بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتورة نعمت حفظها الله ورعاها... أنا صاحبة مشكلة "أنفق مع زوجي... هل أخطأت؟؟ أقدم لك جزيل شكري وامتناني لإجابتك على استشارتي وأتمنى أن تقبلي مني هذا الشكر المتواضع مني..
أرجو أن تتحملي مراسلتك مرة أخرى لأني أريد أن أوضح بعض النقاط في موضوعي مع زوجي (ولكن أريد أن أطلب منك لو تكرمت بأن تردي علي في وقت قصير لأن النت قد لا يتوفر لدي بعد فترة).
إنني حقيقة أخطأت في عدم توضيحي بعض الأمور، فأنا زوجي عليه بعض الديون المتناثرة، منها ما كانت قبل ارتباطه بي ومنها ما نتجت بعد الزواج، فبعد مرتبه بأسبوع لا يتبقى معه اللازم لآخر الشهر ومشكلة زوجي أنه لا يُؤمن بأن لكل زوج ذمة مالية خاصة به فهو يعتبرني بذلك أني لا أحبه وأحب المشاكل إذا طلبت منه أن لا يتدخل بأموري المالية وأن أنفق بطريقتي على البيت.
وهناك نقطة نصحتني بها أنه قد يبحث عن أخرى ليجد رجولته لكن زوجي هو من يطلب مني إدارة الأمور المالية بالرغم أني اعترضت فترة حتى لا يحدث أي سوء تفاهم بيننا لكنه غضب مني لطلبي هذا ويعاتبني في كل مشكلة بقوله "يكفي أنني لا آخذ أي شيء من راتبي وأعطيه لك تقسميه كما يجب معتبرا أننا شخص واحد أما أنت فدائما تحسيسني أننا شخصان".
إنني فعلا بحاجة لرأيك هل أنا مخطئة بحقه بأنه يضحي من أجلي في كل شيء كما يعاتبني دائماً وفي مرة أخبرني: إنني سأغضب إذا يوما علمت أنك كباقي النساء لا تطلع زوجها على أمورها الحياتية وأمورها المالية فنحن لا فرق بيننا.. فهو يعتبر الحب والوفاء بين الزوجين أهم من كل شيء.
وأخبرته ذات يوم أن الدين الإسلامي أعطى الزوجة حق التصرف في مالها فأجابني: ما سوف يخرب بيتك هو جلوسك على النت وقراءة مواضيعها.
فأرجو مساعدتي في كيفية تعاملي معه بعد توضيحي الصورة أكثر لك.
28/4/2025
رد المستشار
ابنتي
أرجو ألا يخيب أملك إذا قلت لك إن ما تصورته إيضاحا لم يقدم ولم يؤخر اللهم إلا في مسألة أنه مدين...!!
فأصبح فك كربه وسداد دينه من أبواب الحسنات الواسعة التي يكرم الله بها العباد يوم القيامة بغض النظر عن القرابة والنسب فما بالك بالقرابة والنسب وليس أي نسب، إنها الرابطة الزوجية الميثاق الغليظ .
أعود فأقول لك يا ابنتي مادمتم اتفقتم على أن يساعد الواحد منكم الآخر... فسيظل دائما زوجك يتوقع منك أن تسانديه لآخر الشهر وهو غير مقتنع أن لك ذمة مالية منفصلة لأنه يرى أنك تكملينه..... وهو يحتاج إليك.... ربما لو الوضع معكوس؟؟؟ هذا ما لا يمكن التنبؤ به الآن. وكما نصحتك من قبل كفي عن هذا النوع من الكلام:
الإسلام جعل للمرأة ذمة مالية مستقلة عن زوجها.. أنا حرة أتصرف في مالي!! من فضلك لا تطلب!!
كل هذا النوع من الكلام طلبت منك أن تكفي عنه. بالعكس لقد طلبت منك أن تقللي العطاء بقدر ما تكثري من الكلام الحلو طبعا.
نصحتك يا ابنتي ألا تنفقي كل مالك.. حتى لا يأتي يوم تجدين نفسك بلا مال وهذا ميراثك وهو لن يعود.. ساعديه كما نقول في مصر: "على القد". قرري ميزانية محددة ستضعينها في مصاريف البيت شهريا لكن أكثري من قول: أنا كلي لك.. أنا تحت أمرك.. أنا وكل ما أملك ملكك يا حبيبي...
هذا ليس كذبا بل هو القول الجميل الذي يجعل البصلة خروفا.. لأنه مهما أنفقت يا ابنتي لو أردفت وأضفت إلى الإنفاق كلمات سخيفة مثل، أنا غير مسؤولة عن الصرف على البيت.. وأنا ذمتي منفصلة ومن هذا القبيل... فلن تكون للملايين أي طعم.