أنا فتاة لدي من العمر 19 عاما، أنهيت الثانوية بنجاح ولم ألتحق بالجامعة بسبب تأخر تسجيلي فيها، وقد شارفت السنة الدراسية على الانتهاء، ولكني أشعر بالملل وأحس أني أعيش روتينًا يوميًا، وهو أني أستيقظ الساعة الخامسة عصرًا وأسهر الليل كاملاً حتى الساعة الثامنة صباحا، وأحيانًا تصل إلى العاشرة، وكل وقتي أشغله في اللعب أو التواصل أو التصفح على المحمول؛
حيث إني أحس أنه كل حياتي، لا أستطيع أن أتركه للحظة خاصة أصدقائي في الشات لدرجة أني لا آكل شيئًا ووزني قد قلّ بصورة ملحوظة، عندما أمسك المحمول أحس أني قد شبعت من الأكل، وأمي لا يعجبها هذا مني حيث تعطيني دائمًا المحاضرات، لكني لا آبه بها وأقول لها: إنه لا يوجد لدي عمل آخر أقوم به، ووالدي فتح لي الإنترنت؛ لأني لم أدخل الجامعة، ولكن أمي تهددني بأنها ستأخذ مني المحمول وتقطع خط الإنترنت، وعندما تقول لي هكذا أحس بالإحباط الشديد.
أنا حتى عندما يعطل الكمبيوتر وأذهب به لإصلاحه أحس أن شيئًا ينقصني، وأشعر بالملل والإحباط لا أدري ماذا أفعل أصبحت أهمل واجباتي الدينية، حيث إنني فقط أؤدي الفرائض، وأحس بأني مقصّرة في كل شيء، وأحيانًا أتمنى الموت بسبب الحياة المملة التي أعيشها ماذا أفعل؟
يراودني البكاء في كل لحظة، وأبكي كثيرًا وحدي عندما أتذكر أني مقصّرة في واجباتي الدينية واليومية ماذا أفعل؟
أرجو أن تعطوني الحل المقنع ولكم جزيل الشكر.
31/8/2025
رد المستشار
إنها المشكلة المتكررة في مجتمعاتنا وهي أن الدراسة هي محور الحياة والاهتمام فإذا حدث شيء وعطّل هذه الدراسة توقفت الحياة وتعثر كل شيء.... لم تستطيعي التقدم بأوراقك لفوات الميعاد.... فهل الدراسة في الجامعة فقط هي الحياة، ألا يوجد في قدراتك أو مواهبك ما تريدين أن تفعليه أو تضيفيه، هل تعلمت كل اللغات وهل أجدت لغة الكمبيوتر وهل أشبعت هواياتك وهل رتبت حياتك وهل زرت كل العالم وأقطاره وهل.... وهل...... من كل الأنشطة التي تجيدها الفتاة الأمريكية أو الأوروبية التي نقف أمامها مذهولين متعجبين.
هل لم يبق إلا الجلوس أمام الإنترنت أو على المحمول بالساعات؟ ولم تذكري لنا ما هي طبيعة ما تطلعين عليه في هذه الساعات فالإنترنت كما نعلمه إما للعلم، وإما للتجارة وإما لِلْهَلْس وتضييع الوقت.
إن الفرصة ما زالت أمامك فستة أشهر أخرى في انتظارك حتى تعودي إلى الدراسة مرة أخرى، والحل أن تقومي بإلغاء اشتراك الإنترنت؛ حتى تختلي بنفسك وتسأليها ماذا ينقصها في مدرسة الحياة؟ فالحياة أكبر وأوسع من الدراسة والعمر أهم من أن نضيعه أمام الإنترنت، وبعد أن تحددي طريقك لا مانع من أن تعودي للاشتراك، ولكن للعلم أو التجارة وليس لتضييع الوقت.
واقرئي أيضًا:
إدمان النت والتراجع الدراسي... إليك الحل
إدمان الإلعاب الإليكترونية إدمان سلوكي