اضطراب الهوية الجنسية
السلام عليكم
أنا متزوج وعندي ثلاث من الأولاد ابني البكر عمره 13 سنة وابنتي 10 وابني الثالث 8
قبل فترة لاحظت على ابني الكبير (موضوع السؤال) نوع من الانعزال وقد أرجعت ذلك إلى شغفه باللعب على الكومبيوتر.
وقبل سنة تفاجئت به يطلب أن يتكلم معي لوحدنا فأخذته وجلسنا وحدنا وبعد كثير من التلعثم أفادني بأنه يحس أنه ليس كما يبدو عليه أي أن كل عقله يقول له أنه أنثى وأنه يعاني من هذا الشيء.... قلت له أنها مرحلة تحول محاولا التخفيف عنه وأنها مرحلة نمو يمر بها أحيانا خصوصا في سن المراهقة
وأن هذا الأمر سيزول مع الوقت. مع أنه من الناحية الفسيولوجية سليم 100/100
وبعد فترة كلمته مرة ثانية في الموضوع ومازال يصر على ذلك
وقد سألته هل يحس بالراحة مثلا إذا لبس لباس النساء مثلا فأجاب بالنفي
هل يحس بالراحة مثلا إذا ناديته باسم مؤنث فأجاب بالنفي
ولاحظت من خلال شرحه وكلامه معي أن عنده كل المعلومات اللازمة عن اضطراب الهوية الجنسية.
فطلبت منه أن نراجع دكتورا نفسيا
بماذا تنصحونني؟
12/6/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ما يحدث معك حول تصريح ابنك يحدث مع الكثير من أبناء العائلات في سن المراهقة هذه الأيام. الصراحة هي التي لا يقبلها الكثير بأن مصدر هذه الفكرة في غالبية الأحيان هو الإنترنت، ورغم ضغوط البعض لتشخيص اضطراب الهوية الجندرية في سن مبكر وعلاجها مع رغبات المراهق فإن مثل هذا الطريق نهايته كارثة في الكثير من الحالات.
لا يميل المراهق إلى العزلة بدون سبب، ولا يتمسك بفكرة ما بدون سبب، ولا يشك في هويته الجندرية بدون سبب. لذلك فإن الخطوة الأولى هي أن تتعرف على ابنك المراهق وتتكلم معه بصورة منتظمة حول بيئته المدرسية وعلاقته بأقرانه والأزمات التي يمر بها. رغم أن لا أحد ينكر وجود اضطراب الهوية الجندرية، ولكن في الكثير من الحالات وخاصة في هذا العمر هذا التصريح مجرد جدار صلب تختفي خلفه أزمات نفسية ووجودية وبيئية.
الحقيقة الأخرى ومن زاوية نفسية ديناميكية بحتة، فإن تصريح ابنك بهذه الأزمة هو قوله لك: "أنت لا تعرفني....... بل ولا حتى تعرف ما هي هويتي الجنسية".
تقرب إليه وتحدث معه وكن صديقاً له وساعده في حل أزماته. فترة المراهقة مرحلة حرجة مشحونة بالقلق وما يحتاجه المراهق هو المساندة العائلية.
أشرت أعلاه إلى أن أزمة الهوية الجندرية أشبه بجدار صلب يحجب أزمات المراهق. فتح هذا الجدار والتعرف على الأزمات يساعد الكثير منهم في هذه المرحلة. دون ذلك وبعد عدة أعوام يتم إغلاق هذا الجدار بأقفال محكمة لا يمكن فتحها.
ليس هناك ما يمنع عرضه على طبيب نفساني لليافعين. لكني بصراحة أفضل أن يكون معالجه وزميله أنت فقط في هذه المرحلة.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>> : الآباء والهوية الجندرية والتحول الجنسي م