السلام عليكم..
أولا: أحب أن أشكركم على الجهد الجبار الذي تقومون به في مساعدة الشباب، وجزاكم الله خير الجزاء.
مشكلتي هي أني كنت مرتبطا بعلاقة حب مع فتاة بعمري تقريبا منذ 5 سنوات، وكانت علاقة حميمة نوعا ما، ولكني عندما قررت أن أتزوج تزوجت بالطريقة التقليدية بفتاة ذات خلق ونسب ودين، اختارتها والدتي وتزوجت قبل سنتين ونصف.
والمشكلة أني اكتشفت أني لا أستطيع العيش بدون الفتاة التي أحببت، وأحس دائما بتأنيب الضمير لأني وعدتها بالزواج ولم أتزوجها، وأريد الآن أن أتزوج منها، ولكني أخاف أن تتركني زوجتي الأولى وتطلب الطلاق، وأنا أيضا أحبها ولا أريد التخلي عنها خاصة وهي حامل حاليا. فلا أدري ما العمل.
أرجو منكم تقديم النصح.
وجزاكم الله ألف خير.
9/4/2022
رد المستشار
الأخ العزيز: "طه" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أفهم ماذا تقصد بأن علاقتك بالفتاة التي أحببتها منذ خمس سنوات كانت حميمة نوعا ما، فهل تقصد بحميمة – كما يتبادر إلى الذهن– أنها كانت علاقة جنسية، أم تقصد أنها كانت علاقة عاطفية قوية؟
وإذا كانت كذلك فلماذا تخليت عنها بهذه السهولة وهربت أو تهربت منها بعد خمس سنوات؟ هل كنت تشك في أخلاقها لأنها اقتربت منك إلى هذه الدرجة الحميمة؟ وإذا كان ذلك صحيحا فكيف تعود إليها الآن وتطمئن إليها كزوجة؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك وكانت هي فتاة طيبة وعلى خلق فلماذا تركتها بهذه السهولة عند أول محطة في حياتك؟ وهل يمكنها أن تثق فيك بعد ذلك؟ أم وجدت أن الفتاة التي اختارتها لك والدتك ذات خلق ونسب ودين فتزوجتها، وبعد أن أخذت حاجتك العاطفية وربما الجنسية من الفتاة الأولى يساورك الآن الطمع الذكوري، وتريد أن تحصل على كل شيء في الفتاتين، فتأخذ العاطفة والجنس من الأولى، وتأخذ الخلق والدين ورضا الأم من الثانية، ولماذا تفكر دائما في احتياجاتك أنت في الوقت الذي تريده وبالطريقة التي تحددها؟
من الناحية الشرعية لا أحد يستطيع أن يمنعك من الجمع بين الفتاتين إذا كان ذلك سوف يتم بزواج شرعي مكتمل الأركان، ولكن من الناحية النفسية والاجتماعية يساورني القلق في أنك تأخذ قراراتك بدون تفكير كاف، فتحب لمدة خمس سنوات، وتقيم علاقة حميمة (لست أدري لأي مدى كانت حميميتها)، ثم تتركها بمنتهى السهولة وتتزوج بناء على اختيار الأم، وبعد سنتين ونصف من الزواج (ربما شعرت فيها بالألفة أو الملل من زوجتك، أو فقدت بعض بريقها الأنثوي بسبب الحمل) تريد أن تستعيد الفتاة الأولى، وكأنك تتعامل مع النساء على أنهن لعب تلهو بهن وقتما تشاء وتتركهن وقتما تشاء، ثم تعاود اللعب بهن حينما تقرر.
والزواج الصحيح شرعا وعرفا لا يقوم على مجرد النزوات العابرة، وإنما هو ميثاق غليظ يقوم على أسس راسخة قوامها السكينة والمودة والرحمة كما ورد في كتاب الله تعالى، ويهدف إلى تكوين أسرة ورعاية أطفال وتنشئتهم على القيم والمبادئ العليا. كل هذا يتنافى مع ما حدث من الغدر بالفتاة الأولى ومحاولة الإضرار النفسي بالزوجة الحالية دون مبرر، وربما تتخذ قرارا بعلاقات أو زيجات مستقبلية يفتقر قرارك فيها إلى التفكير المتأني والحسابات المتزنة، أو تتأثر فيها بتوجيهات غيرك.
من فضلك تأنَّ، وتوجه باهتمامك إلى بيتك وزوجتك وعملك وعبادتك، وارض بما قسمه الله لك، وإذا شعرت بالذنب تجاه فتاتك الأولى فاستغفر الله، وادع لها بالتوفيق.