ما هو تشخيص حالتي؟ مجرد اكتئاب؟!
مرحباً... في البداية أنا عمري 19 سنة، عانيت قبل سنة وبضعة شهور تقريباً من اكتئاب، تم تشخيصي بأنه اكتئاب من درجة متوسطة، كان السبب حسب تقديري أني تعرضت لضغوط نفسية شديدة متواصلة لعدة أشهر.
كان لدي أيضاً اضطراب إيذاء الذات وكراهية النفس وشبه محاولة انتحار (ليست محاولة حقيقية كاملة) حيث أن الهدف كان إيذاء الذات، ولكني شعرت بأن ما أفعله قد ينتهي بموتي، ولم أحاول إيقاف ذلك وانتهى الأمر على خير.
كنت في تلك الفترة أيضاً في حال أني صعدت لمبنى أو لسطح المنزل لأي سبب عادي أشعر برغبة شديدة في قذف نفسي من الأعلى نحو الأرض وإلى الموت، ولكني كنت أنجح في مقاومة كل ذلك.
في الآونة الأخيرة منذ حوالي شهر تقريباً أو أكثر أصبحت حالتي أسوأ فقد كنت أعاني من أفكار الانتحار مجدداً ولكنها كانت أقوى مما سبق، وتمكنتُ من السيطرة على إيذاء الذات، ولكني لم أكن مستقرة نفسياً فأنا كنت شخصية هادئة جداً، والآن أصبحت عصبية بصورة مفرطة وأغضب بشدة لأتفه الأمور، وأعاني كذلك من تقلبات في النوم حيث لا أستطيع النوم مهما فعلت وأبقى مستيقظة لوقت طويل جداً مهما كنت منهكة أو أريد النوم، مع فقدان للشهية، ونوبات اكتئاب متقطعة كل فترة تعود لي مجدداً.
منذ طفولتي كنت أعاني من الوسواس القهري لكن ليس إلى درجة كبيرة بل درجة يمكنني التحكم فيها، ولكن عندما تراودني أفكار قهرية فالأمر مختلف مثل أفكار تتعلق بمختلف الأمور، أفكار تهاجمني أنا شخصيا أو تهاجم أحداً من الأشخاص المهمين لدي، هذه الأفكار من الصعب عليَّ مواجهتها وحدي، وغالبا أحاول أن أقنع نفسي بأنها كاذبة أو أن أتجاهلها فقط، أحياناً هذا يُجدي نفعاً وأحياناً أخرى لا.
أيضاً لديَّ أفكار غريبة ومشاعر غريبة تجاه الجنس الآخر (الرجال) فأنا لا أطيقهم بطريقة غريبة وغير منطقية أبداً، وأحياناً أتمنى لو أن بإمكاني تعذيبهم نفسياً (حتى أولئك المقربون مني، تحديداً الذين تربطني بهم قرابة عائلية أو عاطفية)، وأشعر برغبة في إيذائهم أحياناً لدرجة تصل إلى القتل إن كان بالإمكان... وكذلك كنت أعاني من مشاعر اشمئزاز وقرف حتى من أفراد جنسي (الفتيات) وخصوصاً الحوامل منهن، كنت أشعر بالغضب ودقات قلبي تتزايد وجسدي يرتجف عند التفكير فيهن فقط، وأشعر برغبة في تعذيبهن وقتلهن، وكانت هذه المشاعر تزداد شدة كلما رأيت صورة امرأة حامل، وأحياناً تشتد لدرجة تصل للغثيان، وحاولت التخلص منها عن طريق الرسم (رسم كل ما أشعر به وأريد فعله)، وكان هذه مريحاً لدرجة كبيرة، وكلما راودتني تلك الأفكار أشاهد رسومي فأشعر باسترخاء كبير، لكن عندما أكون في حالة طبيعية وأشاهد تلك الرسوم أشعر بحزن شديد.
أنا أعلم أن هذا ليس صحيحاً على الإطلاق وليس طبيعياً أبداً، فلا يجب أن يحمل شخص في قلبه كل هذه المشاعر السلبية والسيئة، كلَّا فهذا غير صحيح أبداً!.. والأسوأ أن حالتي تزداد سوءً لدرجة تجعلني أشعر بالاشمئزاز ونفس مشاعر الغضب من كل المتزوجين حديثاً، ومن كل الفتيات اللواتي يتحدثن عن الزواج ورغبتهن فيه، ومن كل الرجال حتى من أولئك الذين يُكِنُّون لي مشاعر حب!! وإن أصبحت أمًّا فأنا واثقة بأني سأقتل طفلي على الأغلب، وهذا أكثر من سيء!!
في فترة قريبة جداً أيضاً (وما زال هذا يراودني بين الحين والآخر) تنتابني رغبة قوية جداً بالقتل، حيث أرغب بقتل الناس جميعاً، وأشعر بأني أريد قتل وتعذيب كل من يقع تحت يدي، وهذا أمر يعذبني جداً، وأحاول جهدي كي أتوقف عن هذه الأفكار المظلمة ولكن أحياناً يكون هذا مستحيلاً فألجأ للرسم أيضاً.
كذلك أحياناً أشعر بعدم القدرة إطلاقاً على التعاطف مع الآخرين (في بعض الأحيان وليس دائماً رغم أنه في الفترة الأخيرة أصبح الأمر مستمراً) فمهما كان الأمر لا أشعر بأني قادرة على التعاطف معهم، كما أني لا أفهم مشاعر الأمومة أو حزنهم في حال موت طفلهم أو أحد ابنائهم، لا أستطيع فهم حالة مشاعر الحزن هذه أو غيرها كما لو كنت بلا قلب أو مشاعر، ولكن كل مشاعر الحب التي من المفترض أن يقدمها الناس لبعضهم أشعر بها تجاه أشياء أخرى مثل الحيوانات مثلاً، لا أظن أن هذا أمر عادي، فهل هو كذلك؟
أول مرة أتذكر أنه بدأ فيها كل هذا كان منذ الطفولة حيث كان يرافقني الوسواس القهري، أظن أني كنت وقتها أحتاج إلى رعاية أبوية خاصة من لطف وحنان أكبر بكثير مما تلقيته، ربما ما كنت سأصل لهذه المراحل (أظن ذلك).
بعدها في بداية المراهقة كنت أكره نفسي وجسدي بسبب كل التغيرات التي تطرأ عليه في ذلك العمر، لدرجة أني كنت أمنع نفسي من الطعام كراهيةً لها، وكنت أرتدي ملابساً أكبر مني حجماً، لكن في المرحلة الجامعية تسامحت مع الأمر جزئياً وبدرجة أفضل بكثير من الماضي، لكن مازال كل ذلك موجوداً، كل خدش من الماضي أصبح الآن جرحاً عميقاً لا يمكنني علاجه لوحدي.
وما زاد الأمر سوءً أنني بعد حالة الاكتئاب تلك بدأت أصبح أفضل بقليل مع مرور الوقت، لكن في الفترة الأخيرة مررت بظروف صعبة شكَّلت ضغطاً نفسياً كبيراً جداً، بعدها تدهورت حالتي مجدداً.
كذلك منذ وقت طويل وأنا أكبت مشاعري وأميل لأن أكون شخصاً عقلانياً أكثر من عاطفياً، بل أنا شخص عقلاني دائماً وذلك بسبب بعض الأفكار الخاطئة التي تلقيتها من المدرسة أو الدين، وكنت أكتم مشاعري دائماً ولا أسمح لنفسي بأن أبكي أمام أحد، ولا أطلب المساعدة من أحد مهما كان، ولا أحب ما تحبه الفتيات حتى وإن كنت أميل له، فقد كنت مقتنعة أن الفتيات أقل من الذكور شأناً بكثير، وأن سبب ذلك هو شخصهن وأنهن لديهن عواطف ومشاعر (هذا ما يقوله رجال الدين دائماً) لهذا فنحن ناقصات كما يقولون، فكنت أحاول بكل الطرق أن أنفي عن نفسي هذه التهمة فبدأت بتحميل نفسي ما لا تطيق... وفي فترة الاكتئاب كان هناك فكرة واحدة تتردد كثيرا على ذهني "أُفضِّل أن أموت على أن أعيش ناقصة"!، وهذا كان السبب الأساسي الذي جعلني أكره كل ما يثبت أني فتاة بدءً بقطعة حُلِي صغيرة وانتهاءً بالزواج أو الولادة (وهذا أسوأ كوابيسي)!
تلقيت علاجاً سلوكياً معرفياً قبل سنة تقريباً بعد تشخيصي بالاكتئاب في موقع للعلاج النفسي، ولكني لم أتمكن من البوح بكل ما بداخلي، ولم أكن صريحة مع الطبيب المعالج، وأظن أن هذا هو السبب الذي جعل العلاج السلوكي المعرفي لا يُجدي بنفعٍ كبير معي، وإنما مجرد تغيرات مميزة لكن لم تكن كافية لإخراجي مما أنا فيه.
أنا الآن أشبه بشبح صورة قديمة معلقة في حائط، لا أشعر برغبة في التواصل الاجتماعي مع أحد ولا تكوين علاقات جديدة، لديَّ أصدقاء جيدون ولكن لا أعلم إن كنت أستطيع الحفاظ عليهم وعلى علاقاتي العاطفية أم لا.
في بعض الأيام حالتي تتحسن ولكنها سرعان ما تسوء بعد أيام أخرى، والآن أحاول إخراج نفسي من كل هذا عن طريق محاولة قطع علاقاتي بالآخرين ومحاولة إصلاح نفسي بنفسي عن طريق الهوايات أو الأعمال المختلفة التي قد تهدئني قليلاً.
أول مرة أذكر أني صرحت فيها بمحاولة الانتحار كان ذلك في عمر التاسعة أو العاشرة تقريباً، ولكن كان ذلك مجرد تهديد لا أكثر (لا أذكر لماذا! لكنه كان تهديداً فحسب).
قبل فترة سمعت عن دواء "بروزواك" وكنت أنوي شراءه، ولكني ترددت لشكي في كونه سيفيد حالتي،لكن في بعض الأيام يشتد الأمر علي فأتمنى لو أن هناك دواءً يمكنه مساعدتي قليلاً، وأياماً أخرى أسيطر على الأمر بشكل لا بأس به... ما هو تشخيص حالتي؟ وهل هناك دواء مقترح؟
شكراً جزيلاً لكم ولكل من يمد لنا يد العون.
31/10/2020
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
تفصيل الأعراض الطبنفسية أعراض موجبة
Positive Symptomsالشعور المستمر بالإحباط. هناك الحديث عن فكرة تشوه الجسد٬ أفكار اضطهادية واضطراب الهوية والشعور المستمر بالاشمئزاز من الآخرين. هناك إشارة إلى أفكار وسواسية مزمنة قد تكون وهامية.
أعراض سالبة
Negative Symptomsلا توجد إشارة إلى هوايات وتواصل اجتماعي سليم صحي ولا يمكن استبعاد أعراض سالبة.
الفعالية المعرفية
Cognitive Symptomsلا يمكن نفي عدم تدهور الأداء المعرفي.
التوازن الوجداني
موقع اكتئابي مزمن مع أفكار انتحارية.
سلوكيات
إيذاء الذات المزمن.
التاريخ الطبي Medical History اضطرابات نفسية
Psychiatric Disordersلم تستفد من العلاج المعرفي السلوكي. اضطرابات طبية
لا توجد.
التاريخ الشخصي
صدمات Trauma
لا توجد تفاصيل صدمات نفسية.
تأزم عائلي Family Conflicts
لم تتطرق إليها.
تاريخ مهني Employment
طالب.
تاريخ علاقات حميمية
Intimate Relationshipsبادية الأعراض منتصف أعوام المراهقة.
تشخيص طبنفسي محتمل
اضطراب الشخصية الحدية المركب مع عدم التوازن الوجداني أفكار انتحارية وعدائية.
لا يمكن استبعاد وجود اضطراب ذهاني مزمن دون فحص الحالة العقلية.
توصيات الموقع
هناك بلا شك اضطراب عقلي (نفسي) بحاجة إلى متابعة طبنفسية. استعمال العقاقير المضادة للاكتئاب قد تساعد على توازن المزاج ولكن مع وجود أفكار اضطهاديه وعدوانية لا يمكن للموقع أو غيره التوصية باستعمالها وذلك قرار الاستشاري الذي يشرف على علاجك. ربما سيصف الطبيب لك عقارين للسيطرة على توازنك الوجداني.
دفاعتك النفسية من خلال محتوى الاستشارة تشير إلى الإسراف في استعمال ما نسميه الانشطار والاستقطاب في الآراء وتعلقك بالآخرين. هذه الدفاعات قد تكون نتيجة عدم التوازن الوجداني بسبب طفولة غير سعيدة وبدورها تفسر اضطرابك العقلي وشخصيتك.
هناك حاجة إلى علاج نفساني طويل الأمد قد يستغرق عاما واحدا أو أكثر. يجب ان تصارحي المعالج النفساني والطبيب النفسي عن جميع الأفكار لان ذلك في غاية الأهمية لنجاح خطة العلاج.
وفقك الله.