سمات شخصية حدية ..... عقار ومراجعة طبية
نوبات الفرح والاكتئاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على الرد علي في رسالتي السابقة، لقد تم نشرها بعنوان سمات شخصية حدية.. عقار ومراجعة طبية
بالنسبة لنوبات الفرح والاكتئاب، فخلال الأشهر السابقة كان مزاجي متقلباً خلال اليوم الواحد، أي أنني يمكن أن أكتئب في الصباح ثم أكون طبيعية في المساء أو سعيدة، ولكن منذ حوالي أسبوعين جاءتني نوبة مستمرة من الفرح ظلت معي حوالي أسبوع، كنت أشعر بسعادة غامرة وأنني أحب كل من حولي، لا شيء يستطيع تعكير مزاجي على الإطلاق، وقد كان هذا الأمر غريباً لأنه لم يحدث أي حدث معين يجعلني في تلك الحالة، بل وعلاوة على ذلك فقد كنت في فترة امتحانات وضغط شديد في المذاكرة، لذلك لم يكن مزاجي ملائماً للظروف أبداً إلا أنه كان أمراً ممتعاً
كانت تأتيني أفكار كثيرة لأشياء أود فعلها، أخطط لمستقبلي، وأجده جميل ورائع، كما سيطرت علي فكرة تجربة أشياء مجنونة، كان لدي حماس شديد جداً جداً لتنفيذها ولكن لم أقم بتنفيذ أي شيء نظراً لانشغالي وكنت أحارب تلك الأفكار لكي أستطيع التركيز في المذاكرة مما جعل تركيزي مشتت وصعب.
لقد أخبرني الطبيب أن ما مررت به هو euphoria وهو لا يعني إصابتي بالهوس، فهل ذلك من أعراض مضادات الاكتئاب وليس أمراً مقلقلاً؟؟
بالنسبة للاكتئاب فقد عاد لي بعد انتهاء نوبة الفرح ولكنه ليس مستمراً أي قد أكتئب يوماً ثم أكون عادية في اليوم التالي بدون سبب،
كذلك كثيراً ما يأتيني الاكتئاب خلال الصباح ثم يزول، ولكن يمكن لأي حدث بسيط أن يدخلني في مود الاكتئاب الشديد،
فلا أحتمل أي شيء خلال هذه الأيام .
5/7/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، أهلاً ومرحباً بك على شبكتنا، ونحن نقدر تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا
رسالتك هذه المرة واضحة جداً، ولاشك أنك لاحظتي أن الحالة التي حدثت لك بعد تناولك لمضادات الاكتئاب (الاسيتالوبرام والميرتازيبين) وزوال الاكتئاب، الحالة قطعًا هي حالة انشراحية، وظهور هذه الحالة لمدة أسبوع كامل هو دليل قاطع أنك تعانين من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثانية (النوع الاكتئابي)، وفي مثل هذه الحالات تنتاب الإنسان نوبات من العصبية والقلق والاكتئاب تعقبها نوبات من الراحة النفسية، وربما بعض الانشراح البسيط، مثل هذه الحالات لا يستبعد مطلقاً أن يشخصها بعض الأطباء بأنها حالات اضطراب وجداني أحادي القطبية بمعنى أن النوبات هي اكتئابية فقط، ولكن ما ذكرته من ارتياح فوق المعدل العادي لمدة أسبوع يجعل التشخيص الأول هو الأقرب
حقيقة هذا الموضوع الآن أصبح يشغل بال الكثير من الأطباء، حيث أن عدداً لا يُستهان به من المرضى تم علاجهم على أنها حالات اكتئاب نفسي أحادي القطب، واستجابتهم لمضادات الاكتئاب لم تكن جيدة أبدًا، وبعضهم ظهرت لديه بوادر التغيير التام مثل ما حدث في حالتك، وهذه الحالات قطعًا ثنائية القطب وليست أحادية القطب، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب ليس شريحة واحدة أبدًا، فهنالك حالات بسيطة جدًّا قد لا يلاحظها إلا صاحب العين الخبيرة والبصيرة، وهنالك حالات قد تُشابه الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة البسيطة مثل: تقلب المزاج العادي، أو اضطرابات الشخصية، وعدم استقرارها في بعض الأحيان، وهناك شخصيات كالشخصيات الحدّية أو الشخصية الوسواسية القلقة، أو الشخصية المندفعة وجدانيًا، وهذه جميعها ظواهر نفسية لا يمكن أن نتجاهلها، ولكن -والحمد لله تعالى- فحالتك كانت بالظهور والوضوح الذي يجعلني وبصورة فطنة ألتفت إلى أنك بالفعل تعانين من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة البسيطة
كما أرى أيضاً– من خلال وصفك لحالتك – أنك من الأشخاص الذين يكون قطبهم الاكتئابي هو الأكثر رسوخاً، والذين قد يُصبح لديهم نوع من التطبع مع هذا القطب الاكتئابي، ويسايرون حياتهم على هذا النمط، وهذا ما يفسر شعورك المستمر بالضيق والاكتئاب وتعكر المزاج، هنالك أيضاً إجماع تام أن الهوس المصاحب – كمكون للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية – لا يعني أبدًا أن الإنسان فعلاً منشرح، ربما يكون هنالك ارتفاع في المزاج، لكن سرعة الغضب، وسرعة الانفعالية، وتعكر المزاج يأتي حتى في وسط نوبات الهوس، ونشاهد هذا كثيراً، فهذه الحالات لا تخلو من شيء من نوع من الاختلاط، أعراض من هنا ومن هناك، لكن الإنسان قطعاً يستطيع أن يتجاوز أعراضه هذه بالالتزام بالعلاج، وكذلك من خلال الإصرار وتحسن الدافعية والفكر الإيجابي
ابنتي الكريمة: في مثل حالتك يكون استعمال مثبتات المزاج هو القرار السليم؛ لأن مثبتات المزاج هي أصل العلاج في هذه الحالات، كما أن مضادات الاكتئاب لا يُنصح بها، حتى وإن دخل الإنسان في حالة اكتئابية شديدة، المدرسة الأمريكية النفسية -على وجه الخصوص- تحتم على هذا الأمر، لدرجة أنها توصي بعدم استعمال مضادات الاكتئاب مطلقًا، أما المدارس الأوروبية والمدرسة الإنجليزية فتؤيد استعمال بعض مضادات الاكتئاب مثل: عقار (ويلبويترين) مثلاً بجرعات صغيرة، وتحت المراقبة الطبية، كما تُشير الدراسات الآن إلى أن أفضل الأدوية في حالتك هو عقار (دباكين) أو (لامتروجين) يُضاف إليه عقار (سوركويل) والذي يعرف علميًا باسم (كواتبين)
ابنتي الكريمة: توقفي عن تناول مضادات للاكتئاب، وتناولي الرزمة العلاجية الدوائية المناسبة لحالتك وهي الدباكين أو اللاموترجين، بالإضافة إلى السوركويل، وأنا على ثقة تامة أن حالتك – إن شاء الله تعالى – سوف تتحسن، كما أتوقع أن يتحسن مزاجك، ويتحسن نومك
بجانب العلاج الدوائي لابد أن تنظري إلى الآليات العلاجية الأخرى مثل: ممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، ممارسة تمارين الاسترخاء، الترفيه عن النفس، وأن تنامي مبكرًا؛ لأن النوم الصحيح يؤدي إلى الاسترخاء والترتيب الإيجابي بالنسبة لخلايا الدماغ، وهذا قطعاً يكون له نتائج إيجابية كبيرة على صحتك النفسية
أسأل الله تعالى أن يشفيك، والله الموفق،،،
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك على موقع مجانين وتابعينا بأخبارك
ويتبع >>>>>: سمات شخصية حدية ..... عقار ومراجعة طبية م1