وسواس اليمين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته... أرجو إرسال سؤالي للدكتورة رفيف الصباغ.
أنا لدي مشكلة "وسواس الحلف" أي في كل أمور حياتي تأتيني وساوس: "إن لم أفعل كذا فأنا لست مسلمة" والعياذ بالله... المشكلة أنني ذات يوم جاءني وسواس عن الحجاب،فقلت بصوت منخفض: "سأرتدي الحجاب _إن شاء الله_ عندما أحس أنني جديرة بمسؤوليته، وليس تبعاً لما حلفت به"، وبحثت عن هذا الأمر فوجدت أن النطق به بمثابة يمين.
علماً أنني أصلي ومتشبثة بديني وبالقرآن الكريم وأتجنب المحرمات، لكن هل سأعتبر كافرة _والعياذ بالله_ إن لم أرتديه؟
أرجوكم أجيبوني في العاجل القريب فأنا في حيرة من أمري، جزاكم الله خيراً.
19/10/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "جميلة"، وأهلًا بك وسهلًا على موقعك مجانين
ما تسألين عنه -إن كنت تلفظت به بلسانك فعلًا- مسألة خلافية، فالحنفية والحنابلة قالوا إنه يمين إذا حنث قائله تلزمه الكفارة، ويلزمه الاستغفار لأنه يمين محرم. وقال المالكية والشافعية: هو ليس بيمين وليس فيه كفارة، ولكن يجب الاستغفار والتوبة لأن هذا الكلام محرم.
إذن فكل الفقهاء متفقون على أن من قال هذا القول قاصدًا اليمين فليس بكافر، ولكنه فعل محرمًا وتلزمه التوبة. هذا كما قلت لك: إن تم التلفظ بالعبارة. أما إن خطر هذا في بالك دون تلفظ فليس يمينًا قطعًا، فإن كان فكرة وسواسية تقفز إلى ذهنك عند كل شاردة وواردة، فلا مؤاخذة ولا إثم ولا تحريم ولا كفر.
وكما فهمت من كلامك أنك تلفظت بالعبارة لأجل حث نفسك على لبس الحجاب، فإن لم تلبسيه فعليك الاستغفار من قولك هذا والتوبة، ليس أكثر من ذلك.
على أن الحجاب فريضة، والفريضة لا يقال في حقها: (لن أفعلها حتى أكون على قدر مسؤوليتها) الفرض يجب فعله، وليس هذا القول إلا رشوة الشيطان ليؤخرك عن فعل الطاعة اليوم تلو الآخر، وإلا فمن الذي يقرر أنك أصبحت جديرة؟وما هي هذه الجدارة أصلًا؟ لماذا لا نقول: لن أصلي حتى أكون جديرة بمسؤولية الصلاة؟ أو لن أصوم حتى أكون جديرة بمسؤولية الصيام؟ الجدارة التي قررها الشرع، والتي يحرم ترك الفريضة بعدها هي البلوغ لا غير.
أهنئك على التزامك بسائر الفرائض، وأسأل الله تعالى أن يعينك على ارتداء الحجاب، وأن يزينه في قلبك، ويكره إليك تركه. وفقك الله