هل ما لدي وسواس قهري؟
السلام عليكم تحياتي لموقع مجانين ولكل العاملين فيه وأثمن لكم جهودك الجبارة في مساعدة الآخرين والتخفيف من معاناتهم وآلامهم ؛
سوف أبدأ بطرح مشكلتي منذ أن كنت صغيراً حيث أعتقد أن المشكلة بدأت من هناك، كانت طفولتي طفولة عادية حالي حال الأطفال الآخرين ولم أعاني من أي مشكلة تذكر......،
بعمر الحادي عشرة رأيت موقف تحرش جنسي لأحد أصدقائي من قبل أحد الوحوش البشرية، بعد هذا الموقف تولد عندي خوف شديد من أن يتم التحرش بي كما حدث لصديقي، بدأت أخشى من الآخرين كنت أفسر كل نظرة نحوي بأنها إشارة خطر، كنت أتجنب أن أبقى مع أحد في مكان لوحدنا خوفاً من أن أتعرض للتحرش.
الكل أدخلتهم في دائرة الشك ما عدى عائلتي فهي الملاذ الوحيد الذي كنت أشعر فيه بالأمان والطمأنينة (علما أن ترتيبي بين الأسرة كان الخامس بين ثمانية أخوة وثلاث أخوات) والعجيب أن صديقي الذي تم التحرش فيه لم يتعامل مع هذا الموقف بمثل معاملتي، وإنما استمر بممارسة حياته بشكل طبيعي!
وأما ما زاد الطين بله فهو انخراطي في العمل كوني كنت من أسرة متوسطة الحال وكانت الظروف المعيشية صعبة جداً في العراق لأن البلد كان تحت الحصار الاقتصادي الذي فرض عليه وكان يجب علي أن أعين والدي في العمل، فقد دخلت عالماً جديداً يسوده البالغون وتتعدد فيه الشخصيات والاتجاهات الأمر الذي زاد من خوفي من أن يتم التحرش بي، فأخذت بإهمال مظهري كإجراء احترازي لأنفر الآخرين عني، كانت أياماً صعبة جداً فقد كنت أبكي في الليل وحدي لأن هذا الهاجس المرعب كان يؤرقني ويؤذي قلبي الصغير، استمر هذا الهاجس يطاردني حتى عمر الخامسة عشر
وأضيف إلى هذا الهاجس هاجس الخوف من المرض فلقد كنت دائماً أخشى من المرض وأفسر أي عارض ولو كان بسيطاً بأنه دليل على مرضي وعندما كنت أذهب إلى المشفى يقول لي الطبيب أنني لا أشكو من شيء، بعمر السادسة عشر تخلصت من هاجس التحرش ولكن بقى داخلي بعض الخوف الذي كان يجعلني أشعر أن الآخرين يراقبونني وينظرون لي نظرة جنسية لذلك كنت أتحاشى لبس الملابس الضيقة والتي أعتقد أنها ربما تكون مثيرة (كنت أحسد أصدقائي إذ لم تكن تسيطر عليهم هذه المخاوف وكانوا يعيشون حياتهم بشكل طبيعي يلبسون ما يشاؤون ويذهبون حيث يشاؤون دون خوف أو توجس وإلى الآن يخالجني هذا الشعور وأنا بعمر الثامنة والعشرين)
هاجس المرض بقى يأتي حينا ويذهب حينا، بعمر الثامنة عشر أستطيع أن أقول أن هاجس المرض قد اضمحل وولى ولكن شعوري أنني مراقب من الناس وأنهم ينظرون إلي نظرة جنسية بقي لكن بشكل محدود لكن هذا الشعور كان رابضا بداخلي وأشعر به.
بعمر العشرين وعند دخولي الجامعة أصبحت أفكاري مشوشة وكان التردد يسيطر علي ويضرب بقوة فكنت مترددا هل أكمل كلية العلوم أم أذهب لكلية التربية، هذا التردد جعلني أتخلف سنة كاملة عن الدراسة الجامعية، السنة التي بعدها هذا التردد كان لا يزال يسيطر علي وذهبت سنة ثانية لم أذهب فيها إلى الجامعة وبعدها خفت همتي وسيطر علي التردد وأصابني الضعف والإحباط ولم أكمل الدراسة الجامعية.
بعمر الثالثة والعشرين اتجهت إلى العمل فوجدت فرصة عمل جيدة وعملت فيها، بعد سنتين من العمل الناجح بدأت أشعر أن العمل يسبب لي أضراراً صحية كون العمل كان يحتوي على لحام الحديد فقد كنت أعتقد أن أبخرة اللحام كانت تسبب لي المرض وكنت أشعر بألم أسفل بطني وبعد مراجعة عدة أطباء أكدوا لي أنني لا أشكو من شيء، كنت أتغيب كثيراً عن العمل لهذا السبب.
عندما كنت لا أذهب إلى العمل تسيطر علي حالة من اليأس وأعزل نفسي عن المجتمع وأتخوف من مواجهة المجتمع معتقداً أنهم ينظرون لي نظرة دونية ويعتبرونني متكاسلاً بعدم ذهابي للعمل وجلوسي في المنزل، كنت أبقى جالسا في المنزل لمدة أسبوع، ومن ثم ازداد مكوثي في المنزل لمدة أسبوعين، وها أنا الآن قد أنهيت سنة كاملة بدون عمل، ............
جالس في المنزل التردد يسيطر علي والوساوس تنخر أفكاري، فكرت في فتح عدة مشاريع لكن التردد والخوف يمنعانني فأنا بطبيعتي أحسب ألف حساب لكل أمر أقدم عليه وأسعى للمثالية في عمل الأشياء وأدقق في الأمور غاية التدقيق لدرجة أن التفكير الزائد بالأمور يقعدني ويثبط همتي ويتعبني نفسياً لدرجة أني أصرف النظر عن هذا الأمر لكي أريح نفسي من التفكير فيه.
ازداد تفكيري بالأمور كثيراً في الأربع سنوات الأخيرة فأنا لا أفوت أمراً ولا موقفاً إلا وأفكر فيه ملياً وأضخمه وأجعل منه قضية كبيرة، ذهبت إلى أحد الأطباء النفسانيين وقد شخص حالتي وهو أنني أعاني من الوسواس القهري (مع العلم أن والدي أيضاً يعاني من الوسواس القهري) وصف لي علاجين هما Anafranil 25 وSertraline 50 mg وأوصاني أن أغير من طريقة تفكيري وأن أعقلن الأمور، لكني خائف من أنني إذا ما أخذت العلاج ربما يتسبب لي بآثار جانبية أو يغير من شخصيتي، أنا بطبيعتي حذر ومتردد وإلى الآن لم أجرؤ على تناول العلاج، الطبيب أكد لي أن العلاج ليست له آثاراً جانبية كبيرة لكن رغم هذا لا زلت متخوفاً من تناوله،
هذه قصتي باختصار
وأرجو منكم حضرتكم الأطباء والمستشارين أن تساعدوني فالله وحده يعلم ما أعانيه ولا أعرف ماذا أفعل.
1/8/2018
رد المستشار
الابن الفاضل "حسام توفيق" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
تخاف من الآثار الجانبية للعلاج وحقيقة لا توجد آثار جانبية مخيفة وكلها عابرة وبسيطة إن شاء الله، أما خوفك من أنه قد يغير شخصيتك فدعني أفاجئك بدعوتي بالمصري "يا ليت يا حسام أفندي يا ليت".... إحدى عوامل التدهور الأساسية في حالتك فضلاً عن اكتئابك ووسوستك هي سمات الشخصية المضطربة التي هي غالباً تضم سمات من النوع الزوراني Paranoid الشكاك ! وسمات من النوع القسري )الوسواسي القهري) الخواف Fearfull... وهي للأسف لن تتغير فقط بما وصف لك من عقاقير.
أشك في أن طرحك لحالتك من وجهة نظرك كما سطرته إلى مجانين هو ما أوصلته للزميل الذي عاين حالتك ... ربما لأنك لم تحكي له شيئاً بالأصل تخوفا منه... أو اكتفيت بأن ذكرت وسوستك الأخيرة التي أقعدتك عن العمل وحكيت فيها –والله تعالى أعلى وأعلم- بداية من (بعمر الثالثة والعشرين اتجهت إلى العمل) ... واشتكيت من مخاوف مرضية وسواسية وأعراض جسدية، وانقطاع عن العمل، ثم وسوسة واكتئاب... حتى وصلت إلى أن والدك كان مريضاً بالوسواس القهري ...
هكذا تصبح الحالة وسواس قهري صافي ويصبح العلاج بسيرتراين وكلوميبرامين كافياً ...ربما لم تتح لك الفرصة لتحكي كثيراً لأن الطبيب وقته محدود خاصة وأنه أوصاك (أن أغير من طريقة تفكيري وأن أعقلن الأمور) أي أنك لم تتكلم كثيراً، الله أعلم بما كان.
هذا التدفق الزوراني الوسواسي الرهابي الاكتئابي (الذهاني؟) المستمر معك محتلاً تفكيرك ومضخماً مخاوفك ومكبلاً لعلاقاتك ولمظهرك منذ الحادية عشرة من العمر حتى الآن .... لابد أن يكون تعبيراً عن اضطراب أعمق وأشمل من اضطراب وسواس قهري.
رد فعل الصديق لرؤية التحرش بصديق في عمر 11 سنة لابد أن يكون خوفاً وغضباً وألماً شديداً وربما لجوء للاحتراز كما حدث معك لأشهر وربما سنة أو سنتين... لكن استمراره معك حتى الآن لا يفسره الوسواس ولا الرهاب إلا أن تكون كتمت كل هذا الخوف والتحاشي والاحتراز وإهمال المظهر سراً في نفسك حتى هذا اليوم... وهذا غير منطقي ولا واقعي... نحن أقرب للخوف الذهاني هنا وليس للخوف الوسواسي ولا الرهابي يا أخي "حسام".
ثم بعمر الثامنة عشر هدأت حدة مخاوفك وإن بقيت رابضة داخلك... وأمضيت سنتين كانتا من الأفضل نوعا ما في حياتك، لكنك في سن العشرين تعثرت مرة أخرى مشوش التفكير متردداً (ربما بشكل وسواسي) وشاردا ومكتئباً –ومسوفا على الأغلب- حتى فقدت القدرة على مواصلة دراستك الجامعية، وأطبق الاكتئاب أنيابه عليك.... حتى قدر الله ذهابه.
وبعد سنوات ثلاث بدأت العمل واستمر الهدوء والإنجاز سنتين ثم بدأ ما حكيته لطبيبك، فقد دخلت أعراض الاكتئاب الجسدية فضلا عن أعراض القلق الجسدية ... وتداخل الانقطاع عن العمل مع الاكتئاب مع أعراض الوسوسة الفكرية الشديدة المقعدة عن أي مجازفة بالبدء في مشروع أو عمل، ثم في الأربع سنوات الأخيرة أصبحت توسوس بالتفكير في كل تافهة صغيرة لتجعل منها كبيرة.
من فضلك يا "حسام" عد إلى الطبيب النفساني واحكي له ما قصصت لنا على مجانين أو أعطه عنوان الصفحة على هاتفه واستحلفه أن يقرأ .... بعدها تناول ما سيصفه لك من عقاقير وتابعنا.
أو تناول عقاقيرك التي وصفها الزميل وزد عليها عقار أريبيبرازول بجرعة أفضل أن تدرجها من 2.5 مجم تضاعف كل 4 أيام حتى تصل إلى 10 مجم.
ودائماً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات .