لم أعد أتحمل!
قلبي يملؤه الحزن، ونفسيتي متأثرة بكل الحوادث والقتل والدمار الذي يحدث. لا أستطيع الانفصال لدرجة أنني لا أستطيع النوم. أعني، ما يحدث لجيراننا منذ عامين أفقدني إحساسي بأي خير. ما الخير الذي لا يجلب ولو ذرة من الراحة للإنسان في هذه الدنيا؟! لا شيء. خسرت ما يقارب عشرة كيلوغرامات من وزني، ووزني لا يتجاوز ستين كيلوغرامًا.
أعاني من كوابيس وأرق مستمر. أتمنى لو أستطيع النوم ولو ساعة واحدة دون كوابيس. ونهارا أشعر أني دائما على شفا حفرة من الانهيار، ترقب مستمر وحساسية من الصوت العالي، منذ أمس عندما رأيت فيديو قتل الفلسطيني وهو يحمل كيس الطحين، ازداد حزني وقلقي. كوابيس طوال الليل، تفكير وقلب مليء بالهموم نهارًا.
لماذا الحياة قاسية وظالمة إلى هذه الدرجة؟!
لماذا لا تأتي إلا للفقراء والمساكين، ومن لا يطلبون من الدنيا إلا المأوى ولقمة عيش تكفيهم من الجوع والحاجة؟! لماذا؟!
19/07/2025
رد المستشار
صديقتي
الخير والشر موجودان ومتاحان للبشر منذ بدء الخليقة... قابيل قتل أخاه لكي ينفرد بحب والده وبحب الله... منتهى الغباء وقصر النظر وضيق الأفق.
هذا هو حال البشر على مر العصور ولقد أعطانا الله مطلق الحرية في الاختيار... وكثر الفساد بسبب من يختارون طريق الغباء وضيق الأفق.
وسائل الإعلام من مصلحتها عرض المواضيع الساخنة المزعجة المخيفة وبالتالي نعتقد أنه ليس هناك في الدنيا سوى الظلم والقهر والعنف والاستغلال.
ما يحدث في العالم عموما ولجيراننا خصوصا من كوارث هو بسبب أحداث إنسانية وإدارية وسياسية تراكمت عبر سنوات عديدة وربما قرون.
من ناحية أخرى، الكون مبني على المتضادات... الشيء وعكسه.. وعلينا الاختيار.
بالمثل هناك تعساء وسعداء، خائفين وآمنين (حتى في خضم الحرب).
عليك أن تنظري للصورة الأكبر وأن تركزي على ما هو جيد وخير في العالم... هناك خيرون وهناك أشرار.. هناك أذكياء وهناك أغبياء... هناك أصحاء وهناك مرضى.
وسائل الإعلام لا تركز على الخير ولكن الخير موجود... ابحثي في الإنترنت عن أخبار الخير والخيرين وستجدينها كثيرة.
تعاطفك مع الجيران شيء جيد ولكنه يطرح سؤالا مهما: لماذا لا تشعرين بنفس الشيء نحو ما يحدث أو حدث في بقاع أخرى من العالم مثل السودان وأوكرانيا والتبت ورواندا وميانمار وأثيوبيا؟
هناك وجه شبه ولو طفيف بين ما يحدث لك وما يحدث للجيران.
ادفعي الظلم عن نفسك وركزي على نعم الله عليك وساعدي نفسك والآخرين بالقدر المعتدل المستطاع.
تعاطفك الذي يؤدي إلى أذيتك لا يجعل منك إنسانة أفضل ولن يساعد أحدا ولن يحسن من حال الدنيا... يجب أن نساعد ونقوي ونعتني بأنفسنا لكي نقدر على مساعدة الآخرين.. تعاطفنا لدرجة الضعف والمرض يخدم قوى الشر في العالم.
لن يصلح أحدنا العالم أو البشرية ولكن يمكن للواعين تطوير وتقوية أنفسهم والتركيز على الخير وأفعاله في أنفسهم وفي الآخرين حتى تتطور البشرية إلى الأفضل على المدى الطويل... ليست هناك حلول سريعة سحرية وسيبقى هناك صراع بين الخير والشر إلى أن تقوم الساعة.
أدي دورك نحو نفسك والمحيطين بك... استخدمي مواهبك من رسم وكتابة وموسيقى في مساعدة الناس بدلا من أن تمرضي وتضعفي نفسك بتعاطف سلبي لا يفيد أحدا.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
تبلد عاطفي: من بعد السابع من أكتوبر!
فلسطين الآن: رحيل أبي وحياتي الجديدة