ترددت في إرسال هذه الرسالة، ولكن لم أجد حلا ولا أريد أن يمر الوقت في التردد.. في البداية أعرف نفسي أنا فتاة في العشرين من عمري، دخلت كلية علوم مما أدخل الفرح على أمي، ولكن للأسف رسبت في السنة الأولى لي؛ فأصبحت سعادة أمي حزنا وهمّا، كما أنني أحسست أنى فاشلة، وهذه كانت أول مرة أحس بالفشل، وأعدت السنة وذاكرت مع العلم أنى لم أذاكر جيدا و لكن نجحت، وفرحت لنجاحي هذا.
ودخلت السنة الثانية وكلي حماس، ولكن حدث كما حدث لي من قبل في السنة الأولى، ورسوبي في السنة الثانية أدى إلى عدم رغبتي في أن أذهب للجامعة وعدم رغبتي في المذاكرة، وكلما ضغطت على نفسي لأذاكر أحس أنى مخنوقة وأن تركيزي معدوم، وأيضا أستغرق وقتا طويلا في حفظ أي كمية بسيطة، وأحس بعدم الرغبة في المذاكرة، ولم أكن كذلك من قبل وللأسف رسبت في "التيرم الأول" لسنة ثانية، مما جعلني أشعر بأحاسيس مختلفة ومتناقضة.
أحيانا أحس بحماس ورغبة شديدة في المذاكرة ليس للنجاح فقط ولكن للتفوق، وأقول: "لن أتنازل عن امتياز في جميع المواد هذا التيرم"؛لأثبت لنفسي أني قادرة على النجاح وأني لست فاشلة، وأجد نفسي أذاكر وغالبا أحس بإحباط شديد، وأحس أنى فاشلة وأنى عاجزة عن فعل أي شيء، وأن هذه الكلية فوق قدراتي، وعندما أجلس لأذاكر وأضغط على نفسي.. أحس (بزهق) وكأن هناك جبلا على صدري ولا أستطيع التنفس، ولكن أحاول وأجاهد أن أتغلب على ذلك الشعور بالإحباط؛ لأني أعلم أن سبب رسوبي هو عدم حضوري للمحاضرات وذلك لعدم رغبتي في الذهاب للكلية؛ وعدم مذاكرتي فأنا كنت لا أذاكر إلا قبل الامتحان بأيام.
أعلم أن هذا خطأ ولكن السبب في عدم مذاكرتي هو كما ذكرت سابقا عدم قدرتي على المذاكرة، ولا أدري لماذا لا أريد الذهاب للكلية علما بأن لدي أصدقاء، وأنا أحبهم كثيرا وهم أيضا كذلك ودائما يحاولون تشجيعي على الذهاب ويلومونني على عدم حضوري وعلاقاتي بزملائي جيدة، ولكن هذه الأيام وبعد ظهور نتيجة "التيرم الأول" لا أريد أن أرى أحدا إلا أصدقائي المقربين كما أنني لست وحدي من رسب من أصدقائي.. كما أنني لم أخبر أسرتي خوفا من حزن أمي؛ فأنا أخشى حزنها وأعلم أنني إن قلت لها فإنها لن تفعل لي شيئا ولكن حزنها يؤلمني.
فماذا أفعل لكي أتخلص من إحساس عدم الرغبة في المذاكرة، ومن إحساسي بعدم الرغبة في الذهاب للكلية وإيجاد الحجج والأعذار، فكرت في الاشتراك في رياضة ولكن أمي رفضت فوجدت نشاطا في الكلية وهو الجمعية العلمية وقد أعجبتني فكرته، وانضممت إليه ولكن لم يتغير شيء.
أحس بسعادة وأنا في الجمعية وعند عودتي وبدء المذاكرة لا شيء يتغير كما أحس أني بدأت أبتعد عن أقاربي، وبعدم الرغبة في الحديث معهم، وعدم الرغبة في زيارة أحد،
آسفة للإطالة ولكني أريد أن أبوح بما في صدري،
أرجو الرد سريعا جزاكم الله خيرا.
09/11/2024
رد المستشار
يبدو واضحا أنك تعانين من الضيق أو الشعور باليأس والإحباط بسبب إخفاقك الدراسي مما جعلك تستسلمين لهذا الفشل وفقدان الروح المعنوية.. ما أريد قوله لك, من منا لم يفشل أو يُخفق بشيء في حياته، وأنت لست استثناء..
بمعنى آخر عدم الفشل هو مؤشر سلبي يدل على انعدام التجربة والسلبية ليس فقط في الدراسة بل في كل مجالات الحياة.. حتى أكثر الأشخاص نجاحاً لا ينكرون أنهم فشلوا.
اعترافك بالفشل هو بداية الطريق إلى النجاح.. صحيح أن الحزن يملؤك ويعتصرك الألم وقد تنفجرين باكية ويسيطر عليك الضعف. وكل هذا شيء طبيعي.. لكن لا تغرقي في ذلك الشعور المحزن.. أنت لست فاشلة بل هي مشاعر إحباط سلبية تسيطر عليك مثل عدم الرغبة في الذهاب للكلية.. ولذا تحاولين الضغط على نفسك في محاولة صد هذه المشاعر المحبطة لكن تبوء محاولاتك بالفشل..
الأمر يحتاج إلى الآتي
• احصلي على قسط وافر من النوم
• نظمي أسلوب حياتك
• تجنبي رؤية الجانب السلبي من الأمور
• ضعي أهدافا ولا داعى للمبالغة في فشلك حتى لا تقعي فى شباك الإحباط.
• استفيدي من تجارب الآخرين
• حددي وقتا للمذاكرة
• تذكري الإيجابيات في حياتك..
• تجاهلي إخفاقك والفشل الدراسي
• التحدّث مع الأصدقاء والمقرّبين لتقديم المساعدة لتجاوز التفكير بطريقة سلبية
• التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة أو الانضمام إلى مجموعة توفر فرصًا لتحسين مهارات التواصل
• التوقف عن الحديث عن الفشل..
وقليل من التمارين:
• الاسترخاء: تساعدك على تقبل الموقف قبل التعرض للموقف.
• التنفس: بأخذ شهيق عميق وحبسه لثوان ثم زفير ببطء، ويكرر ذلك عدة مرات يوميًا.
وهنا يمكنك السيطرة على الإحباط والتفكير والفشل
إن استعصى عليك الأمر بعد ذلك يمكنك أن تطلب مساعدة اختصاصي نفساني....
واقرئي أيضًا:
رسوب فصل دراسي..يخلق قلق وتوتر لي؟
في الدراسة.. نحن من نقرر الفشل
الفشل يلاحقني وهم اسمه الإخفاق...
الفشل فقط حين نقرر الفشل!
الفشل فقط حين تكف عن المحاولة!
من الفشل نصنع النجاح
الفشل بعد النجاح متى ولماذا؟
كيف نحول الفشل الذريع لبصيص أمل؟
بين الفشل والتأخر وعدم الرضا فروق
رسوب متكرر: يا ترى لماذا؟
ويتبع>>>>: الرسوب المتكرر.. أعيدي ترتيب أوراقك م. مستشار