علي والاكتئاب الوسواسي: وساوس جنسية! م
الوساوس تدمرني من كل اتجاه
السلام عليكم... بدايةً أنا بتأسف جداً على عدم قدرتي على صياغة رسالتي بالعربية الفصحي نظراً لذهني المرتبك والذي سيؤدي في النهاية إلى رسالة قد تكون طويلة وغير منظمة.
أنا شاب عندي ٢٣ سنة، أرسلت قبل كدا للموقع رسالة تحت عنوان "الوساوس الجنسية جعلتني مجرماً"، وبشكر دكتور وائل أبو هندي على رده السريع بعد علمه أني ذاهب للخدمة العسكرية، وربنا يعلم قد إيه كلامه صبرني لحد ما رجعت.
أنا عاوز أحكي قصتي مُفَصَّلة أكتر لأني بجد تعبان، يعلم ربنا أني مش عارف أعيش حياتي زي أي إنسان طبيعي، وكل يوم أسوأ من اليوم الذي قبله.
بداية الوساوس معايا زي ما ذكرت في الرسالة اللي فاتت بدأت لما دخلت كلية الصيدلة واشتغلت في صيدليات، وبدأت نفسي توسوس ليَّا أثناء صرف الروشتات إني ممكن أكون صرفت صنف غلط، ودايماً كنت خايف أكون سبب في أذية حد بدون قصد، ودايماً كنت أبكي بسبب إحساسي ده مع إني بكون متأكد إن اللي صرفته صح مش غلط، لكن الوساوس ما كانت تتركني.
عدَّى وقت وبدأت تجيلي أفكار كفرجنسية ووساوس عن الله _عز وجل_ وأفكار كفرية _والعياذ بالله_، ووساوس لأن يَخِرَّ بدني من على جبل شاهق أحبَّ إليّ من أن ينطق بها لساني.
عدى الوقت وكنت أدمنت الإباحية والعادة السرية، وعملت أكونت وهمي على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي وتعرفت علي بنت، طلبت مني نعمل علاقة جنسية افتراضية عن طريق الشات أحياناً والصوت أحياناً أخرى، لكن عمري ما شوفتها ولا هيَّ شافتني، وفي يوم بردو زي ما ذكرت في الرسالة اللي فاتت اتفاجأت أنها بتقولي إنها صحيت من النوم لقت دم وهي بتاخد شاور، وكنا عملنا العادة السرية سوا عن طريق الشات في اليوم اللي قبله، لكنها اعترفت لي إنها لما قامت الصبح كانت كويسة ومفيش أي حاجة، وبسبب إثارتها عملت العادة مرة كمان أول ما صحيت، وبعدها بدأ ينزل دم بالرغم إنها مستعملتش أي أداة صلبة ولم تدخل أي شيء في المهبل، وكانت ممارسة العادة بشكل سطحي جداً، وفي نفس اليوم دا شعرت بألم الدورة الشهرية ونزلت فطمنتني إنها كانت الدورة الشهرية ومفيش قلق خلاص.
عدى الوقت وكملنا على حالنا، وكانت هي نسيت وأنا بردو كنت نسيت، ولكن تُبنا وقررنا نبعد عن ده، وكلامنا كله بقى عادي، وعلاقتنا كويسة وأصدقاء فقط لا غير حتى الآن.
دلوقتي أنا الفكرة دي بتراود عقلي: هل يمكن أن يكون الدم ده دم البكارة؟ هل يمكن أكون تسببت في أذية البنت دي؟... أنا تعبان نفسياً ومش قادر أنسى، أنا مش عارف حتى ليه بكرر نفس الأسئلة اللي سألتها المرة اللي فاتت رغم إجابة دكتور وائل عليا إن كل أسئلتي الأخلاقية دي لا إجابة عليها لأنها خارج إرادتي، لكن من تعبي مش قادر أنسى... هل أنا أذيت البنت دي؟ هل البنت دي اتأذت فعلاً؟ هل أنا سبب من الأسباب؟... لدرجة إني بعد فترة صارحتها وقولتلها إن الفكرة دي بتؤرقني وتاعباني جداً، وكان ردها إن دي وساوس ومالهاش أي علاقة بالواقع وأوهام أنا شاغل بالي بيها وبعذب بها نفسي على الفاضي.
أنا حاسس بالذنب والخزي والعار من نفسي، بكره نفسي أوي، أنا ليه كدا إنسان وحش أوي؟!... والله بستنى الموت كل يوم، أنا مش بحب أأذي حد، ولا عمري تعمدت أأذي أي إنسان،حتى كمان لما البنت دي كانت تقفل الأكونت عادي بتعمل حاجة أو تنام مثلا كان بيجيلي وساوس إنها ممكن تكون ماتت وإن أنا هكون سبب في إنها تدخل النار، وإني إنسان حقير، وبتفضل الوساوس دي معايا لحد ما تفتح وترد عليَّا وأتأكد أنها على قيد الحياة.
في موضوع تاني عاوز أطلب استشارة فيه: أنا أتذكر وأنا صغير عندي ١٤ سنة مثلاً كنت بلعب مع ولاد جيراننا لعب جنسي وبنستكشف أجسام بعض وكدا، وأنا نادم على كل اللي عملته دا مع إن كل الشباب دي أصدقاء دلوقتي، وكلهم نسيوا اللي حصل بينا وإحنا أطفال ومراهقين، لكن أنا مش قادر أنسي.
أنا دايماً كنت الطرف الفاعل، فهل أنا أذيت حد فيهم؟ هل ممكن أكون أذيت حد فيهم نفسياً؟ وليه بتعامل مع الموقف دا بعقلي الناضج الحالي بعد ما كبرت، ومش قادر أستوعب إني كنت طفل أو مراهق وبأنِّب نفسي؟ هل دا شذوذ ولا لعب جنسي طبيعي ومرحلة طبيعية؟
حاسس إن عندي وسواس من أذية الناس، وكره لنفسي بشدة، وبفكر في الانتحار، وبقعد أخبط في الحيطة وأضرب فيها جامد وبعنف لحد عظام إيديَّا ما تؤلمني بشدة.
أنا بعاني من إيه؟ وإيه الحل عشان حياتي تبقي طبيعية؟... حاسس إني هعيش طول حياتي كدا معنديش أي أمل في المستقبل، معنديش أمل أتزوج، وكل فكرة الزواج والحب ما تيجي في بالي بكرهها وبنفر منها لأني حاسس إني أذيت بنت وإني انسان وحش ميستحقش أي حاجة حلوة ولا أستحق أعيش حياة طبيعية، الفكرة نفسها مش بتطلع من دماغي مع إن البنت أصلا مش في دماغها وبنتكلم عادي وعلاقتنا كويسة جداً وصحاب.
أتمنى من دكتور وائل أبو هندي يرد على رسالتي بالأخص موضوع الزواج لأن دا لوحده حاجة تعباني جداً إني مش هقدر أعيش حياة عادية وطبيعية مع بنت أحبها وتحبني، حاسس إني مش هقدر أحب تاني أي حد، وإني مستاهلش أي حد يحبني ولا يبادلني مشاعره... وآسف للإطالة.
22/10/2020
رد المستشار
مرحبا بك مجددا يا "عليّ"، والردّ الأول كان مني (المستشار حسن خالدي) كما سيكون هذا.
(أنا مش عارف حتى ليه بكرر نفس الأسئلة اللي سألتها المرة اللي فاتت) بالضبط، الأسئلة هي بالحرف تقريبا، وسبب تكرارك لها هو الوسواس، فأنت تكرر السؤال لأنه جاءتْك فكرة مفادُها : "ربّما لم أطرح الأسئلة بشكل واضح، ربما لم أصغها صياغة جيدا فيكون الجواب غير جيد، ربما ينبغي أن أسأل مرة أخرى لأسمع الجواب مرة أخرى حتى أطمئن....."
وهكذا، هذه السمة الوسواسية تدخل في نطاق "التكرار والتحقق" وهما عمليتان ذهنيتان وسلوكيتان (أي يقوم الذهن بتكرار الفكرة أو السؤال أو تكرار الرغبة في سماع الإجابة، والتحقق يكون سلوكيا بالقيام بتصرف أكثر من مرة للتحقق من فكرة معينة أو لتخفيف توتر ما، أو للتحقق من مخاوف معينة)
في هذه الحالة ينبغي أن تدافع تلك الرغبة الدفينة لإعادة التحقق والتكرار، لا تطع الوساوس، فهي طريق لولبي لا نهاية له، إنّ تكرارك للأسئلة يدل على أنّك لا تزال غير فاهم لميكانيزمات الوسواس القهري، وأنّ التكرار لا يعطيك إلا اطمئنانا مؤقتا لكنه يزيد الحالة سوء
أما عن "مسلماتك الوجودية" التي تقول فيها: أنا لن أعيش سعيدا مع فتاة أحبها، لن أستطيع الزواج، الحياة الطبيعية لن تكون لي..... هذه كلها أفكار سوداوية تضعها كقاعدة ثم تبحث عن ما يؤيدها في واقعك. يوم تؤمن بأنك أنت مخترع تلك القواعد (طبعا تحت ضغوطا نفسية واجتماعية وسياقات وتجارب) ستؤمن بقابليتك التغيير وبأنك تستحق الأفضل.
اضطراب الوسواس وما يرافقه من أفكار اكتئابية تشاؤمية سيمنعانك من استبصار أفكارك السوداوية إذ ستبدو لك واقعية ومعقولة جدا!! لهذا وجب زيارة الطبيب النفساني حتى يرافقك دوائيا وستكون أفضل حالا وأحسن لتأخذ بزمام الأمور. ولا تغرق في التساؤلات والدوامات اللانهائية، قم بالخطوة الأولى واصبر على الخطوات التي تأتي بعدها، آنذاك سترى تحسنا وستعيشه ويمكنك أن تدرك "تفاهة" معاناتك الحالية
تمنياتي لك بالشفاء