جزاكم الله خيرًا على ما تقدمون لخدمة الإسلام والمسلمين. مشكلتي هي أن لي أخا مصابا بمرض انفصام الشخصية، وهو يأخذ علاجا فقط، ولكنه مع أخذه للعلاج يقول إنه لا يستطيع أن يوقف نفسه عن التفكير في أمور تزعجه وتشغل فكره دون داع، وإنه يستمر هكذا إلى أن يأخذ حبة الدواء وينام بعدها.. فهل هذا طبيعي بالنسبة لمرضه؟
وهل هناك من مساعدة يمكن أن يقوم بها أهل المريض له؟
وبالنسبة للزواج هل يعيقه المرض عن الزواج؟
وهل يمكن أن يقوم بمسؤوليات الزواج كأي شخص عادي؟
وشكرًا لكم.
20/08/2025
رد المستشار
يا أهلا بأهل فلسطين الحبيبة
نقول للسائلة الكريمة إن تحديد ما يصلح لمريض معين من عدمه لا ينبني على التشخيص فقط وإنما ينبني على عوامل كثيرة مثل شدة المرض وإزمانه ودرجة استجابته للعلاج ومدى تعافيه العرضي والوظيفي (أي اختفاء الأعراض والقدرة على أداء المهام الوظيفية) وهي كلها عوامل تختلف من مريض لآخر، فهناك مرضى للفصام متعافون جزئيا أو كليا بالعلاج الدوائي ويندر أن يصل أحدهم إلى التعافي بغير وجود هذا العلاج.
وغالبا ما يحتاج مريض الفصام المزمن إلى علاج دوائي مستمر ولكن كثيرا من المرضى يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي أو قريب جدا من الطبيعي بمساعدة العلاجات الدوائية الحديثة، وبالنسبة لمسألة الزواج فالفيصل فيها قدرته على العمل وتحمل المسؤوليات فإن كنتم ترون فيه القدرة على العمل والكسب ولا يظهر عليه أعراض واضحة يستغربها الناس مثل الضلالات والهلاوس فلا مانع من المضي في أمر الزواج.
ولا ننصح بمصارحة الطرف الآخر إلا بعد مرور فترة من الخطبة لتطمئن المخطوبة إلى اتزان شخصيته من خلال التعامل خلال هذه الفترة ثم نقوم بمصارحتها بالأمر قبل العقد لتجنب الوقوع في خطأ التدليس والخداع فإن تقبلت الأمر تزوجا على بركة الله وكانت له عونا على الانتظام بالعلاج ومراجعة الطبيب.
وإن كان التعافي الحالي جزئيا تشوبه بعض الأعراض المتبقية فلا مانع من مراجعة الطبيب الحاذق لتعديل خطة العلاج الدوائي أو السلوكي أو كلاهما للوصول إلى التعافي الكامل بإذن الله
والله المستعان
واقرئي أيضًا:
أخي مريض بالفصام !
من م.س إلى خادمة الكعبة: أخي مريض!
أخي مريض ذهاني!
أخي فصامي: هل هو الفصام المقاوم للعلاج؟