الحكاية القديمة: يوميات المصارخة والمصارحة مشاركة1
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وجزاكم الله خيرا بما تقدمونه للإسلام المسلمين في أرجاء المعمورة.
وبعد أختي الكريمة أميمة أشعر بما تشعرين به تماما وكان الله بعونك وعوني وأسأله أن يصلح أحوالنا مع إخواننا.
حين قرأت رسالتك ورد الدكتور أحمد عبد الله بارك الله فيه توقفت عند عدة نقاط وهي
أولاَ: قول الدكتور"وطالما أنك في أمريكا فغالبا ما سيكون أخوك مضغوطا بما يري ويسمع من حوله خائفا من التحديات والانحرافات والتيارات المتصارعة، والتصورات المتشابكة في مجتمع مثل الأمريكي"
لا أدري يا أختي من أي بلاد أنت؟ وهل أنت مقيمة في أمريكا مند صغرك أم لا؟ ومند متى وأخوك مقيم في أمريكا؟ لأن أجوبة هذه الأسئلة هي الضغوطات التي يتكلم عنها الدكتور وذلك حسب دراستي لتصرفات أخي معي.
فأنا قدمت من بلاد الخليج فالطائرة التي تقلع من هناك غير الطائرة التي تهبط هناك وهم أكثر الناس إلا من رحم ربي تأثرا بالحرية والانحرافات أمريكا وأنا أشاهد هذا يوميا في كليتي وكذلك على الإعلام الأمريكي وكان أخرها برنامج قدمته قناة CNN الإخبارية عن السعودية وكانت فيه أخت سعودية مصممة لها شركة تحت إمرتها أربعين رجل من أكبر مشاكلها الحجاب فهي حين تستقبل موظفين ومذيع CNN لا تتحجب وحين تخرج من البيت تقول لا مانع علي أن أتحجب الآن!!
وكان هناك أيضا أخ من مشاكله أن إذا رأى بنتا في شارع لا يستطيع أن يكلمها!!! وكنت أشاهد البرنامج مع أخي وكان يقول شفتِ هم من "بلاد المحافظة" نفسي أعرف أين عقولهم!؟ قولي ما هي الإنجازات التي لا تستطيع أن تحققها بسبب قطعة قماش تضعها على رأسها؟ بالتالي أختي أميمة أخوك وخاصة إذا كان لا يعرفك مند صغرك ورأى مثل هذه نماذج في هذا البلد ولسانه يقول أختك من بيئة هؤلاء بالتالي لها نفس عقليتهن وبالتالي الشدة والصراخ هم الوسيلة لحمايتك من وجهة نطر أخوك وأخي كذلك.
النقطة الثانية هي قولك يا دكتور أحمد"ونصيحتي لك شخصيا أن تبالغي في الإحسان لأخيك" لا أدري يا دكتور أحمد لمَ شعرتُ حين قرأت "تبالغي" أن أخي وأخو أميمة مع اعتذاري لها أنهما شخصان مريضان يحتاجان فعلا للعلاج.
وخاصة أن أخي يقول بنفسه "أن أمي هي الشخص الوحيد الذي أمسك نفسي حتى لا أصرخ فيها أما أنتم اضربوا رؤسكم بالجدار" بالتالي يا دكتور هو يعرف أن صراخه يؤثر بالسلب. ولقد أعجبني فعل "ينفض" إنشاء الله ينفع مع أخي.
النقطة الثالثة: هي إجابة على أسئلتك التي لم يجب عليها دكتور أحمد ووجدتها أنها تندرج تحت "الأسرة المسلمة" فيا ترى ما معنى "الأسرة المسلمة" سألت أختي وصديقتين لي, لماذا تتزوج الفتاة أو المرأة؟ وكانت إجابتهن أن تكون لها أطفال, إشباع رغبة الطبيعية لديها, أن تكون تحت حماية رجل فمتزوجة أفضل من غير متزوجة.
وكنت أود أن أسأل نفس السؤال لأخي لكني لم أستطع أن أفعل. كان غرضي من السؤال أن أسمع منهن أن الفتاة تتزوج من أجل أن تنشئ أسرة مسلمة تكون امتدادا لبيوت المصطفى صلى الله عليه وسلم أو بيوت أصحابه كعلي وفاطمة أو الزبير وأسماء رضي الله عنهم أجمعين.
ومن أجل أن تنشي أسرة صحية من البداية لأن ثمرة سليمة نتجت من بذرة سليمة, أن تنشئ أسرة مسلمة هدفها إعادة مجد أمة الإسلام الذي أضعناه. فالأجيال التي قادت أمة الإسلام إلى أعلى مراتب الرقي أقوي من أسرة مسلمة من رجل وامرأة مسلمين يجري الإسلام في شرايينهم ولم يكن قولا -بل فعلا- كما هو الآن. عدم الحوار, بعد المشاعر, عدم الفهم كلها أمور نشأت لبعد أسرنا عن تعاليم إسلامنا.
ونستطيع أن نقضي على هذه الأمور وذلك بتضافر جميع جهودنا من أن تعود الأسرة إلى منبعها الأصيل إلي تعليم الإسلام فإذا نجحنا في فعل هذا وكذلك كل ما ورد في استشارة الأمومة علم أم فطرة! مشاركة بإذن الله سوف تتلاشى كل هذه الأمور السابقة.
تحياتي لكم جميعا،
آمال
15/12/2004
رد المستشار
الحمد لله الذي جعل لنا فرصة أن نتواصل ويدعم بعضنا بعضا، ورغم لغتك التي أرجو أن تبالغي في تدريبها لتتحسن أكثر فإن رسالتك تبدو هامة للغاية حيث تربت على قلب أختنا صاحبة السؤال الأصلي، وعلى مثيلاتكن، وهن كثيرات.
التحدي الذي يواجهنا بشأن أسئلة الحرية، والنهضة والالتزام والانحلال هو تحدي لا يقتصر على من غادروا البلاد، وأقاموا في الخارج، فهو هنا أيضا، وأحيانا أشد وطأة لغياب الشفافية والمصارحة، ومحنة الاختيار شبه المنعدم أمام الفتيات اللائي غاب عقلهن أصلا بسبب التنشئة القاصرة، والتعليم الخربان، والإعلام المغيب للوعي.
كيف تبني الفتاة شخصيتها في مثل هذا المناخ !!! وكيف تتماسك في وجه تلك الأعاصير؟!!
وكيف تدافع عن نفسها حين يصرخ فيها أخ مذعور أو أب يخنقها لأنه يخاف عليها؟!!
هذه أسئلة أحرى بنا أن ننشغل بالإجابة عليها أكثر مما ننشغل بأسئلة أخري تافهة، أو غير ذات أهمية، والشباب مثل الفتيات من حيث ضعف التكوين الذهني والشخصي، وتجليات ضعف هذا التكوين ظاهرة للجميع.
أما حديثك عن الأسرة المسلمة فهو جيدٌ لكنه شديدُ العمومية، نحن نتحدثُ عن ما أسميناه الأسرة المسلمة منذ خمسة عقود على الأقل بينما أنجزنا في هذا الصدد عمليا ما يبدو أقل بكثير من ركام كلامنا عنه،
وشكرا لك.