السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في العشرين من عمري أدرسُ في منطقةٍ بعيدةٍ عن مسكني، استأجرتُ أنا وأخي بيتًا قُرب مكان دراستي، وأخي ذو خُلُقٍ ودِين، محافظٌ على الصلوات، والصيام، وقراءة القرآن، والأذكار، وغير ذلك، إلا أنه يبدو دائمًا حزينًا غامضًا في كثيرٍ مِنَ الأحيان، لا يحب أن أعرف ما وجهتُه إذا خرج، ويغضب إذا عرفتُ أو سألتُه!
في أحد الأيام احتاجني لحلِّ مشكلةٍ في حاسوبه؛ وأثناء حلِّ مشكلة الحاسوب، وجدتُه يبحث في المواقع عن مواضيع: (علاج الشذوذ الجنسي)، ولم أكن أعلم ما الشذوذ الجنسي؟
دفعني الفضول فقمتُ بالبحث عن مواضيع تخص هذا الأمر، وقمتُ بالبحث في حاسوبه - بدون علمه - علَّني أجد شيئًا يعرِّفني هُوِيَّة هذا الشخص، لكني لم أجد شيئًا في حاسوبه، فدفعني الفضول أكثر بأن أقوم باستعادة جميع الملفات القديمة المحذوفة عنده، وقمتُ بتنصيب برنامج مُراقبة وكشف "الباسورد" على حاسوبه، وبعد حصولي على "باسورد بريده" فتحتُه، وعلمتُ مِن الأرشيف أنه كان يُمارس الجنس عن طريق الإنترنت؛ فصُدِمتُ ولم أصدقْ! أخي أنا يفعل هذا !! وبعد التأكد ندمتُ أشد الندم؛ لأني تركتُه يعيش غامضا لا أعرف عنه شيئا وهو مقيم معي.
جمعتُ كلَّ ما حصلتُ عليه مِن معلوماتٍ في مجلد خاصٍّ، وأخفيته في حاسوبي، وحاولتُ أن أخبره بالموضوع، لكني لم أتمكَّن.... وبالصدفة عرف بالأمر وأني علمتُ ما يفعل، فترك لي رسالة مفادها: أنَّ هذا الفعل مِنَ الشيطان، وهو يحاول تركه، والموضوع يخصه، وعاتبني أني اطَّلعت على خصوصياته.
قمتُ بتغيير "باسورد" بريدِه، وطلبتُ مقابلته، وأخبرته أني لنْ أعطيه "الباسورد" إلا بعد مقابلته، وبالفعل قابلتُه وأخبرتُه أن الموضوع سيبقى سرًّا، ولن أكشفه لأحدٍ، وأخبرتُه بأنه لا داعي لهذا الشيء؛ فكم من مؤمنٍ قد أغواه الشيطان، وأن بابَ التوبة مفتوحٌ، والله - سبحانه وتعالى - يغفر الذنوب.
أحسستُ أنه ارتاح واطمأنَّ لذلك، وتحدَّثنا كثيرًا حول هذا الأمر، فتبيَّن لي أنه منذ فترة طويلة وهو يُعالَج، وأنه في نهايات العلاج تقريبًا، فقدَّمتُ له النصائح، ونصحتُه بالزواج.
أحسستُ أنَّ ثقته أصبحتْ معدومةً؛ فهو يخشى منِّي دائمًا، مع العلم أني أُعامِلُه بشكلٍ حسَنٍ، ولم أُبْدِ له أي سوء، وفي الوقت نفسه أنا لا أصدِّقه نهائيًّا؛ إذ كذب عليَّ مرات كثيرة، فلا أصدق أي كلام يقوله.
السؤال:
1- هل أخطأت في حقِّه عندما اطلعتُ على خصوصياته؟
2- هل كان مِنَ الخطأ أن جعلته يعرف أني عرفت بأمره؟
3- هل ما يعمله مِن العبادات حقيقيَّة خالصة لله؟ أو فيها رياء؟
4- كيف أستطيع أن أساعده؟ وكيف أجعله يثق بي؟
5- كيف أجعل نفسي أصدق كلامه وألا أشك فيه؟
أرجو أن تقدموا لي النصيحة والإرشاد
ولكم الشكر والتقدير والدعاء
28/7/2021
رد المستشار
موضوع الاستشارة: التوجه المثلي
تعليق الموقع:
موضوع المثلية لا يدخل في نطاق الطب النفساني هذه الأيام، وما فعلته مع شقيقك يتوازى مع الثقافة التي تعيش فيها ولا حرج بذلك. عليك أن توجه هذه الأسئلة له وليس للموقع ولكن ما فعلته كان بسب حرصك عليه. ليس من الخطأ ان تعرف بأمره بل على العكس ربما ساعدته في الخروج من عزلته، وكذلك هو الوحيد الذي يستطيع الإجابة على هذا السؤال. موضوع تقبل العبادات ليس من اختصاص البشر بل الله عز وجل وهو يغفر لمن يشاء ولا يغفر لمن يشرك به.
فعلت ما فعلت وعليك الآن أن تفسح له المجال للمضي في حياته كما يشاء فهو إنسان بالغ ويدرك مشاكل التوجه الجنسي المثلي. الصراحة لا تستطيع مساعدته وهو الوحيد القادر على ذلك.
في نهاية الأمر تستمر علاقات الأخوة.