قبل أن أبدأ بالكلام فإني أعتبر مشكلتي كبيرة؛ لذلك سامحوني على الإطالة فقد أطيل...
أنا ولله الحمد شاب ملتزم وأنتمي لفكر معين، ولله الحمد أعمل في مجال الدعوة منذ حوالي 9 سنوات وهذا من فضل الله علي، ولكن قبل هذا كنت شابا عاديا وكانت بداية التزامي في الجامعة، وذلك بعد أول سنة.
كنت قد تعرفت على بنات في الجامعة من باب الصداقة البريئة، ولكن عندما بدأت في الالتزام تركت كل شيء ابتغاء مرضاة الله، وذلك كي يبارك الله لي في كل حالي، وأيضا لأن هذا ليس من سلوك الداعية والملتزم.
تزوجت منذ 9 شهور من أخت تنتمي لنفس الفكر، ومن بيت طيب... والله عندما تقدمت إليها تذكرت جيدا حديث النبي: "تنكح المرأة لأربع"... فعلمي عنها أن لديها أخوين فاضلين ومن الناس الملتزمة وكل الناس تشهد بذلك، وأمها سيدة ملتزمة ويكفي أنها ربت ولدا لها يشهد له الحي بأكمله بالتزامه، ووالدها خطيب للجمعة ويحفظ كتاب الله.
أما الفتاة نفسها فهي خريجة المعاهد الأزهرية، وتخرجت في كلية العلوم وقد أكملت حفظ القرآن الكريم وهي محفظة في المسجد وتعمل في الدعوة ويطلق عليها قائدة لتحملها أعمالا كثيرة؛ كل هذا شجعني على أن أطبق حديث النبي معها وأظفر بذات الدين.
تقدمت لها وكنت أمر بظروف صعبة، فقد خسرت كل النقود التي معي في مشروع معين وخرجت مديونا، ولكن كان عندي أمل كبير أن الله سوف يكرمني وأن من أسباب توسيع الرزق الزواج، وثلاث حق على الله عونهم منهم الناكح يريد العفاف.
تقدمت لهم وشرحت لهم ظروفي بالتفصيل ورأيت الأخت رؤية شرعية أول مرة في بيتها أمام أبيها وأمها وإخوتها، وكان جمالها مقبولا وليست كما يقولون آية في الجمال، ولكن ظهر عليها علامات الحياء والتدين لذلك ارتحت نفسيا، ولله الحمد لقد آتاني الله حسن الكلام؛ فتحدثت مع أهلها وتحدثت معها وحدث وفاق بيننا وتساهلوا معي في أشياء كثيرة شعرت أن الله يعوضني بهم عن الخسارة المادية في المشروع، فحمدت الله.
أعلنا الخطوبة وكنت أجلس معها في الصالون في شقة أمام شقة العائلة، وكان الباب مفتوحا ويدخلون علينا باستمرار، ولكن كثيرا ما كانوا يتركوننا وحدنا، وحدث ما لا يحمد عقباه؛ فقد تجاوزنا كثيرا أنا وهي؛ فقمنا بعمل أشياء تحدث بين الزوجين ما عدا الجماع، ولكننا كنا نستمتع ببعضنا حتى إن هذا الاستمتاع يوجب الغسل، وكنا نتكلم كثيرا وقد وصلنا لهذا الحال بعد أن تعرفنا كثيرا على بعضنا وارتحنا لبعضنا.
كنت أي طلب أطلبه منها تنفذه، وهي كذلك، لذلك تطورت هذه العلاقة بيننا... بعد شهرين من خطوبتنا طلبت أن أكتب، لكن العرف وقف أمامي ورفض أهلها كثيرا، وتطورت العلاقة حتى إننا خرجنا مع بعضنا أكثر من مرة، وكانت تضغط على أهلها كي نكتب حتى تصبح العلاقة شرعية بيننا، وكنت أضغط أنا الآخر لأن هذا الأمر كان يؤلمنا كثيرا، ونقرر أن نقف ولكن عندما نتقابل ونجلس مع بعض لا نستطيع أن نصبر.
المهم بعد طول مناقشات وافقوا على الكتابة بعد ضغط منها، وكتبنا بعد الخطوبة بأربعة أشهر، وزادت علاقتنا ببعضنا ولكن كان هناك خط أحمر لا نتعداه أنا وهي، وأحببنا بعضنا جدا وكنا ننتظر اليوم الذي يجمعنا تحت سقف واحد.
اتضح لي أن زوجتي عنيدة وعصبية جدا جدا جدا، ولكن كنت أتكلم معها ونختلف كثيرا وأقوم بمقاطعتها، ولكن عندما نجلس مع بعض تندم وتحاول أن تصالحني بكل الأشكال كي أرضى عنها، وبشهادة من حولي فإني طيب وكنت أقبل منها على أساس أن هذا الأمر لا يتكرر وكنت آخذ منها وعدا بذلك، ولكن يحدث مرة أخرى وتندم وكنت أصبر عليها لأنني كنت مقتنعا أنه يوجد خطأ مني، ولكن اعتراضي على رد الفعل منها، وكنت أتخيل أنه سوف يتغير فهي تحبني بجنون.
تزوجنا بفضل الله، ومن أول ليلة معها قلت لها لقد أخطأنا في حق ربنا وفي حق أهلنا ومع ذلك أكرمنا الله فيجب أن نتوب توبة صادقة ونبدأ صفحة جديدة مع الله، وبالفعل قبل أن يحدث أي شيء صلينا ركعتين توبة إلى الله كي يتوب الله علينا، ومرت الليلة بسلام والحمد لله.
ولكن ظهر لي أنها عنيدة وأنها تغار علي بجنون؛ فمن أول أسبوع، أمي تسكن في نفس العمارة فطلبت منها أن نصعد نجلس معهم نصف ساعة وخاصة أن والدي متوفى وأنا أكبر إخوتي فقامت الدنيا ولم تقعد ورأيت عصبيتها و"الدماغ الناشفة" وتنازلت لأنها عروسة جديدة.
كانت تغار من أمي مع أنها الأخت الملتزمة، كانت تتكلم معي إذا قبلت أمي، إذا طلبت منها أن ترن على أمي لا تتصل وترفض بشدة، حدثت مشاكل كثيرة وكنت أتنازل لأنه أول شهر ويمكن أن تتغير، وكنت أتكلم "بالراحة".
زاد الموضوع فكانت ترفض المشاركة مع أهلي في المناسبات العامة، وتعيب علي علاقاتي الجيدة مع بنات عماتي وأقاربي من النساء، في حين أنهن محترمات ومتزوجات، ولكن الغيرة القاتلة والشك المميت، بقينا لا يمر يوم إلا ونحن نختلف، ولكن عندما نجتمع ليلا ننسى كل شيء.
كنا عندما نجلس أمام التلفاز نرى شيئا وتأتي مذيعة -ولله الحمد أنا أعرف ربي- ولكن يمكن أن يكون برنامجا سياسيا أو اجتماعيا أو يأتي مسلسل اجتماعي، كل هذا مرفوض بشدة وتحدث مشاكل عظيمة من أجلها تصل لدرجة أن تتطاول علي بكلام لا يرضي الله.
وصل الأمر أنها طلبت الطلاق بسب مشكلة الإفطار في رمضان عند أمي، وبسبب أنني أتفرج على العاشرة مساء، أشياء غريبة تحدث، وكان لا يمر يوم إلا ونكون مختلفين.
تكلمت مع أهلها في حضورها، ترفع الصوت أمامهم وتتطاول بالكلام علي أمامهم، يعتذرون هم لي، ولكن لا يفعلون شيئا معها، كنت أتعجب من رد فعلهم السلبي أمامي فقد شعرت أنهم يخافون منها أو "على زعلها مش عارف" بالضبط.
ملحوظة: هي ولله الحمد حامل من أول شهر في زواجنا، يعني قربت على التاسع، وبدأت أشعر بخوف على الطفل من هذه العلاقة التي بيني وبينها ومن تفكيرها، عندما أتناقش معها بالعقل وأحسسها بالخطأ ممكن أن يرتفع صوتي أو أتهمها بأشياء تحدث منها مثل عدم نظافة المنزل أو عدم الاهتمام بشؤون المنزل والخروج المتكرر لمنزل أبيها، وعدم صعودها عند أمي بحجة الحمل في حين أنها تذهب إلى أمها شبه يوميا، وتبعد مسافة أمها عنا حوالي 500 متر تمشيهم وأمي تسكن في الطابق الأعلى مني.
ترد علي وتعايرني بدخلي المحدود وتعايرني أن أهلها تساهلوا معي في الزواج وأشياء كلها خارجة عن إرادتي؛ فأنا أعمل 10 ساعات يوميا ويمكن أكثر، ولكن دخلي محدود، وقد وضحت لها هذا من بداية مسألة الزواج، هي قالت لي في البداية: "أنا مش عايزة غير إن أنا أعيش معاك"... طبعا هذه المعايرة تؤثر في نفسيتي تجاهها.
الوضع أصبح سيئا معها، أخطأت كثيرا في حقي بالتطاول معي، كل شيء أقوم بعمله تستنكره بطريقة استهزاء وتصغير من شأني، الفكر المعتدل الذي رأيته في أهلها ورأيته فيها في البداية -بعيدا عن الخطأ الذي وقعنا فيه- لا أجده الآن!
لا أعرف ماذا أفعل؟ أطلقها؟ ولكن الطفل والحياة؟ رغم ذلك أحبها وهي تحبني! ماذا أفعل معها كي تغير معي سلوكها؟
والله حدثت مشكلة قريبة جدا وكادت تصل للطلاق وتدخل الأهل؛ أمي وأمها وأبوها، وبعد أن خرجوا وتركونا بعد نقاش طويل بكيت لله، وقلت له أن يسامحني ويتوب علي من الفعلة التي فعلتها في الخطوبة خوفا أن يكون كل ذلك بسبب هذا الأمر، وكانت هي معي، ولكن بعد هذا اليوم حدثت نفس المشكلة معها من عصبية وكلام جارح جدا... "غلط في حقي وحق أهلي"... والله كلام يؤدي إلى الانفصال.
أعلم أنني أطلت جدا ولكن فعلا لا أجد حلا... أرجو أن تفيدوني بسرعة حتى لو وصل الأمر إلى أن أقابل أحدا من عندكم...
"أنا فعلا مش عارف أعمل إيه؟ وتعبت جدا... أنا بتمنى الموت كي لا أعيش معها رغم أني أحبها". والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
13/7/2025
رد المستشار
ولدي:
لم أفهم لماذا كل هذا العنف في التعامل من جانبها، وهي التي استسلمت لك بلا قيد منذ اللحظة الأولى، فالشخصية التي صورتها في الخطوبة لا تنطبق على تلك التي تصفها بعد الزواج.
ليس معنى كلامي أنها كانت تمثل، أو أنها كانت تكذب أو تتجمل، بل معناه فعليا مجرد تساؤل مستغرب، ما الذي دفع بهذه الحافظة لكتاب الله إلى كل هذا العنف والعصبية؟!
أتفهم أن في طبيعتها شيئا من عناد ومن عصبية؛ فهي قائدة يا ولدي بنص كلماتك، أي أنها تتحمل مسؤوليات كثيرة، وهذه النوعية من الناس تكون قوية وبالتأكيد ذات شخصية فيها بعض العناد والعصبية.
لمحت أن المشاكل بدأت حين طلبت منها الصعود للجلوس عند أمك في أول أسبوع من زواجكما، هل كان الطلب يشكل نوعا من الأمر؟ أو أنه واجب عليها أن تقوم به وإلا تصبح مقصرة؟
أقول ذلك يا ولدي لأنني اكتشفت أننا شعب يفتقد إلى سر اللفظ بوجه عام، فإن الطلب أو السؤال من الممكن أن يكون مقبولا، ولكن ما يجعله شرارة معركة هي الألفاظ المستعملة أو نغمة الصوت.
شيء آخر لمحته في كلماتك وهو غيرتها الشديدة من أمك وبنات عمك وبنات عماتك، الغيرة إحساس طبيعي يا ولدي، ولكن زيادتها تجعلها مرضا.
هل ذكرت أمامها مسوغات قبولك الزواج منها كما ذكرتها لنا؟ أي أنها إنسانة متدينة ومن أسرة طيبة ولكنها ليست جميلة؟ هل ذكرت ذلك أمامها؟
لست أدري لماذا أرى في قصتك مشكلة اثنين بلا مشكلة، ولكن أحدا منهم لا يسمع الآخر ولا يفهمه رغم الحب الكبير بينهما ورغم كل الحيثيات التي يملكونها لنجاح الحياة؟
لأنك إذا كنت قد ذكرت ذلك حتى لو عرضا -وهذا ما أتصوره- كان محور هذا العنف والمعايرة اللذين لا يتفقان مع طبيعتها السابقة وتربيتها، فقد زرعت في قلبها ونفسها وعقلها إحساسا بالخوف وعدم الأمان ولا أبالغ إذا قلت بالكراهية لكل النساء الأخريات.
صدقني يا ولدي حين تشعر امرأة أنها لا تملأ فراغ الجمال في قلب زوجها وعينيه تقتلها كل نظرة إلى أي امرأة أخرى، حتى لو نظرة بريئة وبلا معنى، حتى لو كانت إلى أمه، حتى لو لمذيعة تلفزيونية متزوجة وتكاد رؤيتها أو معرفتها تكون نوعا من الأحلام غير الواردة الحدوث؛ لأن كل نظرة لأنثى تذكرها بالنقص الذي أعلنت عن وجوده.
ويؤكد لي فكرتي أن الليل والفراش الذي تتفقان فيه وتستمتعان به يقضي على كل خلاف، هذا مجال قوتها الذي لا ينافسها فيه أحد، وما معايرتها لك وتذكيرها بما فعلته هي وأهلها إلا محاولات دفاعية مستميتة منها للاحتفاظ بك، وإن كانت تفعل ذلك بطريقة أقل ما يقال عنها إنها أسلوب غبي؛ لأنه أسلوب جارح يقطع أواصر المحبة وينقض غزلها ولا يقويها، ولكنها -وهذا تصوري- تريد أن تشعرك أنك مدين لها، أو ربما أنها قوية بجميلها الذي يطوق عنقك بوقوفها إلى جوارك ويجب أن ترده بالتمسك بها، ولا تتركها أبدا وإلا تكن خائنا ونذلا، وما استهزاؤها بأغلب ما تفعل إلا من نفس المنطلق، إعلان قوة بما تملكه؛ لأن المرأة بفقدها سلاح الجمال يلزمها سلاح آخر خصوصا إذا ألمح الزوج لذلك.
تذكرت زوجين شابين، كان مما قاله الزوج بعد أيام من العقد: أنا لم أكن في يوم أتصور أني أتزوجك، فأنت أبعد ما يكون عن صورة فتاتي.
قال لها هذه الكلمات وهي تعرف أنه يحبها ومتمسك بها، وخاض من أجل زواجه بها مجموعة من المشاكل مع أهله وأهلها مصرا عليها مذللا كل عقبة في سبيل ذلك، ومع ذلك فالغصة لا تفارقها، وكل زميلة له في العمل أصبحت عدوة، ولأنها تعرف حبه لأمه أصبحت تتعمد انتقاد ذوقها –ذوق الأم– في اختيار ملابسها، وتتعمد التطاول عليه وذكر أصل عائلتها العريق وثرائها.
لقد أيقظ هو بكلمته وربما أنت أيضا وحشا ضعيفا لا يملك إلا أظفاره يغرزها في كل مكان ليعيش؛ وهو الثقة بقدرتها على الاحتفاظ بقلبك وعقلك وعينيك لها.
أنا بنيت تعليقي على افتراض قد لا يكون حقيقيا، ولكني أعتقده كذلك؛ لأنه لو لم تكن أخبرتها بشعورك تجاه شكلها فابحث عن السبب الذي يستفز إنسانة تحبك فتتعمد جرحك أو مضايقتك، فهي قد لا تجد سببا جعلك تتزوجها إلا خطأكما في فترة الخطوبة، وليس رغبة حقيقية فيها.
وهذه فكرة بالنسبة لفتاة على قدر كبير من قوة الشخصية والاستقلالية واحترام الذات قاتلة ومهينة.
تأكد أنك لم تزعزع ثقتها في قدرتها على امتلاك قلبك وعقلك، وحاول زرع هذه الثقة مرة أخرى، حاول أن تؤكد لها أنك تحبها شخصيا –وهذه حقيقة– وأنك لن تستبدلها بنساء العالم ولو اجتمعن عليك، ولا تلوم فتاة تسير على قدميها كيلومترات لتصل إلى أمها وتستثقل أربع درجات سلم إلى أمك! بالله عليك أين وجه المقارنة؟
ولو أنه يبدو أن أهلك ناس طيبون ولا يوجد بينها وبينهم شخصيا مشاكل، بل المشاكل بينها وبينك... حاول بالمحبة... وأرجو أن توافيني بما يستجد أو بتصويب ما تصورته.
واقرأ أيضًا:
زوجتي متقلبة المزاج وعصبية جدا!
أنا والعصبية: ساعات وساعات!
عصبية وتهجر الفراش ولا تسمع الكلام!
الاكتئاب والغضب: أصبحت عصبية!
ماضي زوجتي وعصبيتها الشديدة!
العصبية القاتلة: شخصية حدية