السلام عليّكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أعزائي.. إخوتي في الله.. أشكركم وأحييكم على هذا المجهود الذي تقدمونه لنا من حل مشاكل كثيرة في حياتنا.. جعله الله في موازين حسناتكم.
في البداية أحب أن أعرض عليّكم مشكلتي، وأنا لا أعلم حقيقة أهي مشكلة أم أنني من جعلها مشكلة؟! أنا شاب في المرحلة النهائية من الثانوية العامة تعلقت بفتاة جارة في السنة الأولى من الثانوية، ولكن لم تسنح لي الفرصة فأكلمها ولو لمرة واحدة، وكلما أراها أريد أن أكلمها وأصارحها بإعجابي لها، ولكن شيئا يجعلني أقف أمامها متسمرا وأتلمح جمالها.
فأنا أخشى إن أنا كلمتها وصارحتها بإعجابي لها أن تخبر عائلتها وتحدث مشكلة، ولكني أرى في نظراتها أنها تريد أن تكلمني، وللعلم أنني شاب ملتزم وأقيم صلواتي الخمس وسنن الرسول صلى الله عليّه وسلم، فأنا هنا أريد أن أستفسر عن عدة أسئلة:
*أولا: هل إذا كلمتها وصارحتها هل يكون حرامًا، مع أنني لا أنوي في هذا الأمر أن أتكلم معها وأصارحها بإعجابي وأتعرف عليّها فقط وأمور المراهقة هذه، بل أريد أن تصبح زوجتي في المستقبل وذلك بإذن الله.
*ثانيا: كيف أكلمها وأصارحها وأنا كلما نظرت إليها أو رأيتها لا أستطيع أن أذهب إليها وأكلمها وأشعر بأن شيئا يمسكني بقوة وأشعر بخجل شديد لقلة خبرتي في هذه الأمور.
فيا سيدي لا تقل لي انتبه لمستقبلك واتركها للنصيب فإنني أردت أن أمحها من تفكيري، ولكن كلما رأيتها يعود نفس الإحساس وأفكر فيها ولا تقل لي إنها أمور مراهقة فمع أنني أمر بهذه المرحلة، لكنني نشأت في رعاية الله وأعرف ما هي حرمات الله حقا.
أرجو ألا تتأخروا عني في الرد على مشكلتي
وفي النهاية أعتذر عن الإطالة.. أفادنا الله وإياكم ووفقنا لما يحبه ويرضاه.
13/10/2022
رد المستشار
وعليّكم السلام ورحمة الله وبركاته..
ولدي.. ليتني أستطيع أن أعود بالزمن إلى حيث كان، فأعيش معك هذه الحالة الجميلة البريئة من المشاعر الأولية، جميل أن عبرت عن شعورك تجاهها بأنه إعجاب أو مجرد تعلق ولم تستخدم ألفاظا مثل "أحببتها، وحبها ملك عليّ كياني"، وأشياء من هذا القبيل، ولكن حتى تعلقك العاقل هذا بها ليس شرطا أن يجعل منكما زوجين سعيدين في المستقبل، فالزواج له حسابات أخرى.
وهذه مشاعر طبيعية جدا يا ولدي.. ليس في فترة المراهقة، بل طوال العمر.. ولكنها تبدأ بعنف مع المراهقة الثالثة.. أي قبيل الجامعة وعند دخولها.. ونجد الشباب الصغار يكونون أفكارًا وأحلامًا ويضعونها نبراسًا وفقها لحياتهم كلها.. وقليل منهم من يستطيع التخلص من فقه هذه المرحلة، فالذي يعلق الحياة على مشاعره سواء بالإعجاب أو بالرفض.. تجده في عام حياته لا هو مرتاح ولا هو سعيد.
لن أطيل عليّك في هذه الفلسفات، ولكنني سأجيب عليّك قدر استطاعتي، تسألني إن أنت صارحتها بإعجابك وكلمتها هل هذا حرام؟! وأنا لست بمفتٍ والإفتاء لا يدخل ضمن معلوماتي إلا مثل أي شخص يعرف عن الحلال والحرام ما يسمح له بأن يعيش مستورا من الكبائر والآثام.. ولكن يا ولدي هناك حديث شريف أتمسك به وأستعمله مقياسا للأفعال بدون أي فذلكات كبيرة، قال صلى الله عليّه وسلم: "الإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليّه الناس".
إذن أي شيء تريد أن تخفيه عن الناس لأنهم إذا عرفوه أو رأوه ستحدث مشاكل، هذا غالبا هو الإثم.. وهنا أتوقف معك قليلا.. ما الذي يخيفك إذا أخبرتها فأخبرت أهلها بدورها؟! المشاكل.. أو لست تنوي الزواج بها؟! إذن المفروض أن التصرف الطبيعي هو أن يعرف أهلها بالقصة، وتلعثمك وحرجك حين تلقاها هو رد فعل طبيعي لضعفك وقوتها.. أنت من يشعر بها ويتعلق قلبه بها.. وهي وإن كانت تحاول أن تحثك على الكلام أو تدفعك إليه فهذا لأنها غالبا ترى في عينيك كلاما وفي رجفة ملامحك مشاعر.. وهي مثلك مراهقة تتمنى المشاعر وتحلم أن تعيشها.. فهي تريد أن تسمع وترى هذا الحب الذي تختصها به فتسعد وترتفع معنوياتها، فهي أنثى ومراهقة، وهذا أيضا رد فعل طبيعي يا ولدي.
لن أقول لك ركز في مستقبلك فالزواج جزء من مستقبلك.. ولكني سأقول لك انتبه للأولويات في حياتك.. فأنت في الثانوية العامة والامتحانات على الأبواب.. فالمفروض أن يكون أهم أولوياتك في هذه الفترة اجتياز الامتحان بنجاح وتفوق حتى تستطيع أن تضمن مستقبلا باهرا.. غالبا سيكون شفيعا لك عند أهلها حين تخبرهم بخبر إعجابك بابنتهم ورغبتك في الارتباط بها في الوقت المناسب.
ولا أجد أي غضاضة في أن تخبرها وتطلب منها أن تخبر أهلها.. على شرط أن تستأذن أهلك أولا وتتحاور معهم وتقنعهم.. حتى لا تقع في مشكلة كبرى إذا وافق أهلها على انتظارك واعترض أهلك على اختيارك.. ستتلعثم وترتبك، ولكنك ستتحدث في النهاية.. أو ربما بعد موافقة والدتك مثلا أن تخبر هي أم الفتاة أولا فتسهل عليّك مشوار الحديث الأول الذي يقلقك.. ما دمت تنوي الدخول من الباب وطلب الحلال الذي شرعه الله.. فلا تخف يا ولدي.
إذن المسألة ليست بأن أقول لك: "انس مشاعر الأطفال والمراهقة هذه وركز في المستقبل"، بل أعد ترتيب أولوياتك حتى لا تفقد هذه الفتاة التي تعجبك، وتعامل مع القصة كلها كرجل واع مسؤول.