السلام عليكم موقع مجانين
أنا فتاة جامعية دائمًا أكلم نفسي، يعني عندما أتعرَّض لموقفٍ مُعين، أُحب أن أجلسَ في غرفةٍ وحدي، لأتكلم مع نفْسي، وأناقش نفسي، وربما أتخذ أدوارا مرة بهذا الرأي ومرة بذاك فهل هذا مرَض؟
أيضًا عندي مشكلة وهي: أنِّي إنسانة غير اجتماعيَّة، لا أحضر أية مناسبات ولا اجتماعات، حتى لو كان ذلك في بُيُوت أخواتي أو أقاربي بشكل عام، لأنِّي أشعر أنَّ الجميع سوف ينتقدونني
هذا ربما منذ الصغر لكن الأمور صارت أخطر عندما كبرت ووصلت الجامعة، وأهلي لا يكفون عن اتهامي بالتقصير
هل عندكم حل لما أعاني؟
28/7/2021
رد المستشار
عليكم السلام ورحمة الله
مرحبا بك "نجوان" الحديث مع النفس يحدث لنا جميعا سواء كان في صمت أو جهر المهم أن تكوني مدركة أن هذا حديث وطريقة تفكير، لكن كان يمكنك الإشارة لطبيعة هذه الموضوعات ومحتوى هذا الحديث بذكر أمثلة. وعلى كل حال كونك واعية ومدركة أن هذا الحديث هو بينك وبين نفسك فليس هذا مرض ولا مشكلة.
كونك تصفين نفسك بأنك غير اجتماعية ومنعزلة عن المحيطين فيما هو ترفيهي وفيما هو ضروري (واجبات اجتماعية) واتهام أهلك بالتقصير في هذا الجانب وخوفك من الانتقاد، كل هذا يعبر عن مشكلة اغتراب اجتماعي وعزلة وهنا يمكن أن نقول أنها مشكلة لأنه يترتب عليها عدة مشكلات:
- انت غير راضية عن نفسك في علاقاتك وربما هذا يجعلك تشعرين بالوحدة والعزلة
- المحيطين بك والمحبين لا يجدونك في أفراحهم وأطراحهم وهذا يجعلهم يندهشون من غيابك وتبدأ هذه الدهشة تتحول في بعض الأوقات لانتقادات.
- الانتقادات التي تخشينها تزداد فتجعلك تتجنبين الناس أكثر.
- تجنبك التفاعل الاجتماعي يجعل الأهل يتهمونك بالتقصير.
- اتهامك بالتقصير يشعرك بالذنب وبأن لديك مشكلة.
- عند إحساسك بأن لديك مشكلة تبدأين في الحديث مع نفسك وغرفتك لاستيعاب ما حدث.
هكذا أنت في دائرة مفرغة، لن تنتهي سوى بالآتي:
- مشاركة المحيطين بك في أوقاتهم ومناسباتهم حتى لو شعرت بعدم الارتياح فليس هذا مهما في بادئ الأمر.
- الصبر على الانتقاد وتقبله واعتبار ذلك أمر عادي وأنت في طريق اكتساب بعض المهارات الاجتماعية.
- ليس مطلوبا منك أن تتحولي لشخص اجتماعي مؤثر، لكن تقبلي طبيعتك في الميل للانعزال بعض الأوقات وكوني متواجدة ومندمجة ومشاركة في المناسبات على مدار الشهر وفي الظروف التي تحتاج دعم ومساندة وفي الترفيه اليومي وجلسات الحوار والتسلية والونس.
- يقال "الناس بالناس" والأرض اللي ما فيها ناس ما تنداس" فحياتك في تلك العزلة تشكل عليك ضغطا نفسيا نحن نتفهمه، ربما لا يشعر بك أغلب من حولك لأنهم معتادون على أدوار ينتظرونها منك.
لكن الحل في محاولة التكيف والتواجد بين الناس مهما كانت طباع من حولك فوجودك بينهم بعض الأوقات أسلم لك ويمنحك الخبرة والنضج الاجتماعي ويجعلك أفضل إن شاء الله.