تحت العشرين.. العبور دون خجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أستطيع أن أعبر عن مدى سعادتي، عندما علمت أنكم قمتم بالرد على رسالتي، ولا أستطيع أن أنكر دهشتي؛ عندما قرأت هذا الرد؛ فلم أكن أتوقعه فهناك بعض الأشياء لم أذكرها، وهي أنني قمت باستشارة أحد المحللين النفسيين، وأخبرني أن هذا الأمر غير طبيعي، فالاحتلام يجب أن يكون في أثناء النوم الكامل، ولا أشعر به، ولا أعلم إلا عندما أرى آثاره في الصباح، وينبغي ألا أستيقظ، ولا يصاحبه أي أحلام، وأخبرني أن ما يحدث لي فيه نوع من التعمد؛ لأنه يأخذ شكلاً نمطيًّا أي يأتي في يوم معين من كل أسبوع، وأنني غالبا ما أستيقظ قبل ساعة أو نصف الساعة قبل موعد استيقاظي العادي، هذا هو ما أخبرني به، والواقع أنني ذهبت إليه مرة واحدة؛ وذلك إما لانشغالي أو انشغاله، والآن لا أستطيع الذهاب إليه لاستحالة ذلك لبعض الظروف فما رأيك؟
أما المشكلة الثانية فهي الخجل، فأنا أشعر بالخجل الشديد حتى إنني أخجل من الذهاب لشراء شيء ما مهما كان بسيطًا، كما أنني عندما أدخل لمكان ما حتى لو كان المسجد أشعر أن كل الناس ينظرون إلي لانتقادي؛ وهذا يصيبني بالارتباك الشديد، هذا كل ما يحضر في ذهني؛ فإذا كنت تحتاج إلى أي تفاصيل أخرى؛ فأرجو أن تحدد ما تريدني أن أجيب عنه، وشكرًا جزيلاً.
18/11/2024
رد المستشار
الأخ العزيز، بل نحن أسعد منك باستمرار التواصل بيننا، ونحن مندهشون؛ لأن الأمر واضح يا أخي، الاستمناء يكون في حال وعي لإنزال المني، والاحتلام يكون تلقائيًّا دون تدخل يدوي، ولو كان نتيجة خيالات، ولو حدث الإنزال في حالة اليقظة دون استمناء فهو وارد، ولا يكون في هذه الحالة احتلاماً ولا استمناءً، فأين المشكلة؟!
على كل يلزمك الغسل في كل الأحوال، وفي حالة الاستمناء يلزمك كل ما سبق، وتحدثنا بصدد وقتك وأنشطتك ودراستك واهتماماتك.
واقرأ في ذلك:
الاحتلام خبرة النائم الجنسية بين العلم والدين
الاحتلام Wet Dreams
الاحتلام بين الخوف والمرض
الإطلاقات الليلية Nocturnal Emissions عدا الاحتلام
أما الخجل فكأنك تصف أعراض ما يمكن تسميته بـ"الخوف الاجتماعي"، ولنا إجابة سابقة في هذا الأمر هذا نصها: يبدو من المواقف البسيطة التي ذكرتِها في رسالتك أنك تعانين مما نسميه في الطب النفسي بالخوف الاجتماعي Social Phobia وهي حالة من الخوف تنتاب الإنسان عندما يتعرض للمواقف الاجتماعية المختلفة التي يعتقد أنه يتعرض فيها إلى نظر الناس؛ فيتولد لديه خوف من أن يتصرف أو يتكلم بصورة خاطئة ويصبح محل انتقاد الآخرين، وهي مخاوف بدون أساس منطقي. والأمر يحتاج بجانب العلاج النفسي إلى بعض المساعدة الدوائية خاصة في المراحل الأولى من العلاج مما يساعد على التقدم بسرعة ناحية التخلص من هذه المخاوف، وعلاج هذه الأعراض يكون سهلاً إن شاء الله، خاصة والحالة في بدايتها، وأخبرينا بالتطورات.
ويجدر التنويه هنا إلى أن الخوف الاجتماعي مستوى مرضي يتجاوز الخجل العادي إلى وجود إعاقة حقيقية تمنع من التواصل مع الأحداث والأشخاص، وقد تصل إلى الامتناع الكامل عن الاختلاط بالناس، ولذلك فإن التفريق هام بين الخجل، والخوف المرضي.
واقرأ أيضًا:
الخوف الاجتماعي : ضرورة المعاناة للعلاج
مرحلة عابرة من الخوف الاجتماعي
الحياء الشرعي، والرهاب المرضي!
لماذا نخجل؟ وما الفرق بين الخجل والحياء؟
الخجل .. الرهاب .. أرشيف حافل
بين الخجل والرهاب: مشكلةٌ في الشجاعة الأدبية
فهل لديك تساؤلات أخرى؟!