اضطراب شديد
أنا إنسان ملتزم أخلاقيًّا، فلم أتَوَرَّط في أي علاقات على مدى 14 سنة من الزواج، ولا حتى مُغَازَلَة لامرأة أخرى غير زوجتي، رغم أن مستواي الاجتماعي يسمح بالاحتكاك بأُسَر أخرى صديقة، وفي العمل والزيارات تتوَفَرُّ فرص التَوَدُّد للنساء، لكني لا أفعل ذلك.
منذ سنوات طويلة سافر أخي الأكبر وزوجته إلى إحدى دول الخليج، ومنذ سنتين أَرْسَلا ابنتهما الكبرى لدخول إحدى الجامعات المصرية، وطلب مني وزوجتي أن تعيش معنَا، فرَحَّبْنَا بذلك لاتِّسَاع المنزل في أحد الكومباوندات الجميلة، وأيضًا لأنها عرَضَت أن تساعد زوجتي في أمور الاطفال والمنزل كما تعَوَّدَت أن تفعل مع أمها. بالطبع لم نكن نعرفها لسفرهم منذ سنوات طويلة وقِلَّة زيارتهم لمصر، ووجدتها فتاة راقية جميلة بدرجة مُلْفِتَة للنَّظَر وضَحُوكَة، وقد أَحَبَّتْهَا زوجتي وأطفالي الصِّغار على الفور (وهما ولد وبنت). كان جميلًا أنَّها أحَّست بأن بيتنا بيتها ومَلَأَتْه حيويَّة وحركة بروحها المَرِحَة، وردَّدَت أكثر من مرة "لماذا وأنا عَمُّها وبهذا الرقي واللُّطْفِ لم تتَعَرَّف بي إلَّا متأخرًا؟" فكنت أَعْزُو ذلك للظروف وغُرْبَةِ أبويها.
منذ البداية كانت تتعامل ببساطة في البيت وترتدي ملابس عادية لكن غير مُتَحَفِّظَة، فتتحرك لفترة بعد الاستيقاظ بقَمِيص نومها (حتى لو كان خفيفًا) أو ببيجامة أو شورت وتي شيرت بحَمَّالات، ورغم أنها كابنتي إلَّا أنِّي لَمَّحْت لزوجتي أن تُنَبِّهُها للتَّحَفُّظ قليلًا، فرفضت وقالت "أنت هتعَقَّد البنت. ده أنت أبوها!". أيضًا كثيرًا ما تجري وراء أطفالي وهم يصرخون، وتُلْقِيهم على الأرض أو أي سرير، وتتظاهر أنها تأكلهم، ولم أَرَهُم بهذة السعادة من قبل، لكن جسمها كان يتَكَشَّف كثيرًا أثناء ذلك، ورغمًا عنِّي كنت أُحِسُّ بِفَوْرَة غريبة عندها، وأنظر بدهشة لِمَفَاتِنِها وأنوثتها وأنا الذي لم يَهْتَم بامرأة من قبل.
بدأت في التعامل بجفاء معها، وكرَّرت نصيحتي لزوجتي بحُجَّة أن تتعَوَّد على الالتزام من الآن، فحدَّثَتْها، ولكن يبدو أنها لم تُبالِ كثيرًا حيث لم يتغَيَّر سلوكها ولِبْسُها عمومًا، وأنا لم أُكَرِّر طلبي.
ونسيت أن أقول أنَّها منذ فترة بدأت تجلس على حِجْرِي وهي فتاة كبيرة، وتُحَدِّثُني في أمر ما يَخُصُّها أو في دراستها وهي متفوقة فيها، فأُسْتَثَار بشدة وأُبْعِدُها بهدوء وأُجْلِسُها بجانبي وأنا متوَتِّر، وأقول لها "حتى أخي نفسه لا تجلسي معه بهذة الطريقة".
ومنذ شهور تصادف أن كنت أَمُرُّ بجوار حُجْرَتِها والباب مُوَارِب، وفُوجِئْت بها تُغَيِّر ملابسها استعدادًا للخروج، وكانت عارية تمامًا من الثياب، فارتبكت بشدة وهَرَعْتُ إلى غرفتي لأتمدَّد على الفراش، وفوجئت بانفعال شديد وإثارة، ودون أن ألمس نفسي بأي شكل فوجئت بأنني أقذف بعنف، وارتبكت جدَّا فلم يحدث لي هذا الأمر من قبل، ومن وقتها أصبح هذا يتكَّرر حتى لو كانت غير عارية كما رأيتها بل تفعل شيئًا عاديًّا مثل أن تنحني أو تجلس أمامي وتضع ساقيها فوق الكنبة، ومهما أحاول أن أمنع ذلك لا أستطيع، حتى أنَّنِي أَكْثَرت من اللقاء الزوجي مع زوجتي ولم يتوَقَّف الأمر، وللأسف أصبحت أحيانًا أضُمُّها بِرِفق للحظة وتفرح هي بهذ العطف كثيرًا وتَضُمُّني، وأحس أنا بنشوة قوية.
وقد كلَّمت أخي في أن تستَقِلَّ في سكن الجامعة الخاصة كمُغْتَرِبَة فَدُهِش ورفض الفكرة، وقال أنه يُفَضِّل ألَّا تدرس على أن تعيش بمفردها، وأنَّها تشكر فينا كثيرًا وفي حسن معاملتنا لها خاصةً أنا. وأصبحت أقضي وقتًا طويلًا خارج البيت لأتجنب إحساسي بها.
وأكثر ما يُغْضِبُني أنني تعوَّدْت أن أُسَيْطر دائمًا على مشاعري، وفشلت فشلًا غريبًا هنا.
بماذا تُشِيرُون عليَّ؟
9/4/2021
رد المستشار
شكرًا على مراسلتك الموقع.
تحليل استشاراتك يبدأ وينتهي في السطر الأول، حيث تُسَطِّر المخطط الذاتي Self-Schema لنفسك كما تتصوَّرُه أنت. أولًا تُشِير إلى أنك إنسان مُلْتزِم رغم أنك قادر على الدخول في علاقات خارج إطار الزوجية. هذا المخطط إن تمَيَّز بشيء فهو التَّنَاقُض والمَيْل إلى صفات شخصية عُصابِيَّة في التعامل مع النفس ومع الآخرين.
المُخَطَّط الذاتي يُؤثِّر على تقييم الإنسان لهدفه، وهدفك في البيئة التي تعيش فيها الآن هو ابنة أخيك التي على ما أظن في نهاية أعوام المراهقة. هذا الهدف يتميز بغُمُوضِه حيث لم تعرفها في طفولتها، وسلوكها ربما يتناقض مع سلوك من حولك. بعبارة أخرى البعد الأخلاقي لشخصيتها لا تستوعبه، وهذا بدوره دَفَعَك نحو سلوك غير مقبول أخلاقيًّا ونفسيًّا. ما تخاف منه حقًّا هو رد فعل من جانبها يتوازى مع مخططك الذاتي المُتناقض.
الإجابة أعلاه ليست انتقادً لك أخلاقيًّا، بل على العكس حاولت قدر إمكانك تَلْبِيَة طلبات شقيقك وزوجتك، ولكنك تشعر بالضعف من هدف لا تعرف كيف تتعامل معه أو تصل إليه، وتُدْرِك أصلًا أنَّك إن أَصَبْت هذا الهدف فالنتيجة كارثة بكل معنى الكلمة.
عين العقل هو أن تذهب إلى القسم الداخلي للجامعة حالها حال جميع الطلبة، فهذا يُوَفِّر لها الفرصة للنُّضوج معرفيًّا وعاطفيًّا.
وفقك الله.