بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكر- بداية - الأخوة القائمين على موقع مجانين على ما يبذلونه من جهد لنشر الصحة النفسية المطلوبة، ولما يقدمونه للأخوة من إجابات شافية لأسئلتهم ومشاكلهم المحيرة.
أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري، أنهيت دراستي الجامعية قبل سنة والآن ما زلت بلا عمل، كما أنني غير متزوج حتى الآن نظراً لارتفاع تكاليف الزواج المادية التي لا قِبَل لي بها الآن، وأنا شاب ملتزم والحمد لله بل من الشباب المسلم الذين يشار إليهم بالبنان، ولا أصاحب إلا شباباً ملتزمًا فقط والحمد لله، وأكره العلمانيين كراهية شديدة، ولي نشاطات دعوية وسياسية وفكرية إسلامية، مشكلتي بدأت منذ بداية فترة المراهقة، وتفاقمت بعد أن اشتريت جهاز تلفاز خاصًا بي في غرفتي، فأنا أحب أصدقائي كثيراً وأحب الشباب الوسيم منهم ـ على قِلّته ـ بدرجة أكبر، وهذا الحب حتى لا تذهب بكم الظنون هو حب إعجاب وتقدير واستعداد للبذل لهم وحمل الهموم من أجلهم، ويمكن القول بأني أحمل تجاههم عاطفة قوية جياشة جدًّا؛ لدرجة أن الشباب الأقل وسامة ربما يشعر بالمقت مني، علماً بأنهم يحبونني حباً كبيراً وذلك كما قلت لكم؛ لأننا مجموعة من الشباب مرتبطة ببعضها ارتباطاً قويًا إلي الدرجة التي أتمنى معها –في قرارة نفسي- أن يكون أحد هؤلاء الأصدقاء هو الزوج المرتقب لأختي التي تنهي دراستها الثانوية.. أشعر بالحب الشديد لأحد هؤلاء الأصدقاء بدرجة خاصة علماً بأني أعتبره الصديق المقرب مني، وقد انعكس حبي له إلى حبي لعائلته حيث إن له عددًا من الأخوة الذين يصغرونه في السن، وجميعهم يشعرون بالابتهاج عندما يرونني وأشعر بمدى حبهم لي.
لصديقي هذا أخت أنهت دراستها الثانوية، وهي الآن قاعدة في البيت لا تكاد تخرج منه مطلقاً ككثير من بناتنا، رأيتها أول مرة عندما كنت أدرس في الجامعة حين كنت أذهب لصديقي – أخيها – إلى البيت لأصطحبه معي إلى الجامعة، علماً بأننا أنهينا الدراسة معًا، كانت في تلك المرة خارجة إلى المدرسة مع إحدى زميلاتها، ومنذ تلك الحادثة تعلق قلبي بها – مر على ذلك حوالي 5 سنوات – وأنا الآن أشعر بالحب الشديد لها لدرجة أنه لا تكاد تمر ليلة واحدة دون أن أفكر فيها وأمرر اسمها على شفتاي، مع العلم أني لا أكاد أتذكر ملامحها لقلة ما أشاهدها، وقد نازعتني نفسي مراراً أن أصارح أخاها – صديقي – بحقيقة مشاعري تجاه أخته، لكنني أتردد وأتراجع، وأبذل الآن محاولات كثيرة لرؤيتها من بعيد حتى أتأكد من حقيقة مشاعري نحوها وأنها الفتاة والزوجة التي أبتغيها غير أن الفرصة لم تسنح لي بعد، أريد أن أسألكم هل هذا حب حقيقي لهذه الفتاة أم هو مجرد انعكاس لحبي لأخيها - صديقي - وهل أتقدم لخطبتها أم لا؟
أريد أن أوضح ملحوظة أخرى وهي: أنني أشعر بالحب الشديد للبنات الحسناوات خاصة اللاتي يظهرن في التلفاز، ولا أنظر بشكل شبه تام إلى أي من البنات اللاتي يمشين في الشارع أي البنات في الحقيقة، ولا يكاد يمر يومان أو ثلاثة على الأكثر دون أن أشتاق إلى جنس النساء، وأنتم تعلمون، ماذا يفعل الشباب لكي يفرغ هذه الطاقة الجنسية التي لا أستطيع أن أصمد أمامها، وإذا قلتم لي عليك بالصيام لحديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقول لكم إن هذا الحب للجنس مع البنات يأتيني في الليل عندما أخلد للنوم غالباً وليس في النهار، وإن أتى في النهار أؤجله لفترة الليل، وكنت في البداية أشعر بالندم والتأنيب بعدما أقوم بالممارسة مع نفسي، غير أني الآن لا أكاد أشعر بذلك لكثرة المثيرات خاصة في التلفاز والإنترنت والمثيرات الحقيقية المشاهدة في الشوارع، وقلة اليد من أجل الزواج الذي أعتبره الحل الوحيد لمشكلتي،
أرجو أن تجيبوني بما يخفف عني ما أنا فيه، وأن تقدموا ما تقدرون عليه من المساعدة لحل مشكلتي،
وجزاكم الله خيرًا، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
3/1/2024
رد المستشار
الأخ العزيز: وضعت سؤالك أمامي لفترة طالت بعض الشيء، وكنت أذهب، وأعود إليه متأملاً ومتسائلاً: أين المشكلة بالتحديد؟!!
في نقاط ألاحظ معك التالي:
أولاً: حبك للشباب "الوسيم" كما أسميته يمكن تأويله على أكثر من وجه، فيمكن أن يكون المنشأ حب الجمال بشكل عام، ويمكن أن يكون "رتوش" ميل غير صحي لنفس الجنس، والنفس تحب الجمال، لكنها في مجال الجمال البشري تميل إلى الجنس الآخر، فمن الطبيعي أن تحب أو تعجبك الفتيات الحسناوات، ولكن العكس يبدو مقلقًا.
ثانيًا: واضح أنك تملك طاقة كبيرة تفوق مجالات استثمارك لها، فالأنشطة التي تقوم بها هي أقل من طاقتك وقدراتك، وعدم الاندراج في وظيفة يضاعف من شدة المشكلة، وفي هذا الفراغ الناشئ عن الفجوة بين الطاقة والأنشطة تنتشر هواجس وأفكار، تبدو وليدة هذا الوضع المختل، وقديمًا قالوا: "العسكر الذي تسوده البطالة تكثر فيه المشاغبات"
ثالثًا: يزداد الطين بلة بهذه الفوضى التي تتعامل بها مع مسألة المرأة والجنس، وشيوع هذا الأسلوب في التعامل مع هذا الموضوع لا يبرر السلوك، ولا يحل المشكلة.
مفتاح الحل يا أخي أن تكون "منظمًا في شؤونك" كما وصف أحد الأئمة المسلم بكونه:
"سليم العقيدة.. صحيح العبادة.. متين الخلق.. وذكر منظمًا في شؤونه"
وأول هذا النظام أن تعمل في وظيفة؛ لأن العمل هو مجال التدريب على تحمل المسؤولية، وهو أرضية للاحتكاك المفيد بالناس مما يتم معه النضج الذي يحتاجه الإنسان لإدارة راشدة لحياته.
وتحتاج إلى تحديد واضح لمسألة حب "الوسيمين" هذه، فالجمال – رغم أهميته- ليس هو المعيار الأهم في التعامل بين الناس، وبالأحرى بين الرجال، وما تشعر به تجاه هذه الفتاة هو شعور فيه من الفضول أكثر مما فيه من الميل أو الحب، ولا أرى أن هذا – بالإضافة إلى تعطلك عن العمل – وضع يتيح لك التقدم لها بأي حال من الأحوال.
إذا كان الزواج في حالتك واجبًا فالعمل أوجب "وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" كما في القاعدة الأصولية الشهيرة، فاتق الله ولا تبدد عمرك، أما بالنسبة للاستمناء فلنا فيه إجابات مطولة تحدثنا فيها عن الصوم، وبرامج علاجية أخرى كثيرة.. يمكنك العودة إليها، كما يمكنك العودة إلى إجابات أخرى عن التعامل مع الشهوة الجنسية حتى يتيسر الزواج .. ودمت سالمًا.