بدأت الحديث على إحدى الشبكات العربية مع شاب يبلغ من العمر 34، كان الهدف من ذلك المعلومات، وبدأنا فعلا ذلك حتى طلب التليفون، وتم الاتصال بيننا في الليل أكثر من النهار حتى طلبت منه التوقف عن الاتصال بحجة التكاليف، أعترف بالإعجاب ثم الحب.
وأشارت صديقة لي أن أسأله كيف أخذ الإقامة؟ اعترف بسبب وجوده الطويل في ألمانيا... أردت معرفة المزيد، خاصة أنه طلب أن يراني، وبدأ يسأل ما هي المواصفات التي يطلبها الأهل حتى يقبلوا الرجل المناسب للفتاة؟
اعترف بالحب مرات كثيرة، وأنا استطعت المحافظة على ما أكنه له دون البوح، وفي الفترة الأخيرة سألته لِمَ لم يتزوج؟ بعد 8 أشهر اعترف في تلك اللحظة أنه متزوج من أجنبية... سألته: عندك أولاد؟ قال لا بنبرة شعرت أنه قالها بارتباك. بعد فترة سألته مرة ثانية فاعترف، ولكن بعد أن تعلقت به لدرجة جعلتني أنهار، وأخذت مهدئًا لأعصابي، وتركت وأنا الفتاة الجامعية تخصصي في الدراسات العليا لإصابتي بعدم التركيز في دراستي وفي عملي.
وفي النهاية أرسلت له رسالة تمنيت له التوفيق، وأن يجمع شمله مع ابنته واعترفت له بالحب في نهاية 8 أشهر... هذه الكلمة التي لم أبح بها طول هذه الفترة، ووضعت "بلوكًا" لفترة حتى لا يظهر من جديد أمامي عندما أتكلم مع أخي؛ لأنني أرد عليه وأنهار.
لقد كذب علي بقوله: إنه لا يوجد عنده أطفال، وقد سألته لماذا فعل ذلك؟ فقال: لا أعلم. وهو الآن يريد المجيء لمقابلتي، ولكني قلت له: لا أصدقك.
وأخيرا.. فبالرغم من حبي لهذا الشاب فإن الله قد أنقذني. وأعلم أنني الآن أعاني الكثير نتيجة كذبه، وهو السبب الرئيسي لانفصالنا...
فهل ما فعلته صحيح؟
26/5/2025
رد المستشار
الأخت الكريمة، إذا كانت ظروف هذا الرجل ـ وهو متزوج، ولديه أطفال ـ لا تناسبك من حيث الارتباط به زوجًا ، وهو على هذه الحالة ، فإن ما فعلته معه يكون صحيحًا.
عندما يتعرف اثنان على الإنترنت، شاب وفتاة فإن الأقرب للحدوث أن يضع كل منهما نفسه في أكثر صورة مرغوبة، فكل الرجال على الشات يبحثون عن فتاة الأحلام، وهم ناجحون علميًا، ومستورون ـ على الأقل ـ ماديًا، وليس لديهم طلبات كثيرة في الشريكة المطلوبة ـ فقط التفاهم والإخلاص ـ وكذلك فإن جميع النساء على الشبكة يردن الرجل الجاد، ولا يطلبن غير الصدق والحنان... إلخ!!.
إنه عالم من النقاء الأسطوري الحالم؛ حيث تتقابل شخوص جميلة، ولكن وهمية إلى حد كبير!!. ثم لما نصل إلى نقطة الجدية يتكشف المستور، فإذا بالعيوب الإنسانية تظهر تباعًا.
محاولة ربط علاقة جادة عن طريق الإنترنت هي مراهنة قد تنجح، وقد تفشل لأسباب كثيرة منه ما ذكرته لك توًا، وينبغي لكل من يراهن أن يكون مستعدًا لكل الاحتمالات، ويبدو أنك لم تكوني مستعدة، وأن الخيال قد سرح بك، وظننت أن الذي يلوح لامعًا، في الأفق هو معين الماء الذي كنت تبحثين عنه، فلما وصلت إليه فعلاً وجدته سرابا لا يشبع نفسًا، ولا يروي عطشًا، والخطأ كان في عدم دقة تقديريك، وليس في رد فعلك على انكشاف الحقيقة.
أختي، للمصريين قول سائر حكيم المعنى، عميق الدلالة، وكثيرًا ما كان يغضبني حين يوجهه إليّ أحد ـ وأنا صغير ـ فهم يقولون لمن أصيب بعارض من عوارض الحياة: "تعيش وتاخد غيرها" يعني رزقك الله طول العمر والصحة.
ويتضمن هذا أن عوارض الحياة بالطبع ستستمر، فلا يخلو حي من الهموم، والإنسان الحكيم هو الذي يجعل الخبرة القاسية خلفه مخزونًا يثري تجاربه في الحياة، ولا يدعها تظل آلامًا في الصدر تفتك به، فيكون قد أعان الفاعلين على نفسه حين ترك حياته تنهار، ولم يتماسك كما يليق بمؤمن.
إذا كانت ظروف هذا الرجل الحقيقية تناسبك فلا بأس أن تستمري في خطوات الارتباط به، ولكن بحذر شديد، وبعناية فائقة، وإذا لم تكن كذلك فليس أمامك سوى طي هذه الصفحة بأسرع ما يكون، والتهيؤ لقراءة صفحات دفتر حياتك الأخرى، وأن تعيشي وتأخذي غيرها.
ويمكنك مراجعة مشاكل لنا سابقة شبيهة ومنها:
الحب بالشات = واقع أقرب للخيال
علاقات الشات.. خداع بالكلمات
الهاتف والشات: وسائل اتصال لا تواصل
علاقات الشات.. عبور للواقع من باب الخيال
استعيني بالله، وتابعينا بالأخبار.