وسواس الصيام
أنا أعاني من وسواس الصيام وما عرفت كيف أتجاهله حيث اليوم وأنا أتروش وضللت أبزق الماء لكن حسيت أني بلعت،
علما أني لست متأكده أنني هل فعلا بلعت ولا وسواس!! لأني حسيت بلساني يتحرك هل صيامي صحيح؟
7/4/2022
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا- أسأل الله تعالى لك العافية في الدنيا والآخرة
الوساوس له شقان:
الشق الأول: شق طبي، ويجب فيه مراعاة الأطباء المتخصصين، وقد قال النبي صل الله عليه وسلم: "تداووا عباد الله".
الشق الثاني: شق ديني، والوساوس نزغ من الشيطان ليحزن الذين آمنوا، ويمغص عليهم علاقتهم بربهم، ويفسد عليهم عبادتهم، فيظل المرء في حيرة، ليصل إما أن يكره الدين، أو يكف عن العبادة بزعم كثرة الأخطاء الواردة من الوساوس، أو أن يجعله في حيرة من أمره وتشكيك في دينه.
وأول علاج له من الناحية الدينية: الالتجاء إلى الله والتضرع إليه والإلحاح في الدعاء أن يزيل تلك الوساوس عنه، كما قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأعراف: 200].
الأمر الثاني والأهم: هو معرفة الأحكام الشرعية، ذلك أن تلبيس إبليس يقع كثيرا على الجاهلين بأحكام الدين، فإذا عرف الإنسان أحكام الدين؛ خفت الوساوس أو ذهبت ولم يعد لها مكان في عقل الإنسان.
وما تعانين منه من الوساوس في الصيام، وأنك حسست أنك قد ابتلعت شيئا مما بزقته من الماء، فهذا كله لا يفطر، لأن بلع الإنسان ريقه؛ غير مفسد للصيام، لأنه ليس شرابا ولا طعاما، وإنما الذي يفسد أن يشرب الإنسان أو يأكل شيئا، لقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ } [البقرة: 187].
بل نص العلماء أن ما يتبقى من قطرات صغيرة من الماء عقب المضمضة لا تفطر؛ لأنها ليست مغذية، ولأنها قطرات قليلة؛ ليست في حكم الشراب.
بل من رحمة الله تعالى أن الإنسان إن نزل في حلقه بعض ماء خطأ دون قصد، أو شرب ناسيا، فإنما أطعمه الله وسقاه، كما ورد في حديث النبي صل الله عليه وسلم.
فكل ما حصل لك لا علاقة له بإفساد الصوم، وصومك صحيح، حتى لو كنت بلعت بعض الريق؛ لأنه ليس شرابا ولا في حكم الشراب.
وقد قيل: خير علاج للوسوسة ترك الوسوسة.
فصيامك صحيح، وتقبل الله منك صالح العمل.