الوسواس والإرهاق النفسي
السلام عليكم... أنا منى، طالبة آخر سنة ثانوية توجيهي. خلال الأشهر الماضية صارت معي قصص وأحداث كتيرة تعبتني نفسياً وأثَّرت عليَّ، بس مع هيك تجاهلت قد ما بقدر، وحكيت أدرس لأنه السنة هي سنة مصيرية بالنسبة لي، بس قبل فترة تعبت كتير ونفسيتي صارت زي الزفت، وأحلم بشغلات غريبة وكوابيس (وأي شيء أنا بخاف منه يجيني على شكل كابوس)، واللي زاد الوضع إنه أخوي بضل يراقبني عشان بفكرني بحكي مع حد ومن هالحكي، ويوقف على الشباك وعلى البيبان، وأنا قرفت حالي منه، صار نفسي بس أموته وأرتاح.
مش قادرة أدرس ومكسور عليَّ دراسة كتير، بحاول بس بحفظ كلمة وبنساها، بدرس شوية ولما أجي أحل زي كأني أول مرة بشوف المادة، مش عارفة أنجز بدراستي ولا أفيد حد بحياتي، دايماً متضايقة وبحاول أبين العكس قد ما أقدر عشان ما أقنع حالي إنه أنا تعبانة وإنه هاد حكي فاضي عشان المرحلة اللي بمر فيها بس عالفاضي.
كل تفكيري "متى بدي أموت وأرتاح؟ أو متى يموت أخوي؟ أو متى أعيش لحالي عشان أقدر أعيش زي الناس"... طبعاً صارت معي قصص كتيرة بس ما بقدر أحكيها.
قبل فترة حكيت مع أمي وقلتلها بدي أروح على دكتور نفسي، وهي وافقت وحكتلي "أكيد، وبنروح الأسبوع الجاي" وعأساس هاد الأسبوع تفاجأت أنها بعدين بتقلي "لو فيكي شيء كان ما بتاكلي" وبلشت تضربلي أمثلة على ناس مريضين نفسياً وأنه أنا ما فيَّ شيء وتستفته الموضوع... أنا ما كنت بدي أروح عشان الأدوية، ولا عشان تتعاطف معي، أنا أصلاً كرهتها وكرهت كل أهلي وعيلتي، قرفت من كلشي، بدي بس حل للإشي اللي بحسه خانقني، وبدي حل للوضع اللي عايشاه، مش معقول 24 ساعة شك! أنا قرفت.
غير هيك إنه القصة قبل كم شهر إنه كنت مصاحبة ناس قدي على الفيس بوك، ويعني ما في أي علاقات بيني وبينهم أو كلام مش كويس (بس صحبة وهيك)، أنا ما بحكي عن حالي مش غلطانة، آه غلطت يعني بالأخير بضلهم مش من جنسي وغرب عني، بس ما كنت منتبهة على حالي، يعني كنت أفكر الغلط لو كانت العلاقة حب ومش عارفة شو، المهم أهلي عرفوا والقصة كبرت ومنعوني أدرس جامعة، وأنا هسه توجيهي، يعني لازم أجيب معدل، ولازم كل وقتي دراسة، أنا كتير بحب الدراسة بس جد تعبانة مش عارفة أدرس ولا قادرة أدرس ودايماً متأخرة بالمواد، وهسه عشان التدريس الأونلاين صار لازم أفتح فيسبوك عشان الحصص بتنزل هناك، وبفتح أانا خايفة، وبحضر وأنا خايفة، وإذا بدي أفتح عشان أحكي مع صحباتي بفتح بسرعة دقيقتين وبسكر لحد يحس، وهاد أخوي دايماً مراقبني مع أني ما بسوي شيء غلط عليه والله، بس دايماً محسسني هيك مع إنه بحكي معي عادي وما بحسسني إنه براقبني بالعمد، بس أنا قرفت منه ومن حركاته، نفسي أخلص منهم كلهم، عيلتي ما بدي ياهم.
غير هيك بضلني أفكر كتير بكل شيء حرفياً، بهسه ومستقبلي ووضعي ودراستي وحتى كيف بعد وقت رح أتجوز وكيف ممكن تكون حياتي، أنا قرفت من كل التفكير بس مش قادرة أخلص منه، وكمان الأحلام أي شيء بخاف يصير معي بجيني بالحلم وكأنه حقيقي ورح يصير معي، أنا بس بدي بالي يرتاح، وبدي لما ييجي عبالي أدرس أدرس عشان هدف إني أكمل، مش عشان يرموني بأي كلية بنات فاشلة ويبينوا حالهم قدام الناس إنهم بخافو على مصلحتي.
حاولت أسوي كلشي، يعني شيء ديني أو يوغا والقصص هاي وأمنع حالي أفكر عشان نفسيتي تتحسن شوية وأدرس، بس كل تفكيري إنه لازم أتجوز بعد التوجيهي عشان أخلص منهم وأدرس اللي بدي ياه، وأفكر إنه يمكن يطلع منيح ولا سيء، وأفكر بشغلات بعيدة، بفكر بعد 15 سنة شو رح أكون مساوية، ولا كيف رح تكون حياتي، ولا كيف لازم تكون، وكتير بفكر أنتحر بس أنا بعرف إنه حرام.
حاولت أحل المشكلة بأني أروح على دكتور نفسي بس حكيت النتيجة، بدي حل مشان الله، بدي أدرس أو أقتل حالي، بدي أقتل أهلي، بدي إشي يريحني، وفي ألف إشي ما حكيته بس ما بقدر أحكي كلشي بالتفصيل هون، بس كتير شغلات تانية مأثرة عليَّ وقصص تانية.
مع إني بخاف الله ماشي إيماني مش قوي، بس بخاف من الله وبفهم شوي بأمور الدين، وعندي اهتمامات بالسياسة والتاريخ وغيره، وبلهي حالي فيها بس عالفاضي.
أنا كل يوم صرت أبكي بس ما في راحة ولا شيء (عالفاضي)، مش قادرة أحكي كل اللي ببالي هون لأنه مش زي لما حد يكون قدامي، بس بدي حل أو شيء يهديني... كمان أنا بنام كتير وطول الوقت بحس بنعس وخمول، وكل ما يجيني هوس التفكير بزيد عندي وبضيع كل يومي هيك.
أنا مش فاهمة ليش أنا عندي كل المشاكل اللي بالدنيا وناس تانيين عايشين حياتهم وما بعانو منها! أو مرات بضل يجيني تفكير إنه الله خلق البنات عشان بس يذلهم، يعني على قد ما سمعت القصص اللي كانت تصير إشي اغتصاب، إشي نحر، واللي كان يصير معي كمان... _أستغفر الله_، بعرف إنه الله مش هيك خلقنا وعشان هيك، بس مدام بحبنا ليش يسمح كل هاد يصرلنا؟!...
غير أنا عندي مشاكل بالهرمونات والحب، ومش عارفة شو يعني كل ما أتطلع على حالي بتضايق من شكلي، يعني ليش ما يكون كلشي فيَّ عادي؟!
ليش بس أنا بعاني من كلشي وصحباتي ما بعرفو عن هالمشاكل إشي؟... أحس كل أنواع السلبيات فيَّ.
11/10/2020
رد المستشار
أهلا بك يا "مُنى" على موقع مجانين للصحة النفسية.
رسالتك فيها من التفاصيل ما يُمكّننا من تشخيص تقريبي لحالتك، فأنت تعانين من أعراض اكتئابية واضحة (كراهية نفسك وشكلك، كراهيتك لأهلك، تفكير زائد في المستقبل لعقود مقبلة، بكاء، ضعف التركيز والقدرات المعرفية...) لكن هل هذا الاكتئاب مجرّد عرض لشيء آخر أو هو الاضطراب بحدّ ذاتِه؟ يغلب طابع التفكير المفرط والشكّ عليك في هذه الأعراض الاكتئابية ويكاد يكون التفكير الاجتراري العرض الأساسي والشكوى الأساسية عندك (الأفكار الاجترارية هي أفكار سيئة وسلبية لا يمكن أن توقفيها في حدّ معيّن وتتكرر حتى بعد التفكير فيها)
لذا سأقول أنّ مشكلتك هي الاكتئاب الوسواسي، (ووارد أن يكون احتمال آخر بعد زيارة الطبيب) وكل ما يحصل معك طبيعي جدا في سياقه، وحتى شكوكك قد يكون بعضها صحيحا والآخر خاطئا، مما يزيد من الضغط عليك والإحساس بالاضطهاد.
لذا أنصحك بأن تصرّي على أمّك بزيارة الطبيب النفسي فهي لا تعلم ما هو المرض النفسي لتمنعك بحجة أن المرضى النفسانيين لا يأكلون!! أصرّي عليها وألحّي وتحايلي عليها حتى تزوريه، وانظري ماذا سيقول لك، وإن أعطاك دواء فتناوليه بانتظام دون رفض وفكرة مسبقة نابعة من معرفة مشوّهة عن الطب النفسي وأدويته.... فالدواء سيساعدك جدا في تخفيف أعراضك وسينظم نومك ويقلل مشاكل التركيز. ثم تأتي الجلسات العلاجية لتتوّج مسار العلاج.
إلى ذلك الحين أنصحك أن تتجاهلي الأفكار إن جاءت لا تجادليها ولا تحاولي الردّ عليها ولا فهمَها ولا عقلَنتَها ولا شيء، تجاهل فقط، كأحد يتحدث بجانبك وأنت لست معنية بكلامه. اعتبري نفسك في وعكة صحية ولا تضغطي على نفسك ولا تضعي معايير عالية للنجاح، الكل يمرض، فإن مرضت بمرض عضوي الكل سيتعاطف معك والكل سيتفهم وضعك الدراسي حتى أنت... أما الآن لوم منك ولوم من وسطك وهذا كثير. حلول الدراسة متاحة إذا ما استرجعت قواك، ولن تسترجعيها بالبكاء ولوم نفسك وكره العالم وأسرتك ونفسك، بل باتخاذ خطوة علاجية جادّة، وما تعانين منه يعاني منه الكثيرون وليسوا بتلك السعادة التي تتخيلينها (وستعلمين ذلك من الروابط تحت)
لا تحاولي الهروب من المشكل بتمني موت أسرتك أو الزواج برجل بأسرع وقت، هذا هروب وعدم تحمل لمسؤولية الوضع الحالي بشكل لا واعي، هذه أمانيّ سلبية، وجّهي طاقتك لإيجاد حلّ حقيقي بالمواجهة، ذلك متعب، نفق مظلم ومخيف لكنه نفق يؤدي للنور والتعافي.
لا تلومي نفسك على كثرة البكاء، ابكي إذا كنت محتاجة لذلك، البكاء نابع من القلق والضغط الرهيب الذي تعيشه نفسيتك فلا تلومينها على طريقة التفريغ الصحيّة هاته.
لا تستشرفي المستقبل فلا أنت ولا غيرك يمكنه ذلك، ولا تستطردي في استباق أكثر من أسبوع من حياتك وفقط. حتى تنظمي حياتك.
وإليك بعض الاستشارات التي أراها قريبة من حالتك، وتمنياتي لك بالشفاء:
الوسواس القهري والاكتئاب
الوسوسة ليست دلعا: ارحموها يرحمكم الله
بطء وسواسي أم اكتئاب وسواسي أم ماذا؟ م
وسواس قهري الموت وأحلام الموسوسين !
وسواس قهري الشك التفكير التكرار
وسواس قهري اجتراري : الرجل أفضل من الست؟! م