبير ليس عندي الإمكانية أن أتزوج حاليا بحكم عندي مستقبل لابنيه وأريد أن أكمل دراستي... أريد الحل للتخلص من هذه الأمور التخلص من الأفكار هذه عندما أسأل مشايخ يقولون صبر فقط وهذا كلام لا أفهمه أريد حل منطقي أرجو المساعدة أريحوني من هالبلاء... كل الاحترام والتقدير لجهودكم.
17/2/2018
رد المستشار
الابن السائل:
أود لو أجمع استشارات المهجر لتكون متاحة للاطلاع والبحث، ولتكون بمثابة نواة لدليل يسترشد به أهلنا هنا، وهناك.
هذه الأوطان العربية منتهية الصلاحية تحولت الحياة فيها إلى جحيم أرضي كامل وخرج منها الناس أفواجا، لكنها ما تزال تعشش في رؤوسهم، ونفوسهم، وحياتهم، مستمسكين بالبؤس المقيم العميق، والجحيم الأرضي، وكأن الاختيار هو بين دوام البؤس كعلامة على ثقافة شرقية مختلفة ومتخلفة، وبين الذوبان الكامل والاضمحلال كما في حالة الأجيال التي تولد، وتتربى، وتتعلم في الأرض الجديدة!!
ووددت لو أزور العرب في مهجرهم لأتحاور معهم، ولعلنا نجد معا أن الحياة أرحب، وأصل ديننا وثقافتنا أوسع، وليفهموا أنهم يدفعون أبناءهم وبناتهم دفعا إلى الكفر بهذا الدين، وهذه الثقافة المظلومة ممن يحملونها، ولا يفهمونها، وهم أيضا يعيشون في بلدان جديدة لا يعرفون تاريخها ولا ثقافتها.
أنت تربيت – مثلنا جميعا – في بيئة محافظة لا تكاد تلتفت إلى أن للإنسان احتياجات نفسية وجسدية لا ينبغي التباطؤ في إشباعها، فضلا عن إهمالها كلية كما يحصل في حالة كثيرين، وفي غياب الإشباع تنبت الانحرافات، وتتنوع!!
إذا كان مفهوما أن يتأخر الإشباع أو تتوارى الاحتياجات في أوطان الغيبوبة، والحرمان، وقلة الفقه، وخلل النظام الاجتماعي فما هي مبررات أن يستمر في سياقات أخرى لا تعرفه؟! بل تبالغ في الإشباع!!
ما هو الزواج الذي لا تستطيعه؟!
الزواج عندنا – نحن العرب – يعني إنفاقا باهظا بلا عقل، ولا معنى، ولا أصل شرعي، ولا رشد عقلي!!
في ثقافة البلد الذي تسكنه تنتقل الفتاة للإقامة مع الشاب أو العكس بدون أية تكاليف إضافية، ونعتبر نحن أنها رخيصة، وأن الشاب لابد أن يطفح الدم ليتزوج!!
منظومة الزواج عندنا ماتت وتعفنت وصارت مثل شبكة بالية تئن من كثرة التسريب، ومعدلات عالمية في الطلاق، والخيانة الزوجية، والتعاسة، ونحن ما نزال نصر على نفس الأشكال والتقاليد، ونفس الفشل – بل ونحمله معنا إلى المهجر ليستمر الجحيم، ويستدام البؤس!!
أفتى مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة منذ ما يزيد عن عشر سنوات بجواز أن يتزوج الشاب والفتاة في عمر العشرينات مع إقامة كل منهما في بيت أهله، ويلتقيان في بيت أحدهما، أو في مكان إقامة لقضاء بعض الوقت معا، وممارسة الجنس – كما يفعل الأجانب في نظام البوي فريند، والجيرل فريند – مما شجع البعض على تسميته هذه الصورة – "زواج فريند"!!
إذا كان أهل أوطان الحرمان ما يزالون يصرون على تقاليدهم وأعرافهم ستجد غيرهم من أهل آسيا، وأوربا، وبقية بقاع العالم ممن يقبلون الزواج – فريند!!
في نفس الفتوى رخصة بشكل آخر من الزواج منخفض الأعباء وهي الصورة التي تسمى "المسيار"، وبالنسبة لك تتيح أمامك هذه الصورة الارتباط بامرأة أكبر سنا وليها بيت، وبقية مقومات الحياة، ويكون الاتفاق واضحا على فترة الزواج طويلة أو قصيرة، والأجانب لهم تحديدات واضحة في توصيف طول العلاقة المزمع عقدها دون تحديد دقيق لليوم أو الساعة، وهذا التحديد المرن يخرجنا من حرمة الزواج المؤقت على مذهب القائلين بذلك، وهم أغلب فقهاء السنة.
أعجب لمن يقيم في بلاد الانفتاح العقلي، والمرونة التي تصل إلى الانحلال الجنسي ثم هو ما يزال يشاهد أفلاما إباحية، أو يمارس العادة السرية، ويصرخ لنريحه من هذا البلاء!! أو أولئك الذين ينصحون بالصبر، والصوم، بوصفه الدواء الوحيد، وسبيل قمع الشهوة!!
مشايخك الذين تسألهم يبدو أن معرفتهم متواضعة، وبضاعتهم من فقه الواقع والفتاوى التي تناسبه بضاعة محدودة لأنهم ما يزالون يفتون نفس فتاوى أوطان القهر، والبؤس، والحرمان بينما يعيشون في ظروف مختلفة تتيح الفرصة أمام اختيارات أوسع، وأرحب!!
وإن كنت أتفق معهم في أن قلة خبرتك بأمور العلاقات، وإدارة حياة أسرية فما يخطر معه ببالهم أن ينصحوك بالصبر!!
أنا أتفق أن اندفاع الشباب يمكن أن يدخل بك في مغامرات غير محسوبة جيدا، ولكن من ناحية أخرى كيف ستتعلم دون أن تخوض تجربة؟!
أمامك فرص إقامة علاقات في أحد إطارين شرحت لك عنهما، يمكنك تعميق الاطلاع لتفهم أكثر، والفهم السليم يقي المصارع!!
يظل عندي ملاحظتان:
- الأولى: أن الزواج الذي أنصحك بأشكال له هو زواج منخفض الأعباء، والتكاليف، والمشاغل، وبلا إنجاب حاليا، ولفترة قد تطول، وقد تقصر، وينبغي الاتفاق على هذا والحرص بشأنه، ويمكنك معه الدراسة، والعمل.
- الثانية: أن العلاقات هي علم وفن لم نتدرب عليه في أقطارنا، ولذلك نفشل محليا، ويحمل التاريخ ذكريات مؤلمة عن فظائع ارتكبها مهاجرون سابقون استباحوا أعراض بنات الغرب بسبب الفجوة الحاصلة في عقولهم بين جهلهم بأصول ثقافة فقه العلاقات في الإسلام، وأصول ثقافة الحرية الجنسية في الغرب التي تختصرها عقولنا الكليلة في كلمة واحدة هي: الانحلال، ووضع المسألة ليس بهذه البساطة.
سأكتفي بهذا الرد عليك مع إدراكي أنه ليس كافيا، ولكنني أيضا لا أطمح إلى بناء تصورات جديدة، مع نقد القديمة في عقل شاب يبحث اليوم عن موطئ قدم في ملاذ جديد بعد أن ترك عالمه المعتاد!! رسالة واحدة لا تكفي!!
أرجو أن تعطي هذا الموضوع بعض وقتك لتستوعب أكثر تفاصيل مهمة حول ما ذكرت لك هنا رؤوس عناوينه، وسأنتظر نتائج بحثك، وتأملاتك، والسلام.