قولوا لَنَا كلمة طيبة
السلام عليكم. أنا بنت لي ثلاثة إخوة ذكور، حَظِيتُ بأُمٍّ طَيِّبَة مُتَدَيِّنَة صالحة صابرة، مدة زواجها تفوق 32 عامًا، مَرَّت في هَمٍّ وغَمٍّ ومشاكل.
هذا المخلوق طاغي ظالم لم يَسْلَم منه لا أب ولا أم ولا إخوة ولا جيران ولا زملاء، حياته جُلُّها قضاها في القُمار والعلاقات مع النساء والذكور، ينقل صديقًا سَكرانًا، يَقبِضُ رَشوَة، يَغتابُ جارةً، يَشْتِمُنا، يضربنا، يَحرِمُنا المال، يُصاحِبُ الشواذ، ظَلَّ طوال حياته قاطِعًا لِرَحِمِه (أُمِّه وإخوته)، لم يحضر جنازة والده. وحَبَاه الله بالصحة والمال، مِمَّا زَادَه جَبَرُوتًا وظُلمًا.
والدتي مريضة بالسرطان، وهو حَرَمها من مصاريف العلاج، واتَّهَمها في شَرَفِها، والطَّامَّة الكبرى أنَّه طَعَن في نَسَبِ ابنه الكبير ذو الثلاثين عامًا.
منذ ما يفوق السنة لا نتكلم معه، ودعوت بِمَوْتِه لكن دون جدوى.
سؤالي: أنا وإخوتي والوالدة في حالة نفسية مُنهارَة، واليأس تمَكَّن مِنَّا، وحالتنا المادية لا تسمح لنا بالانتقال من هذا المسكن، وإلَّا كُنَّا هَجَرْنَاه.
أرجو أن تقولوا لنا كلمة طيبة.
ولكم الشكر الوافر المديد
14/6/2021
رد المستشار
ما من شك أن حياتكم جحيما............... تحمل رسالتك مأساة ومعاناة
ما إن أكملت قراءة الرسالة شعرت بالغصة بالألم... أيعقل أن يكون الانسان هو الكائن الوحيد الذي الذي يتمثل بالعقوق؟.. ليس نادرا هذا الإنسان أن يسيئ يحتقر يذل يسب يلعن يسخر يستخف يعتدي يهجم يبتز يغش يسرق يغتصب... إلخ... ما أن يصل إلى السعادة ما يلبث أن يندفع إلى شذوذ ما... يدمر نفسه بنفسه فيهوى إلى قاع العذاب معريا نفسه ويكشف عن أقذر الحقارات... متقلبا بين الدناءة والسقوط الأخلاقي والشهوات والشذوذ وتعاطي المجون. فهو أحيانا، الإنسان لن يتنازل يوما عن الألم، ولن يعدل عن العذاب، لأن الألم والعذاب مصدر وعيه وأساس شعوره...
أحس بمعاناتكم وما أنتم فيه من أسى وظلم واقع من قبل أخيكم كما ورد في رسالتك. وما هو أشد أنه يطعن في شرف والدته ونسب ابنه... ولطالما أنه بالصفات التي وردت في رسالتك عنه، فتوقعوا الأسوأ والأسوأ منه ما لم يردعه أحد ويوقفه عن تماديه وطغيانه...لابد من أن تلجؤوا لكبار الإسرة من الأعمام والأخوال والمقربين ليشدوا أذركم وهذا في أضعف الأحوال... لا تسكتوا... وإن هناك من سينصفكم ويقف إلى جواركم...
واضح أنكم تعانون الخوف والقلق والإحباط وأن اليأس قد تمكن من حياتكم... ويبدو أيضا، من رسالتك أنكم أعوز إلى المساعدة المادية... فما أعرفه عن بلادكم التي حباها الله بالخير، أنه توجد كثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية يمكنها المساعدة...