وسواس كفري
السلام عليكم، اعذروني على الاستشارة الطويلة
أنا لدي وسواس قهري منذ ٤ سنين وكان في البداية الوسواس متعلقا بالطهارة والوضوء والنية وأثناء هذا الوسواس ظهر نوع جديد وهو الوسواس الكفري أشك أني فعلت الكفر كل يوم مع أني أفكر هل هناك شخص يفعل الكفر كل يوم، حتى لو كان كافرا أصليا؟
أنا أحاول التفكير بطريقة منطقية مع الوسواس لكن من شدة التوتر والخوف أشعر أن التفكير المنطقي في اللحظة هو غير منطقي والتفكير المنطقي في اللحظة أني في الغالب وقعت في الكفر، بالنسبة لوسواس الوضوء والطهارة والنية ذهبت إلى مستشار علاج سلوكي وأعطاني تمارين ساعدتني في التخلص منها لكن لم أتخلص من الوسواس الكفري أصبحت أبتكر أساليب غريبة للتعامل معها
ما أسعى إليه في هذه الاستشارة كيفية التفكير بالوسوسة أنا أعلم أن الجميع لديه وساوس، ولكن الموسوس يبالغ في النظر إليها ويعطيها حجما أكبر من حجمها، ولكن لا أريد أن أتخلص من الوسواس كليا بمعنى إذا خطرت على بالي فكرة وسواسية أريد أن أحللها تحليلا منطقيا في اللحظة نفسها وأكمل حياتي بناء على هذا التحليل دون أن أفكر بماذا لو ماذا لو كانت كفرا ماذا لو كنت أقصد المعنى هكذا وسأذكر مثالا على ذلك
سمعت أحدا وأنا في الجامعة يقول كيف نار جهنم اليوم يقصد أن الحر شديد فأول خاطرة خطرت على بالي إنها كفر صريح دون أن أفكر هل من المعقول الناس تنطق بالكفر ليلا نهارا بعدها تخيلت إذا قالها لي شخص في وجهي ما هو الرد المناسب فخطر على بالي أني أضحك فخفت من الخاطرة أن أضحك على شيء فيه كفر لأن الرضا بالكفر كفر
وجلست أفكر هل هذا تردد لأنها خطرت على بالي وشعرت أني سأفعلها (وكل هذا في المخيلة أشعر أني مجنون وأنا أكتب) ثم خطر على بالي بعدها أني أقول له اليوم حار بمعنى أن أغير الموضوع فخطر على بالي أن هذا رضا بما يقول لكن بعد أن قل التوتر والخوف أتاني شعور أن الذي قاله ليس كفرا وأنه يشبه حر اليوم بحر جهنم تمسكت بهذا التحليل وقلت إنها ليست كفرا، ولكن خطر على بالي أني كنت قبل ذلك أعتقد أن هذا الأمر كفر وكان عندي نية أني سأضحك عليه أو أقول قولا بمعنى الرضا فيه فشككت أني وقعت في الكفر.
ومثال ثاني
كنت في مجموعة لعمل مشروع في الجامعة وكنا ننوي أن نأخذ مشروعا قديما ونغير الأسماء فيه أنا أعلم أن هذا حرام ومتأكد من ذلك، ولكني قلت لهم "على حظنا بصير الدكتور يتبع" فأصبحت أبحث عن معنى كلمة حظ وأنها تعني النصيب من الخير فأنا قلت بالمعنى إن نصيبنا من الخير في هذه اللحظة هو أن الدكتور يكشفنا
فخطر على بالي أن هذا استحسان للمعصية لأن وصف المعصية بأنها خير مثل استحلالها هذا ما خطر على بالي أنا أفعل الحرام وأتوب، ولكن كل حرام أفعله أشعر بأنه كفر وأشعر بأن أشياء ليست محرمة حتى أشعر بأنها كفر
أنا شخص يقولون عني عائلتي وأصدقائي أني ذكي، ولكن أشعر نفسي أني أغبى شخص في التاريخ بسبب الوساوس أشعر كأن طفلا صغيرا يتحكم بعقلي يوجهني حيث يريد هناك أمثلة كثيرة، ولكن ذكرت هذين المثالين لأن أغلب الأمثلة من هذا النوع أعتذر عن الإطالة
10/8/2025
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "طارق" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
سمينا هذه الصورة من وساوس وقهور العقيدة بوسواس تحاشي الكفر القهري حيث يبلغ الخوف من الوقوع في الكفر بالمريض أعظم مبلغه فتجده يشك في أفعال و/أو أقوال كثيرة أنها كفر بالله ويجد نفسه مضطرا للسؤال عن حكم فعلها هل هو كفر؟ فإن عرف أنها ليست كفرا عاد يسأل عن أفعال و/أو أقوال أخرى هل هي كفر؟ أو عاد وقد حور له الوسواس السؤال بشكل أو بآخر فيكرر السؤال هل كذا كفر؟ وإن حاول التجاهل اشتد عليه الخوف من أن تكون كفرا حتى يسأل!
ابتكرت أو اضطررت لابتكار أساليب غريبة للتعامل مع الوساوس بالخوف من الوقوع في الكفر، لكنك لم توضح تلك الأساليب الغريبة ونخشى أن تكون ضربا من القهور المستترة، وأما قولك (لا أريد أن أتخلص من الوسواس كليا بمعنى إذا خطرت على بالي فكرة وسواسية أريد أن أحللها تحليلا منطقيا في اللحظة نفسها وأكمل حياتي بناء على هذا التحليل دون أن أفكر بماذا لو ماذا لو كانت كفرا ماذا لو كنت أقصد المعنى هكذا) فهو تساؤل يجعلني أتسائل بيني وبين نفسي عن التمارين التي ساعدتك في التخلص من وس.وق. الوضوء والطهارة والنية وأبقت وسواس الكفرية؟!
ربما هي تدريبات سلوكية صرفه! بلا اتفاق على كنه الوسواس وآلية عمله؟! أقول ذلك لأن طلبك لمهارة التحليل المنطقي الفوري للوساوس كشيء يلزمك قبل المضي في حياتك معناه ببساطة أنك لا تعرف مع من تتعامل أقصد لا تعرف كيف يعمل الوسواس! الواقع يا "طارق" -وهو بالمناسبة اسم ابني الأكبر- أن أي اشتباك مع الوسواس بعد معرفة أنه وسواس معناه خسارتان قريبة وبعيدة فأما القريبة فهي الانزلاق إلى وساوس جديدة، وأما البعيدة فهي أن تصبح هذه طريقتك الوحيدة!
المطلوب في حالتك أولا أن تفهم أن مجرد وسوستك القهرية بالكفر وأنت مريض وسواس قهري تعني أن لديك حصانة دائمة ممتدة من الكفر، لأنه أصبح بسبب الوسواس، ولست مسؤولا عنه بغض النظر عن مشاعرك وأفكارك، ولا مكلفا أنت برده ولا التبرؤ منه.... المطلوب منك فقط هو التجاهل النشط وستقرأ في الارتباطات أدناه ما يبين لك ذلك ويدلل عليه، وعليك أن تتابع إلى جوار المستشار السلوكي مع طبيب نفساني لاستكمال التشخيص وربما الحصول على العلاج العقَّاري.
اقرأ على مجانين:
الوسواس القهري معنى التجاهل
وسواس الكفرية: التجاهل النشط باستمرار!
وسواس الكفرية: هل يصح التجاهل؟ بل يجب!!
وسواس الكفرية: الرضا بالوسواس لا يعني الرضا بالكفر!
وسواس الكفرية: الإيمان بالعقل لا العواطف!
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
وسواس الكفرية: الموسوس لا يكفر ولا يرتد
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.