السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أنا أعاني من مشكلة تتعبني كثيرا كثير... فأنا منذ أيام الكلية كان لي زميل ليس لي به سوى علاقة بسيطة جدا جدا، وهو شخص محترم جدا حتى إنه قام بأداء العمرة.
لكن بعد انتهاء الدراسة ظل يرسل لي رسائل دينية من فترة إلى أخرى، وأنا بدوري لفت نظره كثيرا لعدم جواز ذلك، وأنه لا يوجد علاقة بين الرجل والمرأة، ولكنه كان يقول لي لعله خير. وأنا كلما يرن عليّ كل فترة أفرح، ولكن أكتئب بعده... علما بأنه لا يعيش هنا، ولكن في إحدى الدول العربية... فماذا أفعل؟
أنا أرى أنه شخص محترم جدا جد... وأناوالله ليس لدي أي سوء نية، وأريد أن يرتاح ضميري وفكري، ولكن للأسف لا أريد أن تضيع مني فرصة الارتباط بمثل ذلك الشاب...
فبالله عليكم ساعدوني لكي أرتاح.
وجزاكم الله كل خير عني.
13/9/2025
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا بك معنا، وندعو الله أن نكون سببًا لراحة ضميرك واستقرار نفسيتك... دعيني أطرح عليك سؤالا مهم... أي فرصة ترين؟
هل الفرصة موجودة بين حروف جملته "لعله خير"؟ أم في حبره السري الذي تقرئينه في رناته؟!
من تتحدثين عنه لم يحسم أمره بعد... وله كل الحق فهو لا يعرفك كما لم تعرفيه أنت... لذا فهو متردد في اتخاذ قرار بشأنك ويهاب أن تفوته هو الآخر "الفرصة المبهمة" ألا وهي أنت، فلا يستطيع إلا أن يعطيك جملة لا تسمن ولا تغني من جوع... وأقصى ما يمكنه عمله هو أن يذكرك دون وعد يدينه حين يجد فرصة بحق أو يتخلى عن "رناته" لسبب أو لآخر!
وسأقف عندك أنت قليل.... وأقول: عندما نحب ونقرر الزواج يكون لدينا حلم مرسوم في خيالنا له طموحاته وأمانيه ويحمل بداخله اتفاقا ضمنيا على تحمل المساحة المختلفة بين الخيال وما يأتي به الواقع في حدود ما يمكننا تقبله، ولكن بصدق.
وهذا يتطلب منا أن نعرف بحق "قدر المستطاع" الطرف الآخر بالقدر الذي يمكننا من اتخاذ قرار بالاستمرار في الارتباط بهأم لا. وهذا ما تفتقدينه تماما فكل ما تعرفينه عنه أنه في غاية الاحترام، ودليلك عمرته!! في حين أن مفهوم الاحترام يتعارض مع اتصاله بك و"تعلقك" بهحتى يبت في أمرك.
وحتى يحين وقت البت في أمرك عليك ألا تشغلي بالك به فهو فرصة لكنها تطير في الهواء، فهو ما زال ضمن العصافير العشرة التي تقف على الشجرة فلا يجوز أن يحتل عندك أكثر من تلك المساحة. وحين يقرر أن يكون عصفورا في يديك فلا تتسرعي بالموافقة على الارتباط بهحتى تعرفيه.
وتذكّري حلمك حول الزواج، وانظري من واقع معرفتك بههل يمكنه دخول هذا الحلم ليكون زوجك مع علمك بسلبياته التي قد تكون معروفة لديك حينها وتتقبلينها بصدق، أم أنه بعيد بعدا لا يمكن جبره؛ لأنه لا يناسب حلمك أو يفوق قدرتك لتقبل ما تجدينه فيه من سلبيات.
فالمشاعر تكون جميلة عذبة تحلق بنا لأعلى حتى نكاد نلمس بهاالسماء، ولكن تظل غير مسؤولة ما دام لم يترتب عليها "فعل مسؤول". فلا يأخذك وهمفرصة ليس أمامها الآن إلا طريق مالطة الجديدة فتفوت عليك رؤية شريك آخر مناسب لحلمك قد تجدينه في حياتك، فالشمس واضحة يراها كل البشر إلا من ارتدى نظارة كتب عليها "اغدر بنفسك" فلا تفعلي وأرجو منك مراجعة الروابط العديدة التي تحدثت عن كيفية الاختيار وعن كيفية التعرف على الطرف الآخر قدر المستطاع.
وتضيف أ. سمر عبده ابنتي: برغم موافقتي لكل ما قالته لك زميلتي أ. أميرة بدران فإن هناك احتمالا لم تفكري فيه كليا وهو وارد جدا، ذلك أن هذا الشاب لا يعتبرك سوى زميلة دراسة سابقة محترمة ويحافظ على علاقته بها كزميلة من خلال بعض الرسائل الدينية التي ربما يرسلها لجميع زملائه رجال ونساء......
الأمر لديه لا يحتمل أكثر من ذلك.... ولكن إعجابك به أوهمك أنه ربما يرغب في الارتباط ويمنعه عائق ما... وهو ما لا أعتقده...... أرجو منك أن تتجاهلي رسائله وتستأنفي حياتك العملية والتخطيط الطبيعي لمستقبلك، افتحي عقلك وأجلي قلبك لمن يطرق بابك فعليا متقدما لأهلك...... ولا تعيشي أسيرة "missed call ".